1097740
1097740
مرايا

الدروس الخصوصية.. ظاهرة نفسية أم ضرورة تعليمية؟ «2/2»

09 يناير 2019
09 يناير 2019

التقنيات الحديثة ممكن أن تكون بديلا عنها -

ناقشنا في العدد ( 13722 ) ظاهرة الدروس الخصوصية التي بدأت تنتشر بين الطلاب بغض النظر عن مستواهم التعليمي، وأصبحت تجارة مربحة للكثيرين، حيث يدفع الأهل مبالغ طائلة لها، وينظر البعض إليها على أنها ظاهرة نفسية أكثر من كونها ضرورة تعليمية.
وأكد المشاركون في الاستطلاع أن أسباب الدروس الخصوصية تعود إلى معلم الصف الذي لا يستطيع أن يوصل المعلومة للطلاب بصورة واضحة، وأيضا للطالب الذي لا يستوعب الدرس أثناء الحصة أو لا يثق بقدراته، وكذلك سببها عدم متابعة ولي الأمر للمستوى التعليمي لأبنائه.

وكانت الحلول المقترحة للمشاركين هي أن يقوم المعلم بدوره على أكمل وجه في الصف، وإقامة دروس التقوية في المدرسة، وتطوير الطالب لنفسه ذاتيا عن طريق الاستفادة من الدروس المجانية على مواقع اليوتيوب.

وفي هذا العدد سنناقش إمكانية الاستغناء عن الدروس الخصوصية إذا استخدم الطالب التقنيات الحديثة لفهم المنهج الدراسي، فمن الملاحظ في الآونة الأخيرة انتشار تطبيقات مجانية أو برسوم رمزية جدا على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي تقدم دروسا ونماذج لأسئلة الامتحانات، كما توجد بعض الدروس المجانية على اليوتيوب.

موقع OMTUT

لقاؤنا الأول كان مع الزوجين آن الفارسي ومحمد اللواتي مؤسسي موقع وتطبيق دروس عمان OMTUT وتطبيق دروس عمان الرقمية.

  • كيف بدأت فكرة الموقع الإلكتروني التعليمي؟

    عانينا في عام 2015 من الدروس الخصوصية مع أبنائنا الذين كانوا في الصف 12 ورأينا المعاناة التي يعانيها معظم الآباء العمانيين في سبيل توفير التعليم المناسب لأبنائهم ولو كان على حساب أنفسهم. وحقيقة عانينا من المبالغ الطائلة التي كنا ندفعها شهريا، بالإضافة الى سوء تعامل بعض الأساتذة الذين أصبحت مهنة التعليم لديهم عبارة عن سوق يدر أرباح طائلة، والطالب العماني عبارة عن ريال يمشي على قدمين.

    لهذا ارتأينا ان نقوم بعمل موقع تعليمي بأسعار رمزية ويكون التعليم عن بعد، خاصة أننا أنهينا الماجستير بنفس النظام، فأنشأنا موقع OMTUT والذي هو اختصار لكلمة دروس عمان واليوم يمتلك الموقع ولله الحمد والمنة أكثر من 3200 فيديو تعليمي في المنهج العماني، بالإضافة الى العديد من الدورات المهمة للطالب العماني، وقد تم تسجيلها بكل فخر واعتزاز على أرض السلطنة، والاشتراك به بمبلغ رمزي لا يتعدى خمسة ريالات للفصل، وعشرة ريالات لسنة دراسية كاملة لأي صف من الأول الى الثاني عشر.

    ويعد موقع اومتيوت أول موقع عماني يقدم التعليم الإلكتروني عن بعد لطلاب المدارس الحكومية بالسلطنة، ويشمل الآلاف من الفيديوهات لشرح المنهج العماني من الصف الأول الى الثاني عشر، وهو مصرح من قبل وزارة التربية والتعليم، وأيضا لنا تعاون بناء مع وزارة التنمية الاجتماعية لخدمة أبنائنا الطلبة من جميع الفئات.

    وفي مايو 2018 قمنا بإطلاق تطبيق مجاني جديد اسمه دروس عمان الرقمية، وهو متوفر في متجري الآيبل استور والأندرويد، والذي يحتوي كل ما يحتاجه الطالب العماني من ملخصات مع حل تمارين الكتاب من الصف الأول الى الثاني عشر لجميع المواد مع وضع الامتحانات النهائية في نهاية الملخص، كذلك قمنا بوضع عدة دورات في اللغة الانجليزية لجميع المراحل الدراسية والجامعية والتحضير لامتحان الآيلتس، بالإضافة الى دورة خاصة لأساسيات القراءة والكتابة والاستماع باللغة الانجليزية موجهة للصفوف من الخامس الى الثاني عشر لعلمنا ان اللغة الانجليزية تمثل التحدي الأكبر للطالب العماني في جميع المراحل الدراسية، وتعليمه وتعويده على معرفة أساسيات هذه اللغة.

    أيضا التطبيق يضم منهاج محو الأمية بنظام التعليم عن بعد، وهذا الأمر يطرح لأول مرة على مستوى السلطنة، ولنا شرف السبق في تقديم هذا الأمر لإنهاء الأمية في السلطنة، وهذا فخرنا لبلدنا الحبيب.

    بالإضافة إلى ذلك يضم التطبيق دورات خاصة من البرمجيات وإقامة التطبيقات، والتي من خلالها نود تعليم إخواننا هذه اللغات العالمية للبرمجيات، وخاصة أن الذكاء الصناعي بات يغزو الكرة الأرضية في جميع المجالات الحياتية، ونأمل بهذه اللغات ان تكون داعمة لإخواننا الباحثين عن العمل لإيجاد مصادر دخل جديدة يمكن الاعتماد عليها. كما قدمنا دورة بسيطة لتعليم كبار السن عن الأجهزة الحديثة وكيفية استعمالها كأجهزة الحاسوب والهواتف الذكية.

  • ما الهدف من إنشاء الموقع؟

    أن يكون داعما للطالب العماني ويوفر له كل ما يحتاجه من المعلومات وكان الأستاذ معه أينما كان، ويستطيع من خلاله التعلم في الوقت والمكان المناسب له حسب رغبته واحتياجاته، كما قمنا بدمج محتوى 3 مواقع عالمية تقدم التعليم التفاعلي، وفيديوهات ثلاثية الأبعاد باللغة العربية الى منصتنا لكي تكون داعمة للطالب العماني وتكون لديه مكتبة كاملة من مصادر التعليم الخارجية، التي تقدر اليوم بأكثر من 1900 فيديو ثلاثي الأبعاد و1800 تعليم تفاعلي لجميع المراحل الدراسية، مما يساهم في إيصال المعلومة بشكل مستفيض الى الطالب، ومساعدة المعلم في إيجاد المادة العلمية الصحيحة لشرحها في الصفوف الدراسية.

  • هل الموقع مجاني؟

    وضعنا مبلغا رمزيا لموقع لاومتوت وهو خمسة ريالات لفصل دراسي كامل لجميع المواد الأساسية من الصف الأول الى الثاني عشر، وعشرة ريالات لسنة دراسية كاملة لأي صف من الصفوف السابقة، وأيضا نقدمه مجانا لأبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة وفئات الضمان الاجتماعي والأسر التي يقل فيها راتب المعيل عن 600 ريال وتعليم الكبار، ولكل طالب أو طالبة يعانون من مشاكل صحية أو اقتصادية أو اجتماعية، وهذا الأمر نفتخر به ونعتبره واجبا وطنيا ومسؤولية اجتماعية لأهلنا في السلطنة، أما تطبيق دروس عمان الرقمية فهو مجاني.

  • ما مدى الإقبال على الموقع والتطبيق؟

    لله الحمد والمنة الإقبال كان اكثر من توقعاتنا، ونسعى جاهدين في إيصاله الى أكبر شريحة من أبنائنا الطلبة في جميع ربوع السلطنة لتتم لهم الفائدة القصوى، وخاصة الذين يتعذر عليهم الوصول الى المدن الكبيرة أو يكون تواجدهم محصورا في إمكان جغرافية صعبة، ولجميع الذين يعانون من مشاكل صحية أو اقتصادية أو اجتماعية لكي تكون لهم بديلا عن الدروس الخصوصية، ولإيجاد البدائل التعليمية المناسبة بدل البحث المضني واستجداء الملخصات وغيرها من الآخرين.

  • هل يتم الأخذ بالملاحظات التي ترد إليكم؟

    نعم بالتأكيد، ونقوم بتطوير البرنامج أحيانا حسب تطلعات الطلاب وأولياء الأمور، ونقوم بين فينة وأخرى بإصدار تحديث للبرنامج لتلافي الأخطاء الفنية وبما يتماشى مع رغبة المستخدمين للموقع والتطبيق.

    كما أن جميع العاملين في الشركة من الكفاءات العمانية ذوي الشهادات الأكاديمية ويدار بعقول وخبرات عمانية بحتة.

  • ما هي خططكم المستقبلية؟

    حقيقة إمكانياتنا بسيطة وقليلة، ولكن لدينا الكثير من الأفكار والخطط التي إذا ما تم تنفيذها بالشكل الصحيح فإن السلطنة ستشهد نقلة نوعية في التعليم، وتكون رائدة في هذا المجال محليا وعالميا، وستكون كافية في أحداث الفرق والنقلة النوعية في حياة الطالب العماني وتكون السنوات الدراسية على المقاعد المدرسية كافية له في تعلم جميع المهارات التي تأهله سواء لدخول الجامعة بدون ضياع سنة كاملة في التأسيس، أو الالتحاق الى سوق العمل مباشرة بدون الاحتياج الى أخذ دورات في اللغة الانجليزية وغيرها، ومما لا شك فيه ففي الطريقتين سيقل الإنفاق العام على التعليم، وستكون المخرجات على درجة عالية من الاستعداد سواء في الانخراط في سوق العمل أو تكملة المسيرة التعليمية في الجامعات.

اليوتيوب

سارة المسكرية (طالبة جامعية مبتعثة للخارج) تحكي عن تجربتها مع استخدام التقنيات الحديثة في التعليم قبل الالتحاق بالجامعة، وتقول: منذ المراحل الدراسية الأولى لم استعن بالمدرس الخصوصي إلا في حالات نادرة جدا، لشرح درسين أو ثلاث فقط، وكانت والدتي تساعدني في فهم بعض الدروس، أو استعين بزميلة لي لشرح الدرس، أو اذهب عند شخص كبير في العائلة يفهم هذه الدروس ليشرحها لي.

وأيضا بدأت استعين بفيديوهات من اليوتيوب لفهم بعض الدروس خاصة العلمية منها، واستفدت منها، ولكن أحيانا تكون طريقة الشرح مختلفة عن التي ندرسها في الصف.

وتقول سارة: من تجربتي لاحظت أن بعض زميلاتي كن يلجأن للدروس الخصوصية منذ المراحل التعليمية الأولى، ربما لأنني كنت في مدرسة خاصة، وكانت المناهج العلمية باللغة الإنجليزية، والأهل لا يجيدون هذه اللغة.

وأيضا في الصف 12 لاحظت أن أغلب زميلاتي أخذن دروس خصوصية، حتى المجيدات منهن، وهذا الشيء أثار استغرابي وجعلني متخوفة، لأنني أيضا أريد الحصول على نسبة عالية حتى أدخل الجامعة، لكن أمي أقنعتني بأن هذه الدروس ستضيع وقتي، ومن الأفضل ان اعتمد على نفسي، ويمكن أن الجأ للمدرس الخصوصي فقط في حالة عدم فهمي لدرس معين، والحمد لله حصلت على نسبة أهلتني للحصول على بعثة تعليمية.

ويقول حمزة الرئيسي (طالب في الصف الثامن): لم أستعن إلى الآن بمدرس خصوصي، فوالدتي تساعدني في شرح الدروس الأدبية، وأختي الكبرى تساعدني في فهم الدروس العلمية، أو والد زميلي يشرح لنا بعض المسائل الرياضية.

وأحيانا أستعين باليوتيوب لفهم بعض الدروس، خاصة في الرياضيات واللغة العربية، وبعض الفيديوهات تكون طريقة شرحها مملة، وبعضها مفيد، لذا يأخذ الأمر مني وقتا حتى أجد الفيديو المناسب لي، ولكن هذا في رأيي أفضل من المدرس الخصوصي.

الملخصات

وأوضحت أم فيصل تجربتها مع الدروس الخصوصية والتطبيقات التعليمية قائلة: عندما كان ابني في الصف الثاني عشر استعنت بمدرس خصوصي له، وأيضا ابنتي تستعين بالمدرس الخصوصي للمواد التي تحتاجها.
وحول الأسباب التي جعلت أبنائها يستعينون بالمدرس الخصوصي، تقول: المدرس في الحصة يشرح الدرس فقط، لكن وقت الحصة غير كاف لحل جميع المسائل الموجودة في الكتاب المدرسي، أما المعلم الخاص فإنه يمكن حل هذه المسائل والتدريب جيدا عليها، وأيضا المدرس الخصوصي يعطي للطالب ملخصات للمعادلات الرياضية تساعد الطالب في حفظها وفهمها.
ولكنها أشارت قائلة: أبنائي يستعينون أيضا ببعض التطبيقات الإلكترونية التعليمية، وهي أيضا جدا مفيدة، مثل تطبيق (زاويتي) الذي يتضمن نماذج لأسئلة مع إجاباتها.
ولكن في رأيي الشرح المباشر اكثر فائدة من التعلم الذاتي، لأن الطالب يمكن أن يسأل المعلم مباشرة ويحصل على الإجابة.
مارية الخنجرية كانت طالبة في مدرسة خاصة، وقبل 3 أعوام انتقلت إلى مدرسة حكومية، وتخبرنا قائلة: منذ أن انتقلت إلى المدرسة الحكومية بدأت استعين بتطبيق (زاويتي) خاصة للمواد العلمية، لأنني درستها باللغة الانجليزية في المدرسة الخاصة، واشتريت أيضا كتب سلسلة النجاح وسلسلة الإجابة. وأيضا صديقاتي يشاهدن دروس تعليمية على اليوتيوب، وهي دروس مفيدة جدا، وتشرح الدرس جيدا وبالتفصيل، ومن الممكن إعادتها.
وحول رأيها في مدى إمكانية الاستغناء عن المدرسين الخصوصيين والاكتفاء بالدروس التي تقدم في التطبيقات التقنية الحديثة، تقول مارية: في رأيي التقنيات الحديثة لا تفيد الطالب الذي يحتاج إلى فهم أكثر للدروس، ويكون المدرس الخصوصي أفضل له ليفهم المادة أكثر، كما أن كتب سلسلة الإجابة مثلا بها أخطاء مطبعية، وأيضا المنهج الدراسي قد تغير ولكن لم يتم طبع كتب جديدة من السلسلة.

وقفات مع الدروس الخصوصية

  • محاسب وافد في إحدى الشركات الخاصة، كان يقدم دروسا خاصة للطلاب في الرياضيات في الفترة المسائية، وعندما وجد أن العائد المادي منها مرتفعا جدا، استقال من الشركة ليتفرغ للدروس الخصوصية.
  • يحدد المعلم موعدا للدرس مع الطالب، ولكن لا يأتي، وفي كل مرة يبرر عذرا للطالب، ولكنه في الحقيقة كان يعطي درسا لمجموعة طلابية يكسب منها مبلغ أكثر.
  • طلاب الصف 12 يجب أن يحجزوا منذ الفصل الثاني للصف 11 المعلم الخصوصي الذي يريدونه، وإلا ستضيع الفرصة منهم. كما أن الدروس تبدأ في الإجازة الصيفية قبل بدء الصف 12 .

    -معلم يشترط على الطلاب أن يتم قديم مأكولات ومشروبات له عندما يحضر لشرح الدرس.

  • مبلغ الدرس الخصوصي يتم احتسابه بالساعات، لذا يتعمد بعض المدرسين إطالة مدة الدرس، أو تسويف الوقت بالكلام من أجل احتساب ساعات أكثر.
  • معلمة تقدم دروسا خصوصية للطالبات في منزلها، لكنها أغلب الوقت تكون مشتتة بين الطالبات وأطفالها.