صحافة

الكرواتية : رمزية الرئاسة الدورية الأوروبية

05 يناير 2019
05 يناير 2019

تناولت صحف أوروبية عديدة موضوع التناوب على رئاسة الاتحاد الأوروبي الذي تقوم به حكومات الدول الأوروبية وفق ما تنص عليه المادة 236 من معاهدة لشبونة.

كل دولة تتولى رعاية شؤون الاتحاد لمدة ستة أشهر، فتضع برامج العمل وتسهِّل الحوار بين الدول الأعضاء، وتحاول أن تضع برنامج عمل للأولويات الأوروبية وتتولى تطبيقه.

اليوم يظهر بعض التشكيك بقدرة رومانيا على رئاسة الاتحاد للمرَّة الأولى في تاريخها. في السابق حصل تشكيك أيضا بقدرة بلغاريا على تولّي هذه المهمة.

لكنَّ الحكومة البلغارية أثبتت في نهاية فترة رئاستها أنها قامت بواجباتها على أكمل وجه وبفعالية تامة. لكن، هل الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لا تزال تتميز بفعَّاليتها كما في السابق؟ سؤال طرحته يومية «يوتارنيي ليست» الكرواتية في عددها الصادر يوم الخميس الماضي وأجابت عنه بطريقة سلبية وكتبت أنَّ هذه الرئاسة باتت ترتدي طابعا رمزيا، وقد فقدت من ثقلها منذ أن دخلت معاهدة لشبونة حيِّز التنفيذ، أي منذ إنشاء مركزين أوروبيين رسميين مهمَّين الأول هو مركز «رئيس المجلس الرئاسي الأوروبي» والثاني مركز «الممثل الأعلى للسياستين الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي».

هذان المنصبان يتولاهما اليوم دونالد توسك وفيديريكا موغريني. إذ أنَّ الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي فقدت من فعَّاليتها وأهميتها، وصار دورها بالمقابل مناسبا كي تقوم بالدعاية للبلاد التي تتولى هذه الرئاسة، بخاصة إذا كانت تتولاها للمرة الأولى. على سبيل المثال، إنها المرة الأولى التي تتولى فيها رومانيا هذا الموقع، بينما تولت الرئاسة الدورية اثنتي عشرة مرَّة، كل من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا واللوكسمبورج وإيطاليا.

رومانيا الواقعة على الطرف الشرقي من الاتحاد هي من بين أفقر دول الاتحاد الأوروبي. عليها في مهمتها أن تُقنع الدول الأعضاء بأنها جديرة بهذه الرئاسة وجديرة قبل كل شيء بعضويتها وتساويها مع باقي الدول.

عليها أن تثبت قدرتها في التحاور وموهبتها في حلحلة الأمور الأوروبية الخلافية، بخاصة أنها الدولة التي يخرج منها العديد من المهاجرين للاستقرار في كافة بلدان الاتحاد.

لكن بالواقع، إنَّ نجاح المؤسسات الرسمية الأوروبية في اتخاذ وتنفيذ القرارات التي ترتدي أهمية قصوى أو أولوية، لا يعتمد على الدولة «الرئيسة الدورية للاتحاد الأوروبي» بقدر ما يعتمد على أمور لا تستطيع هذه الدولة الرئيسة، بالفعل، التأثير عليها.