1062638
1062638
الاقتصادية

12 صنفا ونوعا جديدا من الحمضيات العمانية كأمهات منها 3 أنواع من ليمون الأضاليا

03 ديسمبر 2018
03 ديسمبر 2018

الأبحاث العلمية مستمرة بالتعاون مع الفاو لإنتاج أصناف أخرى -

كتب - زكريا فكري -

وقعت وزارة الزراعة والثروة السمكية في يوليو 2018 على وثيقة مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، لتنفيذ المشروع البحثي التنموي لإنتاج الحمضيات الخالية من الآفات، ويهدف المشروع إلى رفع إنتاجية وجودة الحمضيات ذات المردود الاقتصادي في السلطنة، وتأهيل كادر وطني متخصص في تشخيص أهم أمراض الحمضيات، والمحافظة على الأصناف والسلالات المحلية من الاندثار وضمان استدامتها، والأهم من ذلك استحداث مصدر دائم وموثوق صحيا للطعوم يستخدم للإكثار وإنتاج الشتلات من مختلف أنواع وأصناف الحمضيات.

وقد عرف العمانيون زراعة الحمضيات منذ القدم ويتربع الليمون العماني على قائمة الحمضيات، وتنتشر زراعته في مختلف محافظات السلطنة، حيث كان يمثل أحد الروافد الأساسية للاقتصاد الوطني، ووفقا لإحصاءات زراعية لعام 2017 تقدر المساحة المزروعة بمحصول الليمون بالسلطنة (3100) فدان والإنتاج (6430) طنا. تأثر إنتاج الليمون وتجفيفه وتصديره في السلطنة خلال العقود الثلاثة الأخيرة بسبب إصابته بمرض مكنسة الساحرة الذي أصاب الليمون في العديد من الدول التي تشتهر بزراعته وقد أدى ذلك إلى إحداث مشكلة اقتصادية واجتماعية لشريحة من المجتمع التي كانت تعتمد على عوائد زراعته وتصديره، إلا أن إحياء زراعة الليمون ورفع إنتاجيته وإقامة الصناعات عليه من أولويات اهتمامات وزارة الزراعة والثروة السمكية، لذا قامت الوزارة خلال السنوات الماضية بتنفيذ مشروع إكثار وإنتاج الحمضيات الخالية من الأمراض نسيجيا بزراعة الميسم والقلم لإنتاج أمهات خالية تماما من الأمراض وموثقة صحيا والحفاظ عليها وذلك لسلالات وأنواع الحمضيات الموروثة عبر الأجيال والمنتشرة زراعتها في السلطنة وغيرها من الأنواع والأصناف المرغوبة والمجدية اقتصاديا.

من أهم إنجازات هذا المشروع إنتاج (12) صنفا ونوعا من الحمضيات كأمهات منها (3) أنواع من ليمون الأضاليا ونوعان من كل من البرتقال واليوسفي والسفرجل ونوع من الجريب فروت والتانكلو وعلى رأسها الليمون العماني، والمحاولات العلمية والبحثية جارية ومستمرة لإنتاج أنواع وأصناف أخرى.

ويوجد لدى المشروع الآن ما يزيد عن ألف شتلة من الأمهات موثقة صحيا وخالية من جميع الأمراض مما يؤهل إمكانية إنتاج عشرات الآلاف من الشتلات الخالية من الأمراض خلال الفترة القادمة.

الأهمية الاقتصادية للحمضيات

تعتبر الحمضيات من أكثر محاصيل الفاكهة إنتاجا واستهلاكا على مستوى العالم وتتم زراعتها في حوالي 140 دولة، وهي ذات قيمة غذائية وأهمية اقتصادية كبيرة تكمن بتعدد الأنواع والأصناف التي تنتمي إليها والتي تنضج ثمارها خلال مراحل مختلفة من السنة مما يجعل ثمارها متوفرة في الأسواق، ويحتل البرتقال مكان الصدارة بين أنواع الحمضيات المختلفة، حيث يمثل حوالي ثلث الإنتاج العالمي من الحمضيات كاملة ويليه اليوسفي ثم الجريب فروت فالليمون الأضاليا ثم الليمون المالح.

أكثر من ثلثي إنتاج الحمضيات عالميا يأتي من البرازيل، والولايات المتحدة، والمكسيك، وإسبانيا وفقا للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، ويتم تصنيع أكثر من 70% من الإنتاج الكلي في كل من البرازيل والولايات المتحدة، بينما يتم إنتاج ثمار طازجة للاستهلاك من دول حوض البحر الأبيض المتوسط، والتي تقوم بالتصدير للأسواق الأوروبية، أما في آسيا فيتم استهلاك معظم الإنتاج للسوق المحلي.

110 ملايين طن الإنتاج السنوي

يبلغ الإنتاج السنوي من جميع أنواع الحمضيات في أنحاء العالم أكثر من 110 ملايين طن، وتغطي مساحة تبلغ 5 ملايين هكتار، وبزيادة أكثر من 50% عمّا كان ينتج خلال أواخر 1980، هذا ويمثل إنتاج البرتقال حوالي 60% من جميع إنتاج الحمضيات و23% من اليوسفي (كيلومونتين)، كما يتم إنتاج حوالي 13.7 مليون طن من الليمون، و4.4 مليون طن من الجريب فروت والبوميلو (الشادوك)، ويتراوح متوسط الإنتاج العالمي بين 12 و16 طنا /‏‏ هكتار، ولكن البلدان الأكثر كثافة لديها متوسط إنتاج يبلغ 37 طنا/‏‏هكتار.

تنتج البرازيل ما يعادل ربع الحمضيات، حيث يتم تصنيع 75% منها لإنتاج العصير، وتنتج كل من الصين والولايات المتحدة حوالي 18 و11 مليون طن سنويا على الترتيب، وتنتج كل من البرازيل والولايات المتحدة الأمريكية معا أكثر من 90% من إنتاج العالم من عصير البرتقال.

تنتج منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، حوالي 22 مليون طن من الحمضيات، وهي مخصصة أساسا للاستهلاك الطازج، وتعتبر كل من إسبانيا، وإيطاليا، ومصر، وتركيا واليونان أهم المنتجين الرئيسيين في المنطقة ويتم استهلاك ثمار ما يعادل 90% من ثمار الحمضيات الطازجة، بينما يتم تصدير ما يعادل 10% من ذلك الإنتاج.

وتعتبر منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط أكبر مصدر للحمضيات الطازجة عالميا، بينما أكبر المستوردين هم ألمانيا وفرنسا وهولندا والمملكة المتحدة.

استخدامات الحمضيات

تعتبر الحمضيات من الفواكه ذات العوائد العديدة وذات القيمة الغذائية العالية لتوفر الفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف بها، حيث تصنع منها العصائر، وتستخرج من قشورها الزيوت العطرية الطيارة ومادة البكتين التي تستخدم في عمل المربى والحلويات، ولا تقتصر الاستفادة من الزيوت الطيارة في التصنيع الغذائي على استخلاص النكهات وإنما تتعدى ذلك إلى صناعة العطور.

وتنتج الدول العربية كاملة حوالي 6-7 ملايين طن تقريبا من الحمضيات سنويا، وتتصدر المغرب ومصر تلك الدول من حيث الإنتاج، ويشكل البرتقال ما نسبته 50% من الإنتاج الكلي.

وتتميز الدول العربية المنتجة للحمضيات بميزات كثيرة ومتعددة إذا ما قورنت بدول العالم الأخرى حيث تمتاز بالتبكير في الإنتاج عموما والجودة العالية في المحصول، وطول فترة الإنتاج التي قد تمتد لأكثر من 6 أشهر متصلة في بعض الدول، كما أنها تتمتع بمناخ ملائم لإنتاجية عالية، كما أن قربها من الأسواق العالمية يقلل من تكاليف التصدير. تعتبر مصر من الدول المهمة في مجال إنتاج وتصدير الحمضيات حيث تمثل صادراتها 10% من الصادرات العالمية، وفي سوريا تشكل الحمضيات ركيزة الإنتاج الزراعي في أراضي الساحل ولا سيما محافظة اللاذقية. وتقدر المساحة المزروعة بالحمضيات في المملكة العربية السعودية بـ14.9 ألف هكتار وتنتج حوالي 169 ألف طن سنويا، وتشمل الحمضيات كلا من: البرتقال والجريب فروت واليوسفي والليمون بأصنافه المختلفة.

القيمة الغذائية والطبية

للحمضيات أهمية كبرى في منظومة الغذاء بشكل عام، ولا يكاد إنسان يستغني عنها في أشكال تناوله للغذاء (طعاما - وشرابا)، هي جزء مهم من غذائنا اليومي وتدخل في مكونات معظم الوجبات الغذائية اليومية وتستهلك سواء على شكل طازج أو مصنع (العصائر) وتتميز بفوائدها الصحية المتعددة، وهي متوفرة في الأسواق في صورة مختلفة، وهي مصدر غذائي غني بفيتامين C حيث يمثل حوالي 42-55 ملجم لكل 100 سم3 عصير. كما تحتوي الثمار على فيتامين (B1) الثيامين وفيتامين (B2) رايبوفلافين و(B12) النياسين وفيتامين (A) الكاروتين، وفيتامين (P) السترين الذي ينظم قوة ونفاذية جدار الأوعية الدموية، كما أن ثمارها غنية بالأملاح المعدنية كالبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم وتجد كميات قليلة من معادن أخرى كالفسفور والبروم والكلور واليود والبورون والحديد والصوديوم والنحاس. إضافة إلى محتواها المهم من حمض الفوليك وصبغة بيتاكاروتين، وكذلك مركبات الفلافينودات.

وتعرف بعض الفلافينودات بفعلها كمواد مضادة للأكسدة والالتهابات والحساسية، بالإضافة إلى أنها مضادة للسرطانات والفيروسات. كما تعرف ثمار الحمضيات بأنها مصدر غني بالبكتينات سواء في الجزء المأكول أو غير المأكول من الثمرة وللبكتينات تأثيرات إيجابية على الصحة العامة مثل الحد من امتصاص الجلوكوز مع الخفض المتلازم لإنتاج الأنسولين وخفض معدلات تركيز الكوليسترول في الدم. كما أن مركبات الليمون والتي تعد أحد المركبات المسؤولة عن الطعم المر للحمضيات يعتقد أن لها تأثيرات مفيدة على الصحة العامة مثل خفض معدلات حدوث الأورام.

تقسيم الحمضيات وأنواعها

تقسم الحمضيات وأنواعها وأصنافها ذات الأهمية الاقتصادية العالمية إلى مجموعات وهي مجموعة الأنواع الحامضية (الترنج، الليمون المخرفش، الليمون الأضاليا، الليمون المالح، الليمون الحلو).

مجموعة اليوسفي والتنجارين (اليوسفي الملوكي، اليوسفي العادي، التناجرين، يوسفي ساتزوما، الكلاموندين).

مجموعة البرتقال (البرتقال المر، البرتقال الحلو). مجموعة الليمون الهندي (الجريب فروت، الشادوك). مجموعة الكمكوات (البيضاوي، المستدير).

■ ■ المصدر: الدليل الاسترشادي للفاكهة - المنظمة العربية للتنمية الزراعية.