1066957
1066957
العرب والعالم

المبعوث الأممي: توقيع اتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة و«أنصارالله»

06 ديسمبر 2018
06 ديسمبر 2018

محادثات السلام اليمنية بدأت وسط تصعيد المواقف -

السويد-(وكالات):أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث أمس عن توقيع اتفاق بشأن تبادل الأسرى والمعتقلين بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا و«أنصار الله».

وأطلق المبعوث الأممي في السويد أمس جولة جديدة من المشاورات بين طرفي الصراع، ووصف المبعوث هذه الجولة بأنها «علامة فارقة».وقال جريفيث :«نأمل في استئناف العملية السياسية». وأضاف في مؤتمر صحفي، بحضور وفدي الحكومة و«أنصارالله»، في بلدة ريمبو السويدية : « بعد عامين ونصف دون عملية سياسية رسمية، يشكل اجتماع الوفدين هنا علامة فارقة».

وتابع إن «اجتماع الأطراف اليمنية هنا أمر مهم جداً، لا سيما للشعب اليمني»، مضيفا: «يسرني أن أعلن عن توقيع اتفاق بشأن تبادل الأسرى والمعتقلين».مشيرا إلى أن «هذا أمر مهم جداً لآلاف العائلات الذين يأملون عودة أحبابهم». وأعرب جريفيث عن أمله بالتوصل خلال الأيام القادمة إلى اتفاق لتخفيف معاناة اليمنيين، وأضاف قائلاً: «كل المشاكل لن تحل إلا بالإصغاء لكافة الأصوات اليمنية».

وأشار إلى أن المحادثات ستتطرق إلى خفض العنف وإيصال المساعدات الإنسانية، مؤكدا أن هناك إجماعا كبيرا على الحاجة الملحة لحل النزاع في اليمن، البلد الذي يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم. وقال جريفيث، في كلمة له في افتتاح مشاورات السلام بمنطقة ريمبو في مدينة استوكهولم، إنهم يسعون إلى التوصل لاتفاقية سلام تشمل المرجعيات الثلاث، مضيفا :«ندرك أن هناك قرارات صعبة اتخذت من الأطراف لحضور المشاورات، ونشكر التحالف على دعمه للمشاورات». ولفت إلى أن الأمم المتحدة والمسؤولين عن الأزمة الإنسانية أوضحوا الآفاق المرعبة لوجود مجاعة «وهناك مخاطرة بأن نصف السكان اليمنيين سيكونون عرضة للأمراض والمجاعة». وتابع «نحن نقوم بهذه الجهود من أجل شعب اليمن، ونحن نتحدث عن شعب اليمن وهذه المساعي لمصلحة شعب اليمن»

وأفاد جريفيث بأن لديهم طموحات لمناقشة الخطوط الرئيسية للدستور، قائلا «هناك إجراءات لبناء جسور الثقة، سنناقش الإفراج عن الأسرى وهناك اتفاق تم الموافقة عليه من الطرفين، وسنتحدث عن الرغبة في فتح مطار صنعاء، و قضية الاقتصاد وكيف لهما أن يسهما في وضع إطار محدد». كما أشار إلى أنه سيتم التطرق لتخفيف العنف في اليمن «والرسالة التي حصلت عليها من قيادة الطرفين، سننظر في موضوع الحديدة».

وعقب كلمة جريفيث انطلق مؤتمر صحفي افتتحته وزيرة الخارجية السويدية، مارجو والستروم، بحضور السفراء وممثلي وسائل الاعلام. وقالت مارجو «سنواصل عملنا مع المجتمع الدولي ومن المهم أن يكون لدينا توقعات واقعية لهذه المشاورات»، مشيرة إلى أن اليمن واجه العديد من الأزمات.

وأوضحت أن الأطراف المعنية ستقوم باتخاذ خطوات أولوية وملحة لحل هذه الازمة.

وكان انعقاد المؤتمر تعثر في البداية بعد أن اعترضت الحكومة اليمنية على زيادة «انصار الله» لعدد أعضاء وفدهم.

وبدأت المحادثات بين وفدين من الحكومة اليمنية وجماعة «انصارالله» وسط تصعيد في مواقف الطرفين، بينما اعتبرها مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث «فرصة شديدة الأهمية». ويترافق انطلاق المفاوضات التي يرى محللون أنها أفضل فرصة حتى الآن لإحراز تقدم على صعيد حل النزاع اليمني، مع أجواء تصعيدية عبر عنها الطرفان المتنازعان.

وشدد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني الذي يرأس وفد بلاده الى المحادثات، ردا على أسئلة لوكالة فرانس برس على ضرورة انسحاب «انصارالله»من مدينة الحديدة في غرب اليمن ومينائها الرئيسي.

وأضاف «يجب على جماعة «انصارالله» الانسحاب بسرعة من مدينة الحديدة ومينائها وتسليمها إلى الحكومة الشرعية وبالذات إلى القوات التابعة للأمن الداخلي».

وكتب المسؤول السياسي في حركة «انصارالله» محمد علي الحوثي في تغريدة على موقع «تويتر»، «إذا لم يتم فتح مطار العاصمة صنعاء للشعب اليمني في مشاورات جولة السويد، فأدعو المجلس السياسي والحكومة إلى إغلاق المطار أمام جميع الطيران». وتابع «يتحمل مسؤولو الأمم وغيرهم الوصول الى صنعاء كما يصل المرضى والمسافرون اليمنيين الذين يحتاجون كما قيل لي، الى ما يقارب خمس عشرة ساعة حتى يصلوا برا». وقال مصدر في الوفد الحكومي إنّ الرئيس اليمني عبد ربّه منصور هادي يريد الحصول على خرائط الألغام التي زرعها «انصارالله» في اليمن.

وقالت مصادر في الجانبين إنّهما سيطالبان بوقف لإطلاق النار، على أن يبدأ الطرف الآخر به، وبفتح ممرّات إنسانية. وصرح مصدر دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي أن لديه «آمالا ضئيلة جدا» في أن تفضي هذه المحادثات إلى تقدم ملموس. على الصعيد الإنساني قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة امس إن الوضع الإنساني في اليمن يزداد سوءا، مضيفا أن وكالات الإغاثة تحتاج إلى دعم فوري لمساعدة السكان الذين أصبحوا على حافة المجاعة. وفي حديثه في مقر برنامج الأغذية العالمي في روما، قال المدير التنفيذي ديفيد بيزلي إنه يتوقع أن يكون التقرير «مدمراً» نظرا لأن عدد الأشخاص على شفا المجاعة في اليمن يتضاعف. وقال برنامج الأغذية العالمي إن مسحا عن الأمن الغذائي باليمن أظهر أن أكثر من 15 مليون نسمة إما يعانون «أزمة» أو «حالة طارئة» وأن العدد قد يزيد إلى 20 مليونا ما لم تصلهم معونات غذائية بشكل ثابت.

ووجد أيضا المسح الذي أجراه خبراء يمنيون ودوليون في أكتوبر الماضي وفقا لنظام دولي لتصنيف أزمات الغذاء أن حوالي 65 ألفا يعانون «كارثة» غذائية أو أنهم قرب مستويات المجاعة وأن معظمهم يعيشون في مناطق الصراع. وقال برنامج الأغذية إن العدد قد يزيد إلى 237 ألفا ما لم تصل مساعدات غذائية.