1109040
1109040
الاقتصادية

«ماليه» عاصمة المالديف .. مدينة لا يقصدها السياح

18 يناير 2019
18 يناير 2019

ماليه (د ب ا)- السائحون لا يتوجهون في حقيقة الأمر للمالديف، وهي عبارة عن مجموعة كبيرة من الجزر في المحيط الهندي، للتجول في أنحاء المدن.

وتعد المنتجعات الفاخرة و الشواطئ ذات الرمال البيضاء والمياه الصافية الموجودة على المئات من الجزر في المالديف عنصر جذب أقوى للزائرين مقارنة بالعاصمة ماليه. لذلك على الرغم من أن السائحين ربما يحظون بلمحة لماليه من الجو عندما تهبط طائرتهم أرض المطار على بعد كيلومترات قليلة، فإنهم بمجرد نزولهم على الأرض، سوف يتوجهون فورا ليستقلوا قاربا أو طائرة لتنقلهم إلى وجهتهم التي تعتبر حلما لهم، ولا يفكرون أبدا أنهم قد يفتقدون شيئا ما. وتعد العاصمة في أحسن تقدير جيدة لقضاء يوم في رؤية معالمها. ويعيش نحو 100 ألف في ماليه، في منطقة مساحتها نحو كيلو مترين مربعين، مما يجعلها من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض - وتعاني من جميع المشاكل التي تلازم وجود أعداد كبيرة من المواطنين.

ويتحرك معظم مواطني ماليه على متن دراجات بخارية - نحو 30 ألفا منهم - ونادرا ما يمتلك أي شخص سيارة. وبوجود مساجدها و مبانيها السكنية و مجمعات الإدارية، تعج ماليه بالنشاط ، خاصة في نهاية اليوم، عندما تنخفض درجات الحرارة وتبدأ الحياة في الشوارع. يمكن مشاهدة الرجال يحتسون الشاي في مقاهي الشيشة طوال اليوم، في حين تمارس المطاعم و المقاهي البسيطة في كل ركن من أركان الشوارع نشاطا مرتبا. لكن لا توجد في ماليه حانات لتناول الكحوليات، حيث أن الكحوليات محظورة في المدينة. وكانت المالديف على الدوام دولة مسلمة معتدلة، ولكن مؤخرا أصبحت أكثر صرامة إلى حد ما، حيث أصبح الكثير من النساء يرتدين غطاء الرأس . و في ماليه يمكن العثور على الكحوليات فقط في جزيرة هولولي التي بها مطار، حيث يعتمد فندق الجزيرة على إيرادات حانته فقط. عندما بدأ السائحون الأوائل في الوصول للمالديف في سبعينيات القرن الماضي، حيث كانت ممارسة الغوص هي هدف معظمهم، تم في بادئ الأمر تسكينهم في أكواخ مصنوعة من الشعب المرجانية. أدرك مأمون عبد القيوم، رئيس المالديف في ذلك الوقت، والذي حكم المالديف 30 عاما، أهمية السياحة وبدأ في الاهتمام بهذا القطاع.

وتم الإطاحة بعبد القيوم في تصويت عام 2008، وحل محله زعيم المعارضة الشاب محمد نشيد، الذي تنحى عن المنصب عام 2012 وتوجه للعيش في الخارج. وأعقبه عبد الله يمين عبد القيوم. وعلى الرغم من كل التوترات السياسية، تبنى جميع الرؤساء هدف عبد القيوم المتمثل في جعل المالديف مقصدا سياحيا بارزا .

وتبعد العاصمة نحو 20 دقيقة بواسطة طائرة مائية عن المطار أو نحو ساعة باستخدام يخت فائق السرعة. ولكن معظم الزائرين لا يذهبون إلى هناك على الإطلاق، على الرغم من أن قضاء يوم في المدينة أمر يستحق القيام به.

وتغادر العبارات البحرية كل دقيقة من الجزيرة التي بها المطار إلى العاصمة. ويوجد بالقرب من موقف العبارات المركز الإسلامي، الذي يشتهر بقبته الذهبية ويعرف باسم مسجد السلطان محمد ثاكوروفانو العزام. وعلى الجانب المقابل هناك منتزه راسراني باجيشا، وهو أحد المنتزهات القليلة الأكبر حجما في المدينة، ويقع على الجانب الآخر من القصر الرئاسي السابق. كما يوجد مسجد هوكورو مسكي المختبئ وسط الجزيرة. وجرى بناء المسجد من الشعب المرجانية في منتصف القرن السابع عشر بناء على أوامر السلطان إبراهيم اسكندر الأول. و هناك عملية بناء مستمرة في مئات الجزر المنتجعات بالمالديف، ولكن الكثير منها يتم بعيدا عن أنظار السائحين. مع ذلك، لا يمكن تجاهل طفرة البناء في ماليه. فقد جرى توسيع المطار، الذي يستقبل عدد ركاب يفوق سعته، كما يربط الجسر بين مطار الجزيرة وعاصمتها ، ويطلق عليه جسر صيناماليه. ومثلما يشير الاسم، يمكن لمواطني المالديف تقديم الشكر لاهتمام بكين المتزايد بالمالديف ، حيث أنها مولت الجسر الذي يبلغ طوله 4ر1 كيلو متر. فأولا يتصدر السائحون الصينيون إحصاءات زائري المالديف، ثم هناك المستثمرون الصينيون. وتكلف المشروع 190 مليون دولار. وبوجود العديد من الممرات المرورية، يربط الجسر لأول مرة ماليه بمجمعات سكنية كبيرة جديدة يجرى بناؤها في الجزيرة التي بها المطار. وبحلول عام 2020، سوف تكون هناك مساحة لعيش 100 ألف شخص- بالنسبة للمالديفيين، الذين يغادرون بصورة متزايدة العاصمة، وكذلك بالنسبة لعشرات الآلاف من الأجانب الذين يجتذبهم قطاع السياحة المزدهر. وربما يأتي السائحون أيضا للاستفادة من مشروع التنمية الحضرية الكبيرة، بفضل ما يشتمل عليه من مراكز للترفيه والاستجمام.

في أي حال من الأحوال، سوف تكون زيارة ماليه بالتأكيد تجربة مختلفة عن ما يمكن أن يجده الزوار في أحد جزر الأحلام في المالديف.