lama
lama
أعمدة

ذات: تخطيطات مستقبلية 2019

02 يناير 2019
02 يناير 2019

لما دعدوش -

أنت على مشارف عام جديد، ودعت فيه أحداث وذكريات كثيرة، بعضها مريرة وبعضها جميلة تركت أثرها ورائحتها في ذاكرتك، وتناديك أحلام ليلية ونهارية تسر لك بسريرة رقيقة تخبرك بها عن آمال جديدة قادمة إلى ساحة وعام حياتك الجدد.

ترى.. كم عليك أن تفكر في هذا العام الجديد والعالم الجديد؟ أظن أنه لا يحتاج الكثير من التفكير بقدر ما يحتاج الكثير من الحدس والشغف والإيمان باعتبارها القوى المؤثرة الحقيقية في واقعك وما يتجلى فيه ربما من مفارقات وفشل وخيبات أو حقائق ونجاحات وقفزات، نعم إنها السر والأثر ويبقى بعدها أمور مادية ظاهرية. إن أمعنا النظر في جدول الأيام القادمة، وكيف سنرسم ذاك العام وكيف سنخط أيامه وأعماله و أهدافه إن أردنا وصولا إلى الغاية المنشودة في النفس، ستجد أنك أمام سلسلة من الأسئلة المفتوحة التي ستقفز إلى عقلك بروية وانسجام لتعلن أهميتها ودورها في بناء ذاك المخطط الهام الذي لن تصل لشيء إلا بتنفيذه، والتي ستدعمك بإجابات قوية تساندك في كل بداية .

ابدأ أولا بتوضيح تلك الرؤية المدرجة في خيالات أحلامك، ضعها أولا في قائمة مخططك وجدولك، فرؤية حقيقية للنفس في طموحها وأثرها وهويتها جديرة بأن يرسم لها بيان بألوان العزم والجد والطموح، كما هي رؤيتك لنفسك بأن تكون كذا وكذا، وستصاحب هذه الرؤية ثانيا أهدافك المرحلية التي ستحقق هذه الرؤية تدريجيا بحماس ودعم وسند مشاعري قوي، ثم ستخطو ثالثا لترسم خطواتك بتحليل عملي دقيق يلاحظ العوامل المعيقة وسبل تجنبها واجتيازها، ومن ثم العوامل المساعدة وطرق تقويتها واستثمارها بشكل فعال ومثري، بالإضافة رابعا إلى إدراك الإمكانيات المادية والمعنوية والقدرات الذاتية التي تملكها لتكون على بصيرة حقيقية ونافذة بما يجب وتستطيع فعله وما يجب تركه واستبداله لأنها سترافقك في مخططك وعامك كله.

خامسا ستعترضك بعض الأفكار والمعتقدات المعوقة مثل (ليس بقدرتي، وانا لا أستطيع، والظروف المادية، والوضع الاقتصادي ووو..)، وهنا أنصحك أن تخرجها من جدول أفكارك ولا تسمح لها بسرقة طموحك ونجاحك، اخرج من الحدود الزمانية والمكانية ومن إطارات التفكير المادي بالأشياء وكيفية حدوثها فهي أوهام في الحقيقة ونحن من وضعناها وكبرناها في دواخلنا فكبرت في عيوننا وهما، تستطيع أن تتحكم بها وبحجمها وتأثيرها في حياتك حين تراها بحجمها أثرها الحقيقيين .

سادسا دع نفسك في خلوة مع طموحك ورؤيتك وأهدافك ومخططك ومع إيمانك بربك أولا وبنفسك ثانيا وانطلق في تنفيذ الخطوات بتأن وتدرج وتعقل وستجد أن الكثير من الأبواب المغلقة قد انفتحت أمام إيمانك الثابت وصدق عزيمتك وهمتك الجميلة.

هي خواطر وهمسات أهمسها لنفسي ولك في بداية بوابة جديدة في حياتنا التي سنرسم خطوطها العريضة والدقيقة بريش همتنا العالية وتخطيطنا المميز وقبل هذا وذاك بريش توفيق إلهي رباني نأخذه من صفاء قلب ونقاء روح وعطاء لا محدود.