صحافة

الحياة الجديدة: الانتخابات الفلسطينية تعزيز للوحدة.. في مواجهة صفقة القرن

24 يناير 2019
24 يناير 2019

في زاوية مقالات وآراء كتب الدكتور فوزي علي السمهوري مقالا بعنوان: الانتخابات الفلسطينية تعزيز للوحدة.. في مواجهة صفقة القرن؟ جاء فيه: عنجهية ترامب وعنصرية مجرم الحرب نتانياهو دفعت بهما للاعتقاد أن الشعب الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بات جاهزا للتنازل والتخلي عن الحد الأدنى من الحد الأدنى لحقوق الشعب الفلسطيني بسبب:

  • الانقسام الفلسطيني الذي لم يخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي.
  • عدم الاستقرار في دول إقليمية وزعزعة أمنها واستقرارها، ما أدى إلى تراجع القضية الفلسطينية من قمة الأولويات إلى مستويات أدنى.
  • الخلافات والنزاعات البينية بين دول عربية نافذة حالت دون إمكانية التوافق والتنسيق فيما بينها على مواقف سياسية واقتصادية واجتماعية، ما زاد ضعفها ضعفا.
  • سعي دول لكسب رضا الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب من خلال إقامة علاقات واتصالات مع الكيان الإسرائيلي علنية وسرية بهدف الحفاظ على استقرار أقطارها واستقرار أنظمة حكمها. ولكن العوامل أعلاها لم تحقق النتائج المستهدفة؛ لأسباب كثيرة منها:

    أولا: صلابة الموقف الفلسطيني الشعبي والرسمي بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

    ثانيا: نجاح الدبلوماسية الفلسطينية في حشد رأي دولي داعم للحقوق الفلسطينية وفقا للقرارات الدولية تجلت بسلسلة من القرارات الدولية الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أقرت بحق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة تنفيذًا للقرارات الدولية ذات الصلة.

    ثالثا: عزل الموقف الأمريكي المنحاز للعدوان والاحتلال الإسرائيلي خلافا لميثاق الأمم المتحدة وللمواثيق والعهود الدولية.

    رابعا: رفض المجتمع الدولي سياسة ترامب بفرض أمر واقع يقوض حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

    خامسا: نجاح القيادة الفلسطينية بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الذي أسفر عن:

    ■ اعتماد برنامج نضالي توافقي أقره المجلس الوطني الفلسطيني في دورته العادية التي عقدت في 29 إبريل الماضي.

    ■ انتخاب قيادة جديدة لمنظمة التحرير الفلسطينية (المجلس المركزي واللجنة التنفيذية).

    ■ انتخاب محمود عباس رئيسا لدولة فلسطين.

    العوامل أعلاها أدت بلا أدنى شك لإجهاض مخطط ترامب - نتانياهو أو على أقل تقدير إعاقة نجاح فرض مؤامرة صفقة القرن بمباركة وموافقة بعض الدول العربية (التي حاولت وعجزت عن إيجاد قيادة فلسطينية خارجة عن الإجماع الوطني) التي حاولت ممارسة ضغوط مباشرة وغير مباشرة على القيادة الفلسطينية للقبول بصفعة القرن.

    والقيادة الفلسطينية لم يبق أمامها لاستكمال ترتيب البيت الفلسطيني سوى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي حال دون إجرائها في مواعيدها الانقسام وحرص القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس لإتاحة المجال أمام الجهود العربية والفلسطينية للعمل على إنهاء الانقسام والعودة إلى صندوق الاقتراع ليقرر الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة من يدير شؤونه في المرحلة الانتقالية ما بين أوسلو وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة. بناء على ما تقدم ولتمكين الشعب الفلسطيني من المضي قدما في بناء مؤسسات دولته المنشودة ولعدم السماح لأي عقبة تحول دون حق الشعب بممارسة حقه باختيار ممثليه في المجلس التشريعي الذين هم حكما أعضاء في المجلس الوطني الفلسطيني فإنني أتمنى على القيادة الفلسطينية العمل على:

  • دعوة المجلس المركزي للاجتماع للتأكيد على قرار المحكمة الدستورية بحل المجلس التشريعي كون المجلس المركزي يشكل المرجعية العليا للسلطة الوطنية ولكونه الهيئة التي شرعت تمديد المجلس التشريعي.
  • تحديد موعد الانتخابات التشريعية في أقرب وقت ممكن.
  • إصدار قانون الانتخابات الذي ستجري الانتخابات بموجبه على أن يتضمن الوطن دائرة انتخابية واحدة.

    الانتخابات الحرة والدورية:

    ■ وحدها كفيلة بترسيخ الوحدة وإنهاء الانقسام.

    ■ وكفيلة بتمكين القيادة الفلسطينية المنتخبة جنبا إلى جنب وكجزء من القيادة الفلسطينية الممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بمواجهة وإجهاض مؤامرة ترامب - نتانياهو.

    ■ كما أنها كفيلة بتمكين الدبلوماسية الفلسطينية المضي في بناء جبهة دولية مساندة وداعمة للحق الفلسطيني نواتها تكتل عربي وإسلامي.

    ■ كما أن الانتخابات من شأنها تعزيز قوة ومنعة الجبهة الداخلية ومؤسسات القرار الفلسطيني كافة.

    لا مكان للتردد فالمرحلة تتطلب الوحدة وتغليب المصلحة العليا للشعب الفلسطيني ولمشروعه الوطني بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948.