1087409
1087409
العرب والعالم

الأمطار الغزيرة تعرقل عمليات الإنقاذ في إندونيسيا

26 ديسمبر 2018
26 ديسمبر 2018

كاريتا (إندونيسيا) - (أ ف ب): تعرقل الأمطار الغزيرة مهام رجال الإنقاذ في إندونيسيا الذين يحاولون جاهدين الوصول إلى المناطق النائية التي ضربها التسونامي لمساعدة سكّان تقطّعت بهم السبل.

وتسببت الأمطار بصعوبات للناجين الذين يعيشون أصلا في ظروف قاسية إثر التسونامي الذي ضرب مساء السبت من دون سابق إنذار مضيق سوندا الفاصل بين جزيرتي سومطرة وجاوة.

وقال سوتوبو بورو نوغروهو الناطق باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث عبر تويتر إن «أمطارا غزيرة أدت إلى فيضان نهر غمرت مياهه عدّة مواقع. وهذا يعرقل الجهود لإجلاء الناس ومساعدة الناجين».

وطلبت السلطات من السكّان البقاء بعيدين عن السواحل إذ إن بركان آناك كراماتاو «طفل» بركان كراماتاو الشهير بحسب التعبير المحلي، لا يزال يشهد ثورانا في مضيق سوندا.

وشملت آخر حصيلة ضحايا 430 قتيلا و1495 جريحا و159 مفقودا. ومن الممكن أن «ترتفع هذه الحصيلة مع مرور الوقت» ووصول عناصر الإسعاف إلى المناطق النائية، بحسب الناطق باسم الوكالة الوطنية. وتم إجلاء نحو 22 ألف شخص، وهم يعيشون حاليا في مراكز إيواء.

ويرجّح مسؤولون، استنادا إلى المعلومات المتوفرة، أن يكون ثوران بركان آناك كراكاتاو في مضيق سوندا بين سومطرة وجاوة قد أدى إلى انهيار جزء من الفوهة الذي سقط في الماء وتسبّب بالتسونامي.

وبحسب الخبراء، تكوّن آناك كراكاتاو بحدود عام 1928 في كالديرا كراكاتاو، وهو حوض بركاني تشكّل نتيجة ثوران أدى إلى انهيار فوهة بركان كراكاتاو الشهير الذي شهد سنة 1883 انفجارا أودى بحياة 36 ألف شخص.

وحذر عاملون في المجال الإنساني من خطر نفاد الأدوية والمياه النظيفة في ظلّ توافد الآلاف إلى المشافي وملاجئ الإغاثة المستحدثة والمكتظّة، محذّرين من أزمة صحية عامة. وقد خسر كثيرون منازلهم من جرّاء هذه الكارثة.

وأوفدت السلطات مروحيات لتوفير المواد الغذائية في البلدات الساحلية النائية التي اجتاحها التسونامي في غرب جاوة وجنوب سومطرة.

ولا يزال مئات الإندونيسيين عالقين في جزر صغيرة عند مضيق سوندا وتوفد لهم السلطات مروحيات ومركبات لتنقلهم إلى مراكز إغاثة.

ويلجأ عناصر الإسعاف إلى كلاب مدرّبة للبحث عن ناجين بين الركام، وتصطف العائلات المفجوعة في الطوابير أمام مراكز للتعرّف على جثث ذويها. وبات الأمل في العثور على ناجين شبه معدوم.

وألحق التسونامي الضرر بالطرقات والجسور وباتت الأنقاض على أنواعها منتشرة في شوارع المناطق المنكوبة، من هياكل سيارات ومركبات بحرية ومفروشات.

وألحق التسونامي دمارا في فندق تانجونغ ليسونغ حيث كانت فرقة البوب الشبابية «سيفنتين» تحيي حفلا وقت وقوع الكارثة التي أتت على موقع العرض وأودت بحياة ثلاثة من أعضاء الفرقة ولم ينج من شرّها سوى المغني.

ويعكف مئات العاملين والمتطوّعين في الصليب الأحمر الإندونيسي على توزيع مياه الشرب والبطانيات، فضلا عن توفير وحدات طبية متنقلة.

وقال عرفين هادي مدير قسم الكوارث في الصليب الأحمر المحلي إن «الإندونيسيين واجهوا سلسلة من الكوارث هذه السنة وأتت الخسائر فادحة وبات البؤس مستشريا. وطواقمنا تشهد على معاناتهم الأليمة».

وإندونيسيا هي من أكثر دول العالم عرضة للكوارث الطبيعية، فالأرخبيل نشأ من تقاطع صفائح تكتونية ويقع على حزام النار في المحيط الهادئ، وهي منطقة ذات نشاط زلزالي وبركاني قوي. وهذه ثالث أكبر كارثة مدمرة تضرب إندونيسيا خلال ستة أشهر، بعد سلسلة زلازل مدمرة ضربت جزيرة لومبوك بين يوليو وأغسطس، وصولا إلى سبتمبر حيث خلّف تسونامي تشكل في أعقاب زلزال، 2200 قتيل وآلاف المفقودين في بالو، على جزيرة سولاويسي.

وأتت كارثة السبت أيضا قبل أيام من الذكرى الرابعة عشرة للتسونامي العنيف الذي وقع عام 2004، وهو أكثر الكوارث فتكا في التاريخ، فقد قتل حوالي 220 ألف شخص في عدة دول محاذية للمحيط الهندي بينهم 168 ألف إندونيسي.

ومنذ ذلك الحين، يرفع آلاف الإندونيسيين في السادس والعشرين من ديسمبر الصلوات على أنفس ضحايا تلك الكارثة في مقبرة جماعية في شمال سومطرة حيث يرقد 47 ألف شخص.

وعثر توفيق المصياح للتوّ على رفات زوجته التي قضت في كارثة عام 2004 بين حوالي عشر جثث أخرى في ورشة بناء في آتشيه.

وصرّح هذا الموظّف الحكومي البالغ من العمر 50 عاما لوكالة فرانس برس «لم أكن أصدق أنني عثرت أخيرا على زوجتي بعد سنوات طويلة من البحث».