1060925

الاقتصادية

تواصلت فعاليات النسخة الأولى من «منتدى بريد عُمان لعام 2018» بمركز جامعة السلطان قابوس الثقافي، لاستعراض استراتيجية البريد والإنجازات التي حققها والخطط المستقبلية له، والذي يستمر 4 أيام. يأتي المنتدى تماشيا مع الاستراتيجية الوطنية اللوجستية لتعزيز مكانة السلطنة ضمن أبرز مراكز التجارة واللوجستيات حول العالم، ويعد المنتدى منصة مهمة لشركة بريد عمان لمشاركة رؤاها ومهمتها واستراتيجيتها الهادفة إلى تطوير قطاع الخدمات البريدية بالسلطنة، والاستفادة من الفرص التي يزخر بها هذا القطاع وتعزيز مساهماتها في الاقتصاد الوطني. وتم خلال المنتدى التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون المشترك بين بريد عُمان وجمعية دار العطاء لدعم برنامج تمكين المرأة «من بيتي» كشريك لوجيستي، واتفاقية أخرى مع «شركة ثواني للدفع الإلكتروني» لتقديم حل مبتكر للدفع الإلكتروني.
ويصاحب فعاليات منتدى بريد عُمان معرض يستعرض أعمال ومنتجات وخدمات الشركة، ويسلط الضوء على شكل مكاتب البريد وخدماتها المستقبلية.

التميز المؤسسي

وأوضح عبد الملك بن عبد الكريم البلوشي الرئيس التنفيذي لشركة بريد عُمان أن استراتيجية الشركة تركز على تحقيق التميز المؤسسي عبر التحديث والتطوير المستمر لمحفظة أعمالها الحالية والمستقبلية، حيث تعتمد الشركة أسلوب تطبيق استراتيجية متكاملة وشاملة تعزز وتُسهل كافة عملياتها، وتدفع بها نحو تحقيق أعلى مستويات الكفاءة والفعالية التشغيلية.

وأضاف: أنه من خلال تطبيق أحدث نماذج التميز المؤسسي ستتمكن الشركة من دمج مستجدات القطاع العالمية مع خبراتها المحلية، مشيرا إلى أن الشركة تسعى إلى الاعتماد على نفسها ماليا بشكل كامل بنهاية العام 2021، وعملت خلال العام الجاري على تقليص نسبة الدعم الحكومي من 64 بالمائة إلى نحو 50 بالمائة.

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة بريد عُمان أن هذا المنتدى سيكون بشكل سنويا يستعرض خلاله كافة الأعمال والخدمات التي تقدمها الشركة، مبينا: أن الشركة ستعمل خلال الأشهر الأربعة القادمة على استراتيجية المكاتب البريدية؛ بهدف الاستفادة منها في توسيع خدماتها وأعمالها للمجتمع ومشروع آخر للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة يسهل عملية التسوق الإلكتروني المباشر من الصين ومن المتوقع الانتهاء منه خلال الربع الأول من العام القادم.

وأشار البلوشي إلى أن الخدمات البريدية تشهد نقلة نوعية وتحولا كبيرا في مختلف أنحاء العالم، وتسعى شركة بريد عمان إلى مواكبة هذه التطورات؛ بهدف تلبية متطلبات زبائنها وتجاوز توقعاتهم، مضيفا: أن الشركة تستثمر حاليا في مجال التقنيات لتطبيقها في كافة أعمالها لضمان الجودة في الخدمات وتحقيق التميز المؤسسي، وإيجاد قيمة مضافة لأصحاب المصلحة.

استراتيجية بريد عُمان

وترتكز استراتيجية بريد عُمان على ثلاثة أركان أساسية، يتمحور أولها حول تطبيق استراتيجيات إدارة الهدر من أجل تعزيز عمليات البريد الأساسية وأعمال الطرود وتنويعها في أسواق جديدة. أما ثاني الأركان فهو تعزيز شبكة بريد عُمان اللوجستية من أجل طرح منتجات وخدمات تتجاوز مفهوم الخدمات البريدية التقليدية. ويعد ثالث الأركان هو التركيز على نمو أعمال بريد عُمان على المستوى الدولي من خلال توسيع رقعة انتشارها وتنويع عملياتها وأعمالها.

جلسات تفاعلية

وعقد المنتدى في اليوم الثاني جلسة تفاعلية لتشكيل فرق عمل حول الخدمات البريدية وإيجاد حلول تقنية مبتكرة لها يشارك فيها كل من خالد الحريبي، المؤسس والمدير الإداري لشركة إمباكت انتجريتيت، والدكتور علي الشيذاني، مدير دائرة المراكز البحثية وبحوث الاتصالات ونظم المعلومات بمجلس البحث العلمي، ناقشوا خلالها عدة قضايا مهمة منها العنونة «التوصيل لآخر نقطة، والتجارة الإلكترونية، تجربة الزبون، والفروع البريدية المستقبلية».

تحدث الحريبي في بداية الجلسة عن أهمية ملاءمة المنتجات لاحتياجات الزبائن وأن ذلك لا يتم قبل أن تستهدف المؤسسة أو الشركة مهما بلغ حجمها نوعية الزبون الذي تود توفير تلك الخدمة له. وفرّق بين ثلاثة أنواع مهمة من الزبائن، حيت يتميز النوع الأول برغبته في الحصول على خدمات مميزة وحصرية بغض النظر عن قيمتها أو سعرها، أما النوع الثاني فيهتم بالحصول على الخدمات المميزة ولكنه يحرص على أن تكون الأسعار في متناول اليد، وأشار الحريبي في حديثه إلى نوع آخر وحديث ظهر مع التجارة الإلكترونية والمنصات الإلكترونية الحديثة وهم الزبائن الذين يطلبون خدمات جديدة وغير مسبوقة تعودوا في السابق الحصول عليها من شركات أخرى قد تكون عالمية.

وتطرق خالد الحريبي إلى أهمية استغلال المناسبات وأيام السنة المميزة في إطلاق عروض وخدمات، مستعينا في ذلك بتجربة موقع التجارة الإلكترونية الصيني «علي بابا» والذي حقق 25 مليار دولار في 24 ساعة فقط خلال إجازة صينية غير رسمية تدعى «يوم العزاب». كما استعرض خلال حديثه مجموعة من التجارب العالمية الناجحة في البريد في مجال تحسين تجربة الزبون والقيمة المضافة عبر ابتكار خدمات جديدة عن طريق الإجابة على أربعة أسئلة أساسية : ماذا؟ كيف؟ من؟ أين؟.

تحسين تجربة الزبائن

وأكدت الجلسة على ضرورة استبدال مفهوم « خدمة الزبائن» بـ «تحسين تجربة الزبون»، كون الأمر بات يتعدى تقديم خدمة من طرف واحد، وأن على المؤسسات فهم طبيعة زبائنها ومعرفة السبل الأسهل لهم في تلقي تلك الخدمة، فعلي سبيل المثال قد يفضل البعض التعامل مع التكنولوجيا والمواقع الإلكترونية عوضًا عن التواصل مع الموظفين. وقال المتحدثون خلال الجلسة :إنه بالإمكان توظيف التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في تحسين تجربة الزبون خاصة فيما يتعلق بآليات الدفع مشيرين في ذلك إلى الخطوة الأخيرة التي قامت بها شركة بريد عمان من خلال تعاونها مع تطبيق «ثواني»، كما ذكر المتحدثون عدة نماذج ناجحة يمكن من خلالها توظيف التقنيات لتسهيل الخدمات على الزبون منها عمل فروع لمكاتب البريد على هيئة حافلات صغيرة بدون سائق، أو إرسال الطرود عن طريق مركبات يتم التحكم بها عن بعد أو باستخدام الطائرات بدون طيار «الدرونز» كما هو معمول به في بعض الدول.

وتتضمن فعاليات اليوم حلقة للتعريف بمنهجية «لين» عن طريق لعبة «ليجو» سيقدمها ناصر الكندي، كما سيقدم الدكتور باوان أجراوال المتحدث الدولي الشهير محاضرة تفاعلية، تحت عنوان «من الصفر إلى الريادة»، يستعرض خلالها أحد النماذج الناجحة لإدارة سلاسل التوريد.

وستركز فعاليات الغد على تدشين طابع شركة شل لتنمية عمان بمناسبة الذكرى السنوية 60 منذ تأسيسها، كما سيقدم حشر المنذري المؤسس والرئيس التنفيذي للعلامة «للتسويق» حلقة تحت عنوان «فن البريد»، يسلط خلالها الضوء على تأثير الخدمات البريدية في الفنون وبناء وترسيخ الهوية.