صحافة

الحياة الجديدة: زياد.. أعطى الأرض عمره

13 ديسمبر 2018
13 ديسمبر 2018

في زاوية مقالات وآراء كتب موفق مطر مقالا بعنوان: زياد.. أعطى الأرض عمره، جاء فيه:

عاشق الأرض المقدسة، شجرة زيتون فلسطينية أصلها ثابت في الأرض وفرعها ينير السماء بالحق السلام، روح فلسطينية نفخت في طينة فدائي، ليبشر بالحرية هو أنت أخي أبو طارق زياد أبو عين.

آمنت يا أخي بالشعب الذي سيحمل بعد نزف الجراح المنجلي.. فصرت كالهاديات نجما في السماء لأهل أرض آدم الفلسطيني الأول والآخر عليها، أرض المهد والأقصى، والأرض التي يلتقي على نية السلام فيها أهل الدنيا من أركانها الأربعة. بعد ألف وخمسمائة يوم إلا أربع عشرات منها ما زالت روحك يا زياد تخرق الجاذبية، تصعد وقتما تشاء وتأتينا كلما شئنا.. نرى ببصيرة روحك الوطن من مقعد في الفردوس مرصع بأنقى الأسماء، مقعد منحوت من خشب زيتونة نحت آدم اسم حبيبته على تاجه. التحقت بالقائد الرمز بالرئيس الشهيد بالختيار أبو عمار، والتقيت في الخلود مع الصامت حتى الاستشهاد الخليل الوزير أبو جهاد، وعانقت قائد الجهر بالحق الصلاح أبو إياد، أراك وسمعتك قد همست في أذنه أن التضحية من أجل شجر البرتقال في يافا وشجر الزيتون في ترمسعيا لم تعد وجهة نظر.

نراك يا زياد في الصبح وعند الغسق وعندما تتلألأ النجوم على رأس شعب من الشهداء، رسائله إلينا شهب، وصلتنا عند بوابات الأقصى وعند كنيسة القيامة في القدس وبوابتيهما في الخان الأحمر، وتصلنا كل يوم في كفر قدوم، ونعلين وبلعين والنبي صالح، وبيت لحم والبلدة القديمة في الخليل، في غزة، والنقب والجليل، في نابلس وطولكرم والناصرة وطوباس، وقلقيلية وأريحا وجنين والجبال والسهول وفي الأغوار. نعتقد يا أبا طارق أن الشهداء يرون الوطن بلا حدود.. فهل ترانا على يقين؟!!.. نحن كذلك يا أخي، وإلا كيف نراكم في حبات رمله وهوائه وفي كل قطرة نقية من ينابيعه وبحره، إذا أنتم في الجنة شهداء ونحن فيها أحياء.