صحافة

القدس: وحدة الحركة الأسيرة ضرورية لإفشال الهجمة القمعية

24 يناير 2019
24 يناير 2019

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: وحدة الحركة الأسيرة ضرورية لإفشال الهجمة القمعية، جاء فيه: الهجمة القمعية التي تعرض لها أمس الأول الأسرى في قسم 15 بسجن عوفر التي أدت إلى إصابة حوالي 150 أسيرا بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وللضرب المبرح بالهراوات وغيرها من أدوات القمع الاحتلالية، ما هي دليل واضح على أن هذه الهجمة هي تجسيد للقرارات والإجراءات التي اتخذها وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أردان بحق الحركة الأسيرة في محاولة منه للنيل من صمودها رغم كل ما يتخذ بحقها من انتهاكات يندى لها جبين الإنسانية.

كما أن هذه الهجمة التي طالت أيضا فجر أمس قسم الأطفال دون سن 18 عاما تأتي لإرهابهم، وإفراغهم من محتواهم الوطني في الدفاع عن حرية شعبهم الذي يرزح تحت احتلال غاشم ومتطرف وعنصري.

وإذا كان جزء من هذه الهجمة يدخل في إطار الدعاية الانتخابية للأحزاب والكتل الاحتلالية المتنافسة على مقاعد الكنيست الإسرائيلي من أجل نيل أكبر عدد من هذه المقاعد، فان الهجمات القمعية ضد الحركة الأسيرة متواصلة منذ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بهدف النيل من وطنيتهم وجعلهم يرضخون لإرادته الاحتلالية. إن الحركة الأسيرة التي من خلال نضالاتها انتزعت العديد من المكتسبات التي هي حق شرعي لهم والتي دفعت ثمنها من دماء الشهداء وأنات المرضى والجرحى، لا يمكنها أن ترضخ أو تستكين لمثل هذه الهجمات القمعية التي تؤكد على مدى استهتار دولة الاحتلال بالقرارات والمواثيق والأعراف الدولية. وهذه الهجمة الجديدة - القديمة ضد الحركة الأسيرة في سجن عوفر تستدعي أولا وقبل كل شيء توحيد صفوف الأسرى في مواجهة هذه الهجمة القمعية والإجراءات العنصرية والمتطرفة الأخرى التي اتخذها أردان. فهذه الهجمة وسواها هي مجرد حلقة من حلقات أخرى هدفها جس نبض الأسرى والشارع الفلسطيني، حيث يعتقد الاحتلال بأن الانقسام الأسود الذي تعيشه الساحة الفلسطينية، يمكنه من إخضاع الحركة الأسيرة الذي يعتقد بانها منقسمة انعكاسا لانقسام الخارج.

ومن هنا فان وحدة الحركة الأسيرة هي خط الدفاع الأول أمام هذه الهجمة أو الحلقة الأولى من حلقات القمع، فإفشال هذه الحلقة سيفشل الحلقات اللاحقة، أي أن هذه الهجمة هي مجرد «بروفة» لما سيتم لاحقا.

ووحدة الحركة الأسيرة هو أمر ضروري وهام وكذلك التضامن الشعبي والجماهيري هو أيضا مهم وضروري لمنع تحقيق أهداف الاحتلال ضد الحركة الأسيرة، والانقضاض على منجزاتها ومكتسباتها التي حققتها ودفعت ثمنها الشهداء والمرضى والجرحى.

ونقصد هنا التضامن الشعبي والرسمي ليس فقط إصدار بيانات الشجب والاستنكار بل التحرك على كافة المستويات الداخلية والخارجية ورفع قضايا أمام محكمة الجنايات الدولية، وتحريك منظمات حقوق الإنسان والأسرى والمنظمات الحقوقية لرفع قضايا ضد الاحتلال وزيارة الأسرى والاطلاع على أوضاعهم والانتهاكات بحقهم ونشرها في وسائل الإعلام، كي يطلع العام عليها.

كما أن التضامن الشعبي يجب أن يتصاعد ويشارك به الجميع، وليس فقط أهالي الأسرى بل جميع فئات المجتمع وفي مقدمتهم أيضا قادة الفصائل وأعضاء الحكومة وغيرهم. إن وحدة الحركة الأسيرة وتصعيد حملة التضامن الشعبي والرسمي هما الأساس الذي لا بد من توفره لإفشال مخططات أردان ومن خلفه حكومة الاحتلال ضد الحركة الأسيرة بشكل خاص وأبناء شعبنا بشكل عام.