1109900
1109900
عمان اليوم

المركز الوطني للصحة الوراثية يدشن الدفعة الثانية من برنامج الإرشاد الوراثي.. الثلاثاء القادم

19 يناير 2019
19 يناير 2019

د.مسلّم العريمي لــ عمان : 14 طبيبا وطبيبة من السلطنة والبحرين والكويت -

كتبت- نوال بنت بدر الصمصامية -

يدشن المركز الوطني للصحة الوراثية بالمستشفى السلطاني بعد غد الدفعة الثانية من البرنامج التدريبي المتكامل للإرشاد الوراثي، وذلك تحت رعاية الدكتور قاسم بن أحمد السالمي المدير العام للمستشفى السلطاني وذلك بالقاعة الرئيسة بالمركز.

وأوضح الدكتور مسلّم بن سعيد محمد العريمي رئيس الاستشارات الوراثية والتعليم الوراثي المشرف العام على البرنامج التدريبي المتكامل للإرشاد الوراثي بالمركز الوطني للصحة الوراثية بالمستشفى السلطاني في تصريح لـ $ : تضم هذه الدفعة 12 طبيبا وطبيبة من جميع محافظات السلطنة بالإضافة إلى متدربتين من مملكة البحرين ودولة الكويت كأول متدربين من دول مجلس التعاون ينضمون للبرنامج التدريبي المتكامل للإرشاد الوراثي بالسلطنة ليصبح المجموع الكلي للمنتسبين للدفعه الثانية 14 متدربا ومتدربة.

وأشار العريمي إلى أبرز أهداف هذه الدفعة التي من خلالها يتم تدريب وإعداد كوادر متخصصة لتشغيل وحدات الإرشاد الوراثي بمحافظات السلطنة المختلفة بعد انتهاء فترة التدريب واجتياز متطلبات البرنامج بنجاح، ومن ضمن الأهداف المرجوة أيضا من تفعيل هذا البرنامج التدريبي هي الحد من تنامي معدلات الإصابة بالأمراض الوراثية بين الولادات الجديدة للأشخاص الحاملين للصفات الوراثية مما يؤدي إلى أمراض وراثية مزمنة ومستعصية على العلاج وكذلك تجنيب الأسرة والمجتمع المشاكل الاجتماعية والنفسية التي قد تعاني منها الأسرة كنتيجة لإصابة أطفالها بأمراض وراثية مزمنة قد تكون بالغة التعقيد.

ويأتي تأسيس وتنفيذ هذا البرنامج الأكاديمي عبر تطبيق منهج أكاديمي متكامل فيما يعرف بالتدريب خلال الأداء الوظيفي لتأهيل وإعداد مرشدين وراثيين ليقوموا بتأدية خدمة الإرشاد الوراثي بجميع محافظات السلطنة، إيمانا بأهمية هذه الممارسة العملية لتكامل البرنامج العلاجي والوقائي الخاص بالأمراض الوراثية بالسلطنة، ويعد خطة طموحة ومتميزة في مسار الارتقاء بالعملية التعليمية لمجال الصحة الوراثية أكاديميا وعمليا، تصب في تنمية مستوى خدمات الصحة الوراثية بالسلطنة، وذلك عبر إعداد منهج أكاديمي يحوي جميع الجوانب النظرية والعملية الخاصة بتأهيل المرشد الوراثي. ويعد هذا البرنامج التعليمي الأول من نوعه بدول مجلس التعاون والمنطقة، حيث لا يوجد برنامج أكاديمي للتأهيل العالي في مجال الإرشاد الوراثي بالمنطقة، وإنما يتم الابتعاث للخارج للحصول على هذه الدرجة العلمية المتخصصة. لقد تم عرض البرنامج على جهات دولية محكمة ومتخصصة في ذات المجال، منها الجمعية الأوروبية للإرشاد الوراثي متمثلا في بعض رئيسها السابق البروفيسور جيوفاني روميو والأعضاء المؤسسين وكذلك عرض على متخصصين من مراكز دولية مختلفة للاستفادة من تجاربهم في إعداد وتأهيل مرشدين وراثيين للحصول على الرأي والمشورة.

دعم مخرجات البرنامج

وعن خطة البرنامج المستقبلية، قال العريمي: تتضمن خطة البرنامج المستقبلية السعي للحصول على الاعتراف الدولي بالبرنامج من قبل المؤسسات الدولية ذات العلاقة بالمجال وذلك في سبيل دعم مخرجات البرنامج من المرشدين الوراثيين إقليميا ودوليا في المستقبل القريب بإذن الله. كما يعد الإرشاد الوراثي فرعًا مهمًا من فروع علم الوراثة الإكلينيكية يتم من خلالها تقديم الحقائق العلمية بدون التأثير في اتخاذ القرار الخاص بأي مرض وراثي. والمشورة الوراثية تتعلق بالتعامل مع الجوانب الطبية للمرض الوراثي وخاصة المعلومات الخاصة باحتمال تكرار حدوث المرض ووسائل العلاج والوقاية منه. ويعرف الإرشاد الوراثي بشكل أكثر شمولية على أنه عملية متسلسلة ومستمرة بهدف التأهيل السيكولوجي للأسرة والمريض حتى يكون باستطاعتهم التأقلم والتعايش مع المرض الوراثي وذلك من خلال منظومة متكاملة وخاصة بكل مجتمع على حدة يأخذ بعين الاعتبار المعايير الأخلاقية والمبادئ والأعراف الخاصة بذلك المجتمع. ويعد الإرشاد الوراثي من أهم مراحل العلاج الحديث في مجال التعامل العلاجي والوقائي مع الأمراض الوراثية ففيها يتم توضيح الوضع الصحي للملتقى من المصاب أو أبويه أو المعنيين برعايته وذلك يساهم كثيرًا في تخفيف حدة الصدمة التي قد تنجم من مواجهة مثل هذا الوضع الصحي الجديد وغير المفهوم والذي يحتاج إلى تعامل مباشر من قبل الأبوين مما يجعله منعطف جديد في الحياة الأسرية ونقطة تغير شاملة من مسار الرعاية الأبوية، لذا لزم الأهمية القصوى في توفير النصح والإرشاد الوراثي كونه تدخلا علاجيًا مهمًا وتعاونًا حيويًا أكثر أهمية من قبل الكادر الطبي لذوي المصاب الذين هم في أمس الحاجة لكل ذلك.

الجدير بالذكر أن البرنامج مقسم إلى 9 وحدات دراسية مقسمة حسب التخصص والمتطلبات الأكاديمية تنفذ خلال مدة زمنية محددة (16 شهرا) بنظام التدريب أثناء الأداء الوظيفي والذي يعد الأول من نوعه من البرامج التعليمية في مجال الإرشاد الوراثي في المنطقة.

كما أن الدفعة الأولى البرنامج التدريبي المتكامل للإرشاد الوراثي ضمت 8 متدربين يمثلون مختلف محافظات السلطنة وقد تم تخريجهم في الأول من شهر مارس من عام 2017 ليدشنوا خدمة الإرشاد الوراثي بمحافظاتهم من خلال التواصل المثمر والمستمر مع قسم الإرشاد الوراثي بالسلطنة.