1072689
1072689
الاقتصادية

إنشاء محطة للطاقة الشمسية في مدرسة ببركاء تغذي احتياجاتها من الكهرباء

12 ديسمبر 2018
12 ديسمبر 2018

بدعم وتمويل مجموعة من شركات الطاقة -
تركيب 252 لوحا شمسيا على مساحة 500 متر مربع بطاقة إنتاجية 81.9 كيلواط -

( عمان) - سامي البحري

نفذت مجموعة من شركات الطاقة العاملة في السلطنة محطة للطاقة الشمسية في مدرسة هند بنت أسيد الأنصارية للتعليم الأساسي (10 - 12) بولاية بركاء كأحد المشروعات الرائدة التي يتبناها القطاع الخاص في إطار مسؤوليتها المجتمعية.

وتم تدشين المحطة أمس تحت رعاية سعادة مصطفى بن علي بن عبداللطيف اللواتي وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية، وحضور جمع كبير من المسؤولين في محافظة جنوب الباطنة وممثلي الشركات الداعمة والمنفذة.

يأتي تنفيذ المشروع في إطار المسؤولية المجتمعية والشراكة الفاعلة بين القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية، حيث قام بدعمه وتمويله من الشركات التابعة لمجموعة انجي عمان إلى جانب شركات أخرى تعمل في قطاع الطاقة، واستمر العمل في المشروع قرابة أربعة أشهر.

ويهدف المشروع إلى الاستفادة من الطاقة المتجددة النظيفة في البيئة المدرسية، والتوعية بأهمية الطاقة الشمسية وفوائدها، وإيجاد بيئة تعليمية محفزة وجاذبة تعمل على الاستفادة من التقنيات الحديثة في مجالات التكنولوجيا والتقنيات الحديثة المتعددة وربطها بالمناهج الدراسية العلمية كالعلوم والرياضيات والهندسة وغيرها.

واشتمل المشروع على إنشاء وتركيب 252 لوحا شمسيا، سعة كل لوح 325 واط.

وقد غطّت المحطة مساحة 500 متر مربع وتلتزم بإنتاج ما لا يقل عن 100ميجاواط - ساعة في السنة في أوضاع مناخية عادية، وتم إنشاء المحطة بطاقة إنتاجية تبلغ 81.9 كيلواط (سعة الألواح الشمسية).

خطة لمشروعات مماثلة

وتسعى مجموعة انجي عمان والشركات المساهمة الأخرى من خلال إنشاء هذه المشروعات إلى تعظيم الفائدة من الطاقة المتجددة ومشاركة المجتمع المحلي في الاستفادة من التقنيات الحديثة التي يتيحها القطاع بشكل عام، حيث وضعت شركات انجي وشركاؤها في إنتاج الطاقة خطة طموحة تجاه المجتمع تستهدف تنفيذ العديد من المشروعات المماثلة في المرافق الخدمية وخصوصا المدارس.

وقال المهندس حمد بن سالم المغدري الرئيس التنفيذي لمجموعة انجي عمان التي ساهمت في دعم وتمويل مشروع المحطة الشمسية بالمدرسة عبر بعض شركاتها: إن المجموعة حريصة على تقديم خبراتها وإسهاماتها في خدمة المجتمع المحلي كجزء من مسؤولياتها موضحا أنه تمت المشاركة من قبل شركات المجموعة العاملة في السلطنة، وأنها تولي اهتماما كبيرا بكل ما يعود بالفائدة على المجتمع.

تكريس المعرفة

وأوضح أن المشروع يعكس توجهات الشركة في خدمة المجتمع وهي ماضية في ذلك من خلال المشاركة مع شركائها الآخرين، لافتا إلى أن المشروع هو عبارة عن محطة شمسية تغذي احتياجات المدرسة من الكهرباء وما يزيد على ذلك يمكنها الاستفادة منه بتحويله إلى الشبكة العامة في الولاية.

وأضاف: إن للمشروع فوائد عديدة فهو بجانب ما يمثله من نقلة كبيرة في الاستفادة من الطاقة الشمسية فإنه يخدم الجانب التعليمي في المدارس من خلال تكريس المعرفة العلمية والعملية لدى النشء بالطاقة المتجددة باعتبارها طاقة المستقبل، من خلال وجود محطة على مقربة منهم ويلمسون فوائدها وإمكانياتها وبذلك تتولد لديهم القناعة بإمكانية الاعتماد على الطاقة المتجددة في مختلف مناحي الحياة المرتبطة.

وأكد الرئيس التنفيذي لمجموعة انجي - عمان: «لا شك أن الطاقة المتجددة تعد أحد القطاعات الحيوية والمهمة أمام السلطنة في إطار مساعيها إلى تفعيل قطاعات أخرى لا تزال غير مستغلة بالشكل المطلوب، ومع وجود مثل هذه المحطات على مقربة من طلبة المدارس ستكون بمثابة ورشة مفتوحة لتدريبهم واطلاعهم على عمل محطات الطاقة الشمسية».

المؤسسات الصغيرة أثبتت قدراتها

وقامت بتنفيذ أعمال مشروع المحطة الشمسية بمدرسة هند بنت أسيد الأنصارية شركتان صغيرة ومتوسطة وهو ما اعتبره الرئيس التنفيذي لمجموعة انجي نقلة كبيرة بتبني مثل هذه الشركات مشروعات نوعية لافتا إلى أن القطاع يوفر بيئة مناسبة للعمل أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة وفرصا كبيرة، حيث لا يزال الأمر في بدايته، ونظرًا للإمكانيات الكبيرة التي أظهرتها الشركتان المنفذتان للمشروع والتزامهما بالمواصفات المطلوبة وفي الفترة الزمنية المحددة فإن ذلك يؤكد قدرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة على الولوج إلى قطاعات جديدة وحيوية بعيدا عن التقليدية، داعيا الشباب إلى تأسيس مؤسسات تهتم بمثل هذه المشروعات.

ولفت إلى أن مجموعة انجي عمان لديها خطط طموحة في خدمة المجتمع بتنفيذ مشروعات نوعية كما هو الحال مع الطاقة المتجددة، حيث تستعد لتوقيع اتفاقية لإنشاء محطة مماثلة في مدرسة أخرى بمحافظة شمال الباطنة بالمواصفات ذاتها، كما أن إحدى شركات المجموعة وقعت اتفاقية مع وزارة التربية والتعليم لدعم مشروع بيوت زجاجية وإنتاج الأسماك الخاصة بالمركز الوطني لدعم التعليم المهني، حيث ستقوم الشركة بتركيب نظام لتوفير احتياجات المشروع من الكهرباء بالطاقة الشمسية والدعم المالي المطلوب لتنفيذ مشروع حيوي متكامل وما يسمى بالنظام الكامل من الزراعة الحديثة، وهو ما يعزز الجانب التعليمي لدى الطلبة المنتمين لهذه المدرسة باستخدامات الطاقة المتجددة.

ووصف المغدري بيئة السلطنة بأنها بيئة مثالية في الاعتماد على إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية، وأن التوجه من قبل الحكومة في الاستفادة منها هو توجه طموح سيحقق الكثير من المكاسب في خدمة اقتصاد السلطنة وتنويع مصادر الكهرباء.

وبناء على ذلك فإنه من الضرورة تهيئة الأجيال وتعزيز مداركهم بأهمية هذا القطاع الواعد، مؤكدا أن المشروعات التي تساهم فيها المجموعة في إطار مسؤوليتها تجاه المجتمع في المدارس والمستشفيات تنطلق من هذا الأساس المتعلق بإيجاد جيلٍ واعٍ بأهمية التحول إلى الطاقة المتجددة والنظيفة باعتبارها طاقة المستقبل وما توفره من فوائد كبيرة للبيئة من حولنا.

إنتاج الكهرباء من المخلفات الحيوية

وقد قامت انجي عمان وشركات الطاقة الأخرى بتأسيس نوع من الشراكة مع وزارة التربية والتعليم لغرس ثقافة الطاقة المتجددة ومن خلال شراكتها ستواصل تنفيذ المشروعات في مختلف محافظات السلطنة إدراكا لدورها المهم وترجمة لأهدافها تجاه المجتمع، وإلى جانب تنفيذ المشروعات تضع على عاتقها مسؤولية تدريب الطلبة من خلال عقد دورات وحلقات عمل بالتعاون مع إدارات المدارس فيما يتعلق بهذه الطاقة لتمكين الطلبة في هذا الجانب، كما أن هناك دراسة لإنتاج الكهرباء من المخلفات الحيوية الصلبة في أحد المواقع بمحافظة جنوب الشرقية والذي سيرى النور قريبا، وبهذا تساهم شركة انجي وشركاؤها بشكل مباشر في نشر الوعي بأهمية إيجاد وسائل أخرى للكهرباء تؤهل لمشروعات أكبر مستقبلا.

رافد مهم للطلبة

وخلال حفل تدشين المحطة الشمسية قدم يورجن ديفيت الرئيس التنفيذي لشركة اس ام ان باور القابضة أحد المساهمين في المشروع توضيحا حول أهمية المحطة الشمسية في المدرسة، مبينا الفوائد التي يحققها للبيئة والتكلفة وغيرها.

من جانبه أكد حمد بن خلفان الراشدي مدير عام تعليمية جنوب الباطنة أن مشروعات الطاقة النظيفة المتجددة في السلطنة تعتبر من المشروعات الرائدة التي تبشر بمستقبل واعد للاستفادة منها في توليد الطاقة الكهروضوئية والتقليل من الاعتماد على المصادر الأخرى غير المتجددة، إضافة إلى العمل على الحد من الانبعاثات المضرة بالبيئة.

كما يؤكد تنفيذ مثل هذه المشروعات في المدارس على الشراكة والمسؤولية المجتمعية الفاعلة من قبل شركات القطاع الخاص، ودورها في توفير أعمال ودعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وأوضح الراشدي أن وجود مثل هذه المشروعات في البيئة المدرسية يُمثّل رافدا مهما للعملية التعليمية التعلمية، حيث يعمل كبيئة محفزة وجاذبة.

وكانت عزة بنت أحمد الخروصية مديرة المدرسة قد ألقت كلمة في بداية حفل التدشين أكدت خلالها على أهمية مشروع المحطة الشمسية في توفير الكهرباء بالطاقة النظيفة، موضحة أنه تم استغلال مظلة الطابور لتركيب الألواح الشمسية نظرًا لارتفاعها وتوسطها. معتبرة أن المشروع محفز للطالبات للاطلاع عن كثب على المشروع ودراسة استخدامات الألواح الشمسية في الاستفادة من الطاقة الحرارية المتجددة والنظيفة وذلك من خلال تشريبها في المناهج الدراسية.