مرايا

هوليوود تعيد «ماري بوبنز» بمعالجة جديدة

23 يناير 2019
23 يناير 2019

تعتبر شخصية ماري بوبنز التي قدمتها شركة ديزني عام 1964 من القصص المؤثرة للغاية والتي لا يزال الجمهور من مختلف المراحل العمرية يتذكرها ويحرص على مشاهدتها، ولهذا انتهزت الشركة المنتجة الفرصة، واستمرار تيار إعادة تقديم الأعمال الكلاسيكية في معالجات جديدة، لإعادة تقديم هذه القصة على الشاشة مرة أخرى في فيلم بعنوان «عودة ماري بوبنز»، ولم تجد توقيتا أنسب لعرضه من موسم أعياد الميلاد، وذلك لتحقيق هدف مزدوج: إسعاد الأطفال وفي نفس الوقت تحقيق المزيد من الأرباح.

كان من الصعب تفادي الدخول في مقارنات مع نجمة بحجم جولي أندروز، إلا أن النجمة الشابة إيملي بلنت قبلت التحدي بكل سعادة وثقة، وأصرت على إعادة تقديم شخصية مربية الأطفال في تحفة ديزني الكلاسيكية الرائعة، والتي سبق للشركة وأن قدمت خلفية كتابة قصتها من خلال فيلم لعب بطولته توم هانكس وإيما تومسون وكولين فاريل بعنوان «إنقاذ السيد بانكس».

ويحمل الفيلم توقيع مخرج الأفلام الاستعراضية روب مارشال، والمؤلف الموسيقي الشهير لين مانويل ميراندا، كما يضم فريق عمل متميزا يبرز من بين أعضائه كل من كولين فيرث وميريل ستريب وأنجيلا لانزبري، وبكل فخر النجم المخضرم ديك فان ديك، بنفسه الذي شارك جولي اندروز في الستينيات بطولة النسخة الأصلية من العمل، في دور (بيرت).

ولم يكن هناك سبيل آخر أمام مارشال، سوى تضمين المعالجة الجديدة العديد من التلميحات والإشارات التي تشي بالحنين للنسخة الأصلية، بدءا من ملابس وأسلوب ماري بوبنز، مرورا بسحر الشخصيات والاستعراضات الموسيقية الراقصة التي تتخلل معظم أحداث الفيلم. ومع ذلك لا يظهر من فريق العمل الأصلي سوى فان ديك، أما أندروز والتي كانت الشركة تتمنى مشاركتها ولو كضيفة شرف في الأحداث، فقد فضلت الامتناع عن الظهور احتراما لمساحة وأداء بلنت على الشاشة.

يقول مارشال عن موقف أندروز من المعالجة الجديدة «كانت أندروز في منتهى الرقة واللطف، هكذا كنا نتحدث عنها بشكل عام، ولكنها أثبتت لنا بالفعل أنها كذلك، حينما قالت: هذا فيلم إيميلي وأريد حقا أن يكون فيلمها». وبالفعل أشادت نجمة صوت الموسيقى باختيار الشركة المنتجة للنجمة البريطانية الأمريكية ذات الـ35 عاما للقيام بالدور، بمجرد الإعلان عن البدء في التحضير للعمل.

تدور أحداث الفيلم في لندن عام 1930، بعد فترة وجيزة من أزمة الكساد العظيم التي ضربت الاقتصاد العالمي وأدت إلى إفلاس بورصات الولايات المتحدة وأوروبا. وتبدأ الأحداث بعد 25 عاما من وقائع قصة الفيلم الأصلي بموسيقاه الاستعراضية المبهرة، والذي منح نجاحه عام 1964 الفرصة لأندروز للحصول على الأوسكار من فئة أفضل ممثلة، بينما حصد العمل في المجمل خمس جوائز أوسكار، من ثلاث عشرة جائزة رشح لها.

تركز الحبكة الدرامية للمعالجة الجديدة على حياة الأبناء الذين كانت ترعاهم ماري بوبنز: مايكل بانكس ويجسد شخصيته (بن ويشو) الذي تألق في آخر نسختين من جيمس بوند «سكاي فول» و»سبكتر»، كما أبدع في فيلم «العطر: قصة قاتل»، المأخوذ عن رواية باتريك سوثكند، بنفس العنوان، ويظهر مايكل وقد أصبح أبا لديه ثلاثة أبناء. أما الابنة الثانية فهي جين بانكس (إيميلي مورتيمر). يعيش مايكل في نفس بيت شارع شجرة الكرز، وعندما يتعرض لأزمة مأسوية تظهر ماري بوبنز مرة أخرى في حياتهم يصاحبها حامل الفانوس المتفائل جاك ويلعب دوره (ميراندا)، وعمتها غريبة الأطوار توبسي وتلعب دورها ميريل ستريب.

وأصبحت بلنت محط أنظار الجميع، نظرا لتألقها المستمر وتنوع أدوارها في أعمال مثل «موسم صيد السلمون في اليمن»، بطولة النجم المصري عمرو واكد، عام 2011، ثم «مكتب التعديل»، بطولة مات ديمون في نفس العام، و»قاتل مأجور» عام 2015، ومن قبل «الشيطان يرتدي برادا» بطولة ميريل ستريب وآن هاثواي عام 2006. ومع ذلك ما زالت لا تصدق أنها أخيرا تمكنت من تقديم ماري بوبنز على الشاشة الشخصية التي طالما سحرتها منذ طفولتها.قالت النجمة في مقابلة صحفية «اعتقد أن شخصية ماري بوبنز تحولت إلى أيقونة، وأن الفيلم بالنسبة لي وبالنسبة للجميع ينتمي إلى تلك الأعمال التي لا تمحى من الذاكرة، ونشعر نحوه بنوع جارف من الحنين لأسباب عديدة». ولهذا السبب تعاملت بلنت بهدوء أعصاب تام في أسلوبها لتجسيد الشخصية، في محاولة منها لتقديم بصمتها الخاصة على الشخصية حتى لا تقارن بأداء جولي أندروز في ذلك الوقت. وأضافت بلنت «هذه هي رؤيتي لماري بوبنز، لأنه لن يقوم أحد بمحو ما فعلته جولي أندروز». واعترفت أن الجزء الصعب كان الرقص في الفيلم، وهو أحد العناصر الأساسية في أي عمل استعراضي.

تجدر الإشارة إلى أن اسم بلنت أصبح يتردد بقوة مع قرب استحقاقات جوائز الأوسكار، وقد يكون حدثا تاريخيا نادر الحدوث حصول نجمتين على الأوسكار عن نفس الدور في معالجتين مختلفتين يفصل بينهما أكثر من نصف قرن. ولكن ربما يكون ذلك حافزا إضافيا لدى الجمهور لمشاهدة الفيلم والتعرف عن قرب على تفاصيل المعالجة الجديدة.

(د ب أ)