العرب والعالم

شكوى فلسطينية لمجلس الأمن ضد اقتحام جيش الاحتلال للمدن والمؤسسات

12 ديسمبر 2018
12 ديسمبر 2018

منظمة التحرير تحمِّل إسرائيل المسؤولية عن دعوات مستوطنين لاغتيال عباس -  

رام الله - (عمان) - (د ب أ) - 

أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي عن تقديم شكوى فلسطينية إلى مجلس الأمن الدولي ضد اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي للمدن والمؤسسات الفلسطينية .

وقال المالكي في تصريح لإذاعة ((صوت فلسطين)) الرسمية أمس: إنه يتم متابعة التصعيد الإسرائيلي على كافة المستويات بما في ذلك تقديم الشكوى لمجلس الأمن.

وأوضح المالكي أنه تم توجيه رسائل فلسطينية لكل المؤسسات الدولية المعنية، وأخرى على سفارات فلسطين في العالم ضد الممارسات الإسرائيلية.

واعتبر أن «التصعيد الإسرائيلي واقتحامات المدن يستهدف خلق واقع من الفوضى في الضفة الغربية وضمن محاولات تدمير المؤسسات الفلسطينية». وربط المالكي بين الممارسات الإسرائيلية والضغوط الأمريكية الهادفة لـ«إضعاف القيادة الفلسطينية وتطبيق صفقة القرن» لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وشهدت مدينة رام الله بالضفة الغربية عمليات اقتحام لجيش الاحتلال على مدار اليومين الماضيين واقتحام مؤسسات رسمية ومصادرة تسجيلات كاميرات المراقبة منها.

ويقول الجيش الإسرائيلي: إن عمليات الاقتحام في رام الله تأتي في إطار بحثه عن فلسطينيين هاجموا بالأسلحة مجموعة من الإسرائيليين بالقرب من مستوطنة عوفرا في الضفة الغربية وجرحوا سبعة منهم قبل ثلاثة أيام.

بدوره، أعلن مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور عن اقتراب إنجاز مذكرة رسمية احتجاجية على تهديدات «الاحتلال» الإسرائيلي لشخص الرئيس محمود عباس باغتياله، واقتحام قبة الصخرة في القدس، والاعتداء على المؤسسات الوطنية، لا سيما وكالة «وفا».

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية ( وفا) أمس عن منصور قوله: إنه سيتم توجيه المذكرة إلى رئيس مجلس الأمن، ومن ثم إلى مجلس الأمن عبر الرئيس، ومنه إلى الأمين العام ورئيسة الجمعية العامة من قبل بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة، لمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء كل ذلك. وكشف منصور عن اجتماع لمجلس السفراء العرب في نيويورك (اليوم) لتقييم تجربة مشروع القرار الأمريكي بإدانة المقاومة الفلسطينية، وهو الذي فشل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك استعدادا لأية هجمة جديدة تقوم بها الإدارة الأمريكية ضد قرارات الأمم المتحدة.

من جانبه حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين من تداعيات تحريض سلطات «الاحتلال» الإسرائيلي، على شخص الرئيس محمود عباس، ووصف المفتي العام في بيان صحفي أمس هذه التهديدات بـ«الجريمة بحق رأس الشرعية الفلسطينية، ورمز سيادتها الذي يقف صلبا أمام محاولات تمرير صفقة القرن المشبوهة»، مؤكدا أن «سلطات الاحتلال تستهدف في مخططاتها العنصرية والفاشية كل ما هو فلسطيني».

وحمل المفتي «حكومة الاحتلال والمستوطنين المسؤولية كاملة عن تأجيج الوضع في المنطقة بأكملها، الأمر الذي سيجرها إلى ويلات لا يمكن السيطرة عليها».

وأدان المفتي الفلسطيني «الاقتحامات المتكررة للأراضي الفلسطينية والمؤسسات الحكومية، وعلى رأسها اقتحام وكالة «وفا»، مشددا على أن «هذا الاعتداء يهدف إلى إسكات الصوت الفلسطيني الحر الذي يكشف جرائم الاحتلال، ويفضحها أمام العالم». كما أدان «اقتحام قوات الاحتلال لمسجد قبة الصخرة في المسجد الأقصى المبارك، وعمليات التفتيش داخله، ومنعها لموظفي المسجد والأوقاف الإسلامية من تنظيف الحجارة داخله»، مؤكدا أن «الممارسات بحق مقدساتنا الإسلامية تندرج تحت قائمة البلطجة واستعراض القوة، وهو اعتداء فاضح على أماكن العبادة، نرفضه ونشجبه ونحذر من عواقبه الوخيمة». واستنكر المفتي «تدشين مستوطنين ما يسمى بمنظمة «جبل الهيكل» المتطرفة، مذبحا جديدا بالقرب من حائط البراق، بهدف أن يتم نقله مستقبلا لساحات المسجد الأقصى المبارك، في خطوة لا تخفى على أحد، ضمن سياستهم ومنهجهم الاستعماري والتوسعي على حساب مصالح شعبنا الفلسطيني، ومقدساته خاصة المسجد الأقصى أولى القبلتين، ومهجة شعبنا الفلسطيني».

وحذر المفتي الفلسطيني من مغبة نقل بعض الدول سفاراتها إلى القدس، مؤكدا أن «هذا الأمر يعد انتكاسة للعلاقات بين هذه البلدان ودولتنا الفلسطينية، وأمتينا العربية والإسلامية، كما يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة». وحملت منظمة التحرير الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن دعوات مستوطنين متطرفين لاغتيال الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن المنظمة القول في بيان على لسان عضو اللجنة التنفيذية حنان عشراوي: «ندين بشدة تهديدات المستوطنين المتطرفين الخطيرة والجادة واستخدام لغة الكراهية والتحريض التي تستهدف الرئيس محمود عباس عبر توزيع ملصقات تدعو إلى اغتياله». واتهمت عشراوي حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة «دعمها وحمايتها لميليشيات المستوطنين المسلحين»، وبأنها «تعمل بشكل ممنهج ومدروس على تغذية خطاب الكراهية والتحريض ضد الشعب الفلسطيني وتدعم جرائم المستوطنين البشعة والوحشية بما فيها الهجوم المنظم على منازل المواطنين وحرقها». واعتبرت أن «هذه الدعوات الخطيرة تأتي نتيجة الدعم المطلق من قبل الإدارة الأمريكية التي تشن هجوما على القيادة الفلسطينية وتواصل التحريض ضدها وتدعو على لسان مسؤوليها إلى تغييرها». دعت عشراوي المجتمع الدولي إلى تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن خرقها المتعمد للقانون الدولي ومحاسبتها ومساءلتها على جرائمها وانتهاكاتها. وبحسب مصادر فلسطينية، فقد قام مستوطنون بوضع ملصقات تحريضية ضد عباس على بعض الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية تدعو «لتصفية القتلة».