oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

زيارة بومبيو.. التعاون الثنائي وتعزيز السلام

14 يناير 2019
14 يناير 2019

تأتي الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكية معالي مايك بومبيو أمس إلى السلطنة في إطار جولة تشمل دول المنطقة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار وتعزيز التعاون الاستراتيجي بما يخدم مصالح جميع الأطراف، ولا شك أن التشاور حول مختلف القضايا في مثل هذه الظروف يتطلب معرفة آراء الأطراف المتشاركة في الشأن الإقليمي.

ومن المعروف أن المنطقة العربية عموما تمر بجملة من الظروف التي تتطلب بذل المزيد من الجهود لأجل إحلال السلام والتعاون البنّاء على الحلول العسيرة التي أثبتت عدم جدواها جراء التجارب المستمرة، حين يكون من الأجدى تغليب التقارب الإيجابي على أي حلول أخرى.

ولا شك أن لقاء الوزير الأمريكي بحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - يأتي في إطار بحث العلاقات المشتركة بين البلدين الصديقين في المقام الأول، ومن ثم التباحث حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يعزز الآفاق نحو مزيد من التعاون البنّاء بين الطرفين ويحمل المنفعة العامة للشعبين العماني- الأمريكي ومن ثم للمنطقة بشكل عام.

ومُدْرَكٌٌ حجم العلاقات التي تربط السلطنة بالولايات المتحدة الأمريكية، التي تقوم على التعاون والاحترام المتبادل والسعي إلى تطوير وتوسيع آفاق الاستثمارات المشتركة والتجارة بين البلدين، خاصة أنهما مرتبطان باتفاقية التجارة الحرة، مع النظر إلى أن هذه العلاقة تاريخية وقديمة تأسست منذ القرن التاسع عشر، عندما أبحرت السفينة سلطانة عام 1840م إلى نيويورك لتكون رسول سلام وصداقة بين الشرق والغرب، وعليها أول سفير عربي عُماني إلى بلاد العم سام.

إن الحاجة إلى التباحث وتبادل الآراء بين الطرفين سواء على المستوى الثنائي أو في إطار قضايا المنطقة بشكل عام، ينعكس على المناخ العام من حيث فتح الأفق لمزيد من الاستقرار والطمأنينة في المنطقة، كذلك حفز الفرص الاستثمارية والتجارية المطلوبة في عالم باتت سمته الأساسية هي التكامل الاقتصادي الذي يعتبر محورا أساسيا يقود إلى السلم الدولي، حيث يصعب فكّ الاقتصاد عن السياسية والعكس صحيح.

وإذا كان سياسة السلطنة معروفة في كونها تقوم على احترام كافة الأطراف وعدم التدخل في شؤون الغير إلا أنها في الوقت نفسه تبذل ما بوسعها لأجل تحقيق الاستقرار وإيجاد مساحات التقارب التي تعمل على محو المسافات الفاصلة بين أي أطراف نزاع كان، وهذا يعني المضي نحو قيم الخير والمحبة والسلم المطلوب لصناعة الحياة الأفضل والمستقبل المشرق.

ومن المعروف الأدوار التي قامت بها حكومة السلطنة في إطار العمليات الإنسانية كل ما استدعت الحاجة، كذلك التوسط في إطلاق الرهائن وغيرها من الوساطات التي تعزز التقارب بين الأطراف، ويعتبر الملف النووي الإيراني أبرز الصور التي يمكن الأخذ بها في هذا الجانب، ما يعني هذه المكانة التي يعرفها ويقدرها الجميع، في النظر إلى سياسة السلطنة على أنها تقوم على التوازن والاحترام مع الجميع، وهي تلك السياسة المأخوذة عن النهج السامي الذي أسس له جلالة السلطان منذ بواكير النهضة العمانية واستمر إلى اليوم راسخا وأصيلا في المعاني والقيم والممارسات والمكتسبات.