الإيطالية: استحالة وقف التغيُّر المناخي

حماية المناخ ستبقى مشكلة دولية بيئية صعبة الحل، وشبه مستحيلة، في ظل عالم لا يريد أن يلتزم بتغيير اعتماده على الطاقة غير المتجددة، هذا ما خلصت إليه يومية (المستقبل) الإيطالية بعد مرور أربعة أيام على انعقاد مؤتمر المناخ في بولندا.

مائةٌ وسبعٌ وتسعون دولة تناقش حاليا في مدينة كاتوفيتش البولندية كيفية تسريع العمل من أجل وقف التغيُّر المناخي، لأنَّ الخبراء يفيدون بأنَّ انبعاث غاز الكربون في العالم ازداد بنسبة تقارب الثلاثة بالمائة في عام 2018 بالمقارنة مع عام 2017.

تعتبر اليومية الإيطالية أن الوسيلة الوحيدة لوقف التغير المناخي تكمن في إنهاء استخدام النفط والفحم والانتقال إلى الطاقة النظيفة المتجددة، مع العلم اليقين بأن إنتاج الطاقة المتجددة، أوفر بكثير من إنتاج الطاقة المعتمدة على المحروقات، لكن الطاقة المتجددة تلزمها استثمارات سنوية تُقَدَّر بخمسمائة مليار يورو.

هذا الرقم مخيف ومهم جدًا لكن، تجب مقارنته بمقدار الخسائر التي تحل على كوكب الأرض بسبب النفط والفحم والغاز، إذا بقيت الأوضاع على حالها فستصل كلفتها التقديرية إلى خمسة بالمائة من الناتج الداخلي العالمي الخام، أي أن الإبقاء على كل شيء كما هو عليه اليوم سيكلّف العالم خسائر تقدَّر بثلاثة آلاف وخمسمائة مليار دولار سنويا، أي سبع مرات أكثر من كلفة الانتقال إلى الطاقة المتجددة. ومع العلم أنَّ النتائج السلبية للتغيُّر المناخي ليست خافية على أحد، لا بد من الملاحظة أن الإنسانية جمعاء ليست تقوم مجتمعة بما يلزم من أجل قلب المعادلة.

لقد عرفت الإنسانية كيف تكون بعيدة النظر وكيف تستبق الأمور كي تحافظ على نفسها، لكن اليوم، العالم يتعثَّر أثناء محاولة معالجة قضايا المناخ والتغيُّر المناخي.