العرب والعالم

في «دمت» .. معارك تتسع رقعتها ونازحون يزداد عددهم

12 ديسمبر 2018
12 ديسمبر 2018

عدن - الأناضول: سيطرت القوات الحكومية اليمنية، في 5 نوفمبر الماضي، على قرى ومواقع عسكرية كانت خاضعة لجماعة (أنصار الله) جنوبي مديرية دمت في محافظة الضالع (جنوب).

وبذلك انتقلت المواجهات إلى الأطراف الجنوبية لمدينة دمت، مركز المديرية؛ ما دفع بالآلاف من السكان إلى النزوح من مساكنهم إلى مناطق شبه آمنة بعيدًا عن المواجهات التي تعد الأشرس في اليمن حاليا.

وتوقف التصعيد في أغلب جبهات القتال الأخرى، بالتزامن مع جولة مشاورات جديدة بدأت في السويد، الخميس الماضي، بين طرفي النزاع، برعاية الأمم المتحدة.

ويقاتل (أنصار الله) بضراوة في محاولة للاحتفاظ بمحافظات يسيطرون عليها بالقوة، ومنها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014. أكثر القرى تعرضا للقصف هي قرية الحقب، وهي من أكبر قرى مديرية دمت.

نزح سكان القرية بشكل كلي منذ الأيام الأولى للمواجهات، بداية الشهر الماضي، بعدما قتل القصف 11 مدنيا، بينهم 3 نساء.

وللجمعة الخامسة على التوالي لم تقم صلاة الجمعة في مسجد القرية يوم 7 ديسمبر الجاري، وحدث هذا للمرة الأولى في عمر القرية البالغ أكثر من 600 سنة، حسبما قال نازحون لمراسل الأناضول. ووثقت منظمة «سام» للحقوق والحريات، ومقرها جنيف، نزوح أكثر من ألف نسمة من الحقب، وتدمير 3 منازل من جانب مسلحين، حسب تقرير أصدرته الشهر الماضي. المنظمة أضافت أن المسلحين حاصروا القرية، ومنعوا الجرحى من الوصول إلى مراكز العلاج خارج القرية. وتابعت أن المسلحين استهدفوا السكان العزل بالقنص، ما دفعهم إلى النزوح بشكل جماعي، تاركين بيوتهم وثرواتهم الحيوانية التي يعتمدون عليها، ونقل التقرير عن شهود عيان من القرية قولهم: إن قوات المسلحين تمركزت في الجبال الخلفية للقرية وبدأت محاصرتها، وقطع الطريق عنها لعزلها عن مدينة دمت المجاورة التي تعد السوق التجارية للمديرية وفيها المستشفى.

ولا يزال عدد من أبناء القرية معتقلين لدى المسلحين، عقب اقتحام منازلهم، منذ 10 نوفمبر الماضي.

وقالت مصادر محلية، طلبت عدم نشر أسمائها لدواعٍ أمنية، لمراسل الأناضول: إن أهالي المعتقلين لا يعرفون شيئًا عن مصيرهم.

بدورها، وثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات - تضم 11 منظمة يمنية غير حكومية- انتهاكات ارتكبها (أنصار الله) بحق سكان الحقب، وأفادت أن الانتهاكات شملت: قصف منازل بقذائف الهاون، وقنص مدنيين في الشوارع وتهجير سكان تحت النيران، ما لم يتح لهم حمل ما يحتاجونه، فضلًا عن اعتقال مواطنين، ونقلت الشبكة في بيان صدر الأسبوع الماضي عن أحد النازحين قوله: إن المسلحين كسروا أبواب المنازل، واقتحموها ونهبوا كل ما تحتويه من مال ومقتنيات وذهب وأجهزة إلكترونية، ولم يصدر رد من إدارة (أنصار الله) على تقرير المنظمتين الحقوقيتين.

لم تتوقف المواجهات عند هذا الحد، إذ اتسعت رقعتها جنوب مدينة دمت، لتشمل عددًا من القرى والمناطق السكنية، وفقًا لمصادر عسكرية في القوات الحكومية وسكان محليين.

من هذه القرى: بيت اليزيدي، الرباط، خاب، الرحبة، كرش، إضافة إلى قرى جبل كنـّة الأربع، وقريتي المعرش والأثلة.

واستكمل أهالي قرى الرباط و بيت اليزيدي وخاب، خلال الأسبوعين الماضيين، النزوح بشكل كلي، بعدما استهدف القصف العشوائي عددًا من المنازل. وقبل أيام، بدأ بعض سكان جنوبي مدينة دمت النزوح إلى مناطق بعيدة، عقب تمدد المواجهات شمالا باتجاه المدينة.

وقال شهود عيان: إن طرفي القتال يستخدمان القصف المدفعي بشكل متواصل، ما يعرض حياة المدنيين للخطر.

وينفذ تحالف عربي، تقوده السعودية، منذ مارس 2015، عمليات عسكرية في اليمن، دعمًا للقوات الحكومية، في مواجهة (أنصار الله)، المتهمين بتلقي دعم إيراني.

وقال سكان في قرية كرش، شرق قرية الحقب، للأناضول: إن القرية أصبحت شبه محاصرة بعد اقتراب المواجهات منها، واستحداث (أنصار الله) مواقع جديدة في المرتفعات المطلة على القرية. وأضافوا أن هذا الوضع منع السكان من الحركة، لا سيما بعد إصابة 3 منهم برصاص المسلحين الذين يتهمون أبناء قرية كرش بالتعاون مع القوات الحكومية.

ومع استمرار المعارك يُضاف يوميًا نازحون جدد إلى 2.3 مليون نازح في اليمن، الذي يواجه نصف سكانه، أي حوالي 14 مليون نسمة، خطر مجاعة وشيكة، في ظل احتياج أكثر من 22 مليون نسمة لمساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.