1064399
1064399
الرياضية

الـدور الأول .. مفـارقـات فـي الأرقــام و9 نقاط تحجب الرؤية عن ظفار

04 ديسمبر 2018
04 ديسمبر 2018

ياســر المـنــا -

قطعت بطولة دوري (عمانتل) نصف مشوارها بنهاية النصف الأول من منافساتها بعد صراع استمر لعدة أشهر مضت سعت خلالها جميع الفرق من أجل تحقيق النتائج الإيجابية والوصول إلى مركز متقدم في ترتيب يخفف من ضغوط العودة في النصف الثاني الحاسم ويبعدها عن أي حسابات صعبة خاصة فيما يتعلق بالهبوط لدوري الدرجة الأولى.

ظل الحصاد الجيد يمثل هاجسا مشتركا لجميع الأندية من أجل أن تتحسن الصورة الفنية ويتجاوز الفريق علة التذبذب في الأداء والنتائج وتبديد الجهود فيما هو غير مفيد ولا يحقق الأهداف المرجوة.

حافظت المنافسة على الأداء القوي والجدية والسعي الحثيث للنتائج الإيجابية وهو ما استمر حتى الجولة الأخيرة التي حملت الكثير من مظاهر الإثارة والندية والقوة والتنافس القوي بين الفرق الباحثة عن الصدارة ومراكز متقدمة في الترتيب.

كشفت الفرق المشاركة عن نتائج حصادها في نصف الموسم بعد مسير صعب وشاق وليس الجولة الماضية التي حددت مقدار الحصاد بل كانت الأمور شبه ظاهرة منذ وقت سابق وكل ما جاء من تنافس في الجولة الماضية والتي قبلها لم يكن إلا من باب التأكيد والتعزيز وتوضيح الرؤية أكثر.

كانت الأيام التي مضت في جولات نصف الموسم من الدوري مليئة بالطموحات والرغبات والأحلام ومع بلوغ المنافسة لخط المنتصف وفي آخر رمية تماس في ملعب الدور الأول ظهرت الحقائق مجردة تبين عن الكثير من العوامل وعناصر التفوق والأفضلية التي كانت سببا مباشرا في رسم خريطة الفرق في جدول الترتيب وحددت نصيب كل منها وهو أمر ربما لا يشكل قناعات وموافقة عند البعض وسط تباين الأسباب والمسببات التي كانت من الممكن أن تطبق مبدأ (كان بالإمكان أفضل مما كان) والمشهد يدل على أن هناك أكثر من فريق يجتمع تحت مظلة هذا المبدأ وفي حساباته بعض الأرقام الناقصة.

استحق فريق ظفار صدارة الدور الأول قبل نهايته ليفتح شهيته للقب فهو لم يترك مسألة الحسم للصدفة أو هدايا تقدمها له الفرق الأخرى فظهر بـ(كاريزما) العزيمة والإصرار ويرفض أي تراجع أو خسارة النقاط ففي أكثر من مباراة تعرض لمواقف صعبة وتأخر في حسم الفوز إلا أن الطموح القوي كان دائما يسنده ويدفعه للقتال واللعب بإصرار ومن ثم العودة للمباراة وتحقيق النتيجة الإيجابية وهو موقف يمنحه حق التفكير في البطولة ويمنحه الحوافز والدوافع ليعود أكثر عزيمة في الدور الثاني.

استحق ظفار تفرده ونجاحاته في النصف الأول للموسم وهو يقفز بقوة منذ البدايات مقدما شكلا جديدا يختلف كليا عن الشكل الذي كان عليه في الموسم الماضي حينما كان يتواجد في المراكز الأخيرة بالترتيب وكان يخشى الدخول في حسابات الهبوط.. الجدارة في صدارة ظفار تمثلت في نجاحه المتتالي في حسم المواجهات الصعبة أمام الفرق القوية والمضي قدما في توسيع الفارق بينه وأقرب المنافسين ليحسم صدارة النصف الأول للمنافسة مبكرا.

هناك فرق خسرت الكثير في دوري المحترفين وضاعت هويتها وافتقدت ملامحها وأضاعت فرصا ذهبية كانت متاحة أمامها لتسجل حضورا أفضل وتقدم نفسها في شكل يتناسب مع طموحات وأمنيات جماهيرها التي قامت بواجبها وقدمت ما استطاعت له سبيلا في مجالات الدعم المعنوي والتحفيز لتقديم المستويات الفنية القوية والنتائج الإيجابية في مقدمتها بطل ووصيف النسخة الماضية السويق والشباب.

المعروف أن البداية في أي موسم كروي لا تخلو من الصعوبات التي تظهر تباعا مع استمرار التنافس والمواجهات بين الفرق وهو ما بدأ في شكل عثرات متنوعة بجانب مشكلة مغادرة المدربين لفرق أشرفوا على إعدادها وخططوا لسياسة تنفيذها في الموسم الحالي إلا أن رياح الاستغناء جاءت بغير ما يشتهون ووجدوا نفسهم بين يوم وليلة خارج أسوار النادي في عادة ظلت تتكرر في كل موسم.

الركن الفني

فوارق كبيرة في أرقام الحصاد

تتباين إحصائيات الدور الأول بصورة كبيرة وهو ما يكشف عن اختلاف النتائج المستمر في الجولات ويحمل العديد من المؤشرات التي تؤكد بأن كل الفرق تتساوى في بحثها عن الفوز وكل فريق يدخل الملعب يركز جيدا على النقاط دون أي مخاوف حتى وإن كانت هناك فوارق مثبتة في دفتر الأفضلية.

يعبر ظفار عن صدارته بفوزه في جميع مبارياته والتعادل في مباراة وحيدة من دون أن يتعرض للخسارة أبدا في الوقت الذي خسر فيه وصيفه النهضة مباراة واحدة ولكنه تعثر بالتعادل خمس مرات وهو ما جعل الفارق بينه والمتصدر كبيرا.

تعرض فريق نادي مسقط صاحب المركز الثالث إلى الخسارة 4 مرات وتعادل مرتين وفاز في 7 جولات في تطور كبير في أداء الفريق مقارنة بنتائجه في المواسم الماضية.

قدم نادي العروبة صورة متوازنة في نتائجه بالفوز في 5 مباريات والتعادل 4 مرات وكذلك الخسارة ويحل رابعا بعد صحار الذي يتفوق عليه في عدد مرات الفوز بمرة واحدة.

يعتبر فريق الشباب الفريق الوحيد الذي لم يتعادل وفاز في 3 مباريات وخسر 10 ليحتل المركز قبل الأخير.

استحق فريق السويق لقب ملك التعادلات بتعادله في 9 مباريات وفوزه في اثنتين وتعادل مثلهما ليجد نفسه في موقف لا يحسد عليه.

دائرة الضوء

11 بطاقة حمراء وطرد حارس الشباب الواقعة الأشهر

سجلت إحصائيات الدور الأول 11 بطاقة حمراء حصل عليها لاعبو 7 أندية في مقدمتها السويق فيما جاء سجل نصف أندية الدوري نظيفا من سوء سلوك نجومها الذي يستوجب الطرد من الملعب.

غالبية البطاقات الحمراء التي أشهرها رجال الصافرة في وجه اللاعبين جاءت نتيجة اللعب العنيف أو التدخلات القوية غير المشروعة حسب التعديلات الجديدة لقانون اللعبة والذي يتشدد في حماية اللاعب من أي تهور لزميله يتسبب في التعرض للإصابات الخطيرة.

سجلت حالة طرد حارس فريق الشباب نفسها الواقعة الأشهر في سجل البطاقات الحمراء وذلك بعد أن قررت لجنة الانضباط سحبها عندما تبين لها أن قرار الحكم لم يكن سليما إلا أن اللجنة لم تستطع أن تلغي ضربة الجزاء التي احتسبت وحصل على إثرها الحارس على البطاقة الحمراء في مباراة الفريق أمام صحار.

يتنافس أكثر من فريق على لقب الفريق المثالي في الدوري وفق إحصائيات الدور الأول في البطاقات الصفراء والحمراء وسيكون الدور الثاني بمثابة تحد لهذه الأندية لتواصل سجلها خاليا من البطاقات الحمراء وتفادي المزيد من البطاقات الصفراء.

بورصة الأهداف

أســماء جــديدة تظـهر وغــياب الكــبار

بلغت جملة الأهداف المسجلة في الدور الأول 223 هدفا بنسبة تزيد عن هدفين في كل مباراة وهو ما يعتبر معدلا جيدا في المنافسة ويدل على النزعة الهجومية الكبيرة التي تنتهجها معظم الفرق باعتبار أن الفوز لا يتحقق إلا عبر تسجيل الأهداف.

النسبة الطيبة في الأهداف تكشف في أرقامها عن فوارق كبيرة والكثير من التباين في حصاد كل فريق في ميزان الأهداف التي سجلها وتلك التي ولجت شباكه.

يتصدر ظفار بطبيعة الحال قائمة الفرق الأكثر تسجيلا (26) وفي ذات الوقت يعتبر الأقل استقبالا للأهداف (6) فقط ويليه في الترتيب فريق النهضة له (22) وعليه (10).

يتصدر فريق الشباب الفرق التي استقبلت شباكها النسبة الأعلى من الأهداف بـ(28) ويليه فريق مجيس (24) ثم نادي عمان (23) وصحم (20) هدفا وهو ما يدل على وجود مشاكل في دفاعات هذه الفرق.

واصل مهاجم فريق ظفار عدي تصدره لقائمة الهدافين برصيد 11 هدفا يليه محمد الغساني مهاجم صحم برصيد 9 أهداف ويحتل لاعب نادي عمان طارق المحروقي المركز الثالث برصيد 7 أهداف.

النسبة تبدو غير جيدة وتدل على غياب القناصين أصحاب القدرات الهجومية العالية في معظم فرق الدوري.

الأمر الإيجابي يتمثل في ظهور بعض المهاجمين الشباب وهو ما يجب أن يمثل استراتيجية تستحق أن تصمم لها رؤية فنية يتشارك فيها اتحاد الكرة مع الأندية لظهور المواهب التي من شأنها أن تأتي بالحلول لواحدة من أبرز العقبات التي تعترض مسيرة المنتخب الوطني الأول نحو الغايات المنشودة.

شروق

- تقدم فريق النهضة بقوة نحو مركز الوصيف بعد فوزه على الرستاق معززا نتائجه الإيجابية في هذا الموسم والتي منحته القوة والثقة للتقدم في الترتيب والاقتراب من الصدارة في انتظار العودة لأيام المجد والإنجاز إذا ضاعف من الجهود في الدور الثاني.

الفوز الأخير برهن عن قدرات جيدة للفريق الأخضر وبإمكانه أن يلعب بجدية وقوة ويصمم على النتائج الإيجابية بعيدا عن الاستهتار أو مشكلة تذبذب المستوى الفني ويمثل الفوز على الرستاق دفعة معنوية قوية للفريق ليعود في الدور الثاني أكثر قوة وتنظيميا ليستعيد بعض بريقه الذي فقده منذ أن فاز بلقب الدوري قبل عدة مواسم ليتراجع ويتحول إلى قائمة ضيوف الشرف في المنافسة.

- حقق فريق النصر فوزا معنويا مهما على نادي عمان ليخرج قليلا من الضغوط النفسية التي ظلت تحاصره بسبب تراجع الأداء والنتائج التي أثرت سلبا على مسيرة الفريق في بدايات الدوري وحاصرته بالكثير من الإحباطات في الوقت الذي هيأت فيه جماهير النصر نفسها لترى فريقها قادرا أن ينافس على الألقاب ويقدم مستويات فنية عالية في الموسم الجديد.

النتائج الأخيرة التي حققها النصر تعد إيجابية بكل المقاييس ويمكنها أن تفتح آفاقا كبيرة للفريق الأزرق ليعود من جديد للمقدمة في الدور الثاني إذا ما نجح الجهاز الفني بقيادة الكرواتي رادان في معالجة السلبيات والأخطاء ووفرت الإدارة المعينات المطلوبة خاصة فيما يتعلق بترميم صفوف الفريق.

- استحق الحكام التقدير على ما ظلوا يقدمونه من مستويات تبدو جيدة للغاية في الجولات الأخيرة بعد أن طالتهم سهام النقد وحاصرتهم الاحتجاجات في الفترة الماضية.

عاد الحكام لتقديم الأفضل في ظل تقارب التنافس بين الفرق وحرصها على النتائج الإيجابية ورغم وجود بعض الاعتراضات هنا وهناك على قرارات بعض الحكام إلا أن الشواهد تحدث عن أن الحكام تفادوا الوقوع في الأخطاء الكبيرة التي يمكنها أن تؤثر على النتيجة.

الفرصة متاحة أمام الحكام للمضي قدما في سلك النجاح وتأكيد قدرتهم في دعم دوري المحترفين ليأخذ وضعيته ويتطور ويبلغ المرحلة التي تجعله ينافس الدوريات الآسيوية والعربية ويجذب المزيد من الأنظار عبر الأداء الجيد والتركيز العالي والتجويد في الأداء عبر معالجة القصور والسلبيات.

- واصل جمهور فريق صحار تفوقه ليضمن التواجد في صدارة قائمة الجماهير الإيجابية والتي تساهم بقدر عال في دعم فرقها وتقودها لتحقيق النتائج الإيجابية وظلت جماهير صحار طوال المواسم الماضية تحصد الإشادة والتقدير وتنال الجوائز.

رسالة جماهير صحار لفريقها تبدو واضحة وتؤكد على انهم مع فريقهم سواء كان فائزا أو خاسرا وهذا ما يعكس تفهم المشجع لدوره في تقديم الدعم المعنوي لفريقه.

غروب

-استمر فريق مجيس الضيف الجديد في دوري الأضواء محتكرا المركز الأخير رغم الفوز الذي حققه في ختام جولات الدور الأول وذلك بعد أن خسر 9 مرات وتعادل مرتين وفاز مثلها وتمثل حسابات الفريق الختامية مؤشرا خطيرا وناقوس خطر يتطلب من إدارة النادي التدخل حتى لا يستمر النزيف ومن ثم تضعف قدرة الفريق ويصبح في مهب الريح وعرضة لاحتمالات عديدة منها خسارة مقعده في دوري المحترفين.

مهمة مجيس تبدو صعبة ولكنها ليست مستحيلة خاصة وأن الفريق ظهر في بعض المباريات بمستوى فني جيد وكان قريبا من الفوز على فرق كبيرة ولكن سوء الحظ وضعف الخبرة قادته لخسارة نقاط كانت في متناول اليد.

- فريق نادي الشباب لا يزال يبحث عن نفسه وعروضه القوية التي قدمها في الموسم الماضي التي منحته فرصة المنافسة على اللقب ويعيش الفريق علة التذبذب في الأداء نتيجة النقص الذي تعاني منه خطوط الفريق وغياب العناصر التي تصنع الفارق الفني في المباريات.

يحتاج فريق الشباب لعمل كبير في فترة الراحة حتى يعود من جديد ويكرر سيناريو الموسم الماضي وينجح في تحقيق نتائج إيجابية تصحح من وضعيته التي قادته إلى المراكز الأخيرة التي شكلت قلقا كبيرا لجماهيره التي تفاجأت كثيرا بتراجع مستوى فريقها.

-لا يزال الإحجام الجماهيري يمثل الحلقة الأضعف في الدوري بالرغم من أن بعض الأندية عبر مبادرات من أقطابها تقدم الحوافز والجوائز للمشجعين لتشكيل حضور قوي ومؤثر إلا أن المحصلة العامة تدل على أن المدرجات تعاني من الضعف الجماهيري وبحاجة لجهود كبيرة حتى يقتنع الجمهور بالحضور من تلقاء نفسه بعيدا عن الاستقطاب والتحفيز.

ارتبط حضور الجماهير عند بعض الفرق بالأداء والعطاء الجيد على عكس جمهور بعض الأندية التي تتواجد مع فرقها في كل الأوقات ومهما كانت الظروف في نموذج رائع للانتماء والولاء.

- لم تظهر بصمات بعض المدربين بالصورة المطلوبة في غالبية مواجهات الدور الأول وغابت لمساتهم في شوط المدربين ووقف بعضهم عاجزا عن تعديل وضعية فريقه الذي كان يعاني وإذا ما استمر الجهد الفني في الفرق التي تعاني من سوء النتائج ولم تقم الأجهزة الفنية بدورها وتعالج الأخطاء والسلبيات فإن مصيرها لن يختلف كثيرا عن من سبقوها في مغادرة الدوري وإن اختلفت الأسباب.

التغييرات المستمرة تشكل عائقا كبيرا أمام المدربين لإظهار بصماتهم حيث لا تتاح لهم الفرصة كافية للعمل وتنفيذ خططهم.

هناك بعض الأسماء التي ربما لا تظهر من جديد في مسرح التنافس مع بداية الدور الثاني إذا ما وجد البديل المناسب حسب رؤية إدارة النادي.