1057533
1057533
المنوعات

الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب تختتم اجتماعاتها في دمشق.. بعد طول غياب

28 نوفمبر 2018
28 نوفمبر 2018

التأكيد على حرية الإعلام وترسيخ مفاهيم التعددية -

دمشق ـ بسام جميدة -

اختتمت في العاصمة السورية دمشق اجتماعات الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب بعد يومين حافلين بالحوارات والمناقشات التي تمخضت عن مقررات هامة للأمانة العامة التي عزمت على عقد اجتماعها الدوري في دمشق بعد غياب 15 عاما عنها، وجاء الاجتماع بدعوة من اتحاد الصحفيين السوريين وبحضور رئيس لجنة الحريات عبد الوهاب الزغيلات ورئيس اتحاد الصحفيين السوريين موسى عبد النور وبحضور نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين يونس مجاهد وناقشت الأمانة العامة جدول الأعمال، خاصة واقع الحريات في الوطن العربي ووضع الصحافة الورقية وما تواجهه من تحديات وكذلك خطط وبرامج الاتحاد المستقبلية وتعزيز العلاقة مع الاتحاد الدولي.

وقررت البدء بحملة واسعة لحماية وصون الحريات الإعلامية وطالبت كافة الدول العربية وحكوماتها بسن قوانين وتشريعات وأنظمة ترسخ حرية الإعلام والتعددية الإعلامية في الوطن العربي.

واعتبرت أن جوهر عمل الاتحاد هو حرية الإعلام وترسيخ مفاهيم التعددية والالتزام بأرقى المعايير التي تضمن حرية الوصول للمعلومة ووقف المساس بهذه الحريات.

كما قررت الأمانة العامة اعتماد تقرير لجنة الحريات بعد الاطلاع على تقرير لجنة الحريات المقدم من قبل رئيس اللجنة عبد الوهاب الزغيلات عن واقع حرية الإعلام والعقبات التي تعتريها، وكذلك الانتهاكات التي يجب أن تتوقف ضد الصحفيين ورفض سياسة الاعتقال وتكميم الأفواه.

وقررت تحديث وتطوير عمل وأداء لجنة الحريات وفق خطة شاملة ستقدمها اللجنة للأمانة العامة تستند إلى المعايير المهنية الدولية ..

وفى سياق الصعوبات التي تواجهها الصحافة الورقية فقد تقرر تنظيم مؤتمر وورشة عمل بالتعاون مع الجامعة العربية بداية العام المقبل للخروج بتوصيات فعالة يشارك فيها رؤساء تحرير من جميع البلدان العربية للحفاظ على هذا الإرث المهم في تاريخ الإعلام العربي وحماية حقوق الصحفيين العاملين في هذا القطاع.

كما قررت بعد دراستها لواقع الصحافة الإلكترونية والإعلام الجديد العمل على عقد ورش عمل وندوات والتنسيق مع الاتحاد الدولي للصحفيين من أجل مواكبة هذا التطور التكنولوجي من خلال تأهيل الكوادر الصحفية العربية وخاصة قطاع الشباب، ووضع تصور جديد لأنظمة وقوانين لتطوير هذا القطاع وتوفير الحماية القانونية والنقابية والمهنية لهم.

وبشان تطوير عمل الاتحاد فقد تقرر تشكيل لجنة لصياغة خطة عمل استراتيجية تسهم في تطوير آليات عمل الاتحاد وتنشيط فاعليته على كافة الأصعدة ولثلاث مراحل قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى.

وطالب الاتحاد وسائل الإعلام العربية بتعزيز التعددية ولغة الحوار البناء ووقف الحملات الإعلامية التي تعمق الانقسام وكذلك الالتزام بعدم ترويج خطاب الكراهية والعنف والتطرف. وأقرت الأمانة العامة اتخاذ سلسلة من الإجراءات المتعلقة بتطوير عمل الاتحاد وتعزيز دوره المهني في المحافل العربية والدولية وتعزيز العلاقة والشراكة مع الاتحاد الدولي للصحفيين.

واستعرضت الأمانة العامة الاعتداءات والجرائم الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وخاصة الصحفيين والتي كان أخرها الاعتداء على وفدي الاتحادين العربي والدولي للصحفيين على مدخل مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين.

وإذ تعبر الأمانة العامة عن استنكارها لهذا الفعل الشنيع فإنها تؤكد مواصلة الإجراءات القانونية ضد مرتكبي الجرائم الإسرائيلية بحق الصحفيين الفلسطينيين في القضاء الدولي وكافة المحافل الدولية.

وقررت الأمانة العامة تشكيل لجنة لوضع قاعدة بيانات كاملة لتوثيق حالات الشهداء والجرحى وملاحقة المجرمين وعدم إفلاتهم من العقاب من خلال التواصل مع المنظمات الأممية لإحالتهم للقضاء.

واستمعت الأمانة لتقرير اتحاد الصحفيين السوريين عن جرائم الإرهاب بحق المؤسسات الإعلامية والصحفيين السوريين والتي ذهب ضحيتها أكثر من خمسين شهيداً صحفياً وعشرات الجرحى وحجب البث الفضائي، وطالب الاتحاد بوقف الحصار الإعلامي والعقوبات عن المؤسسات الإعلامية السورية.

كما عبرت الأمانة العامة عن ترحيبها بانضمام اتحاد الصحفيين السوريين إلى عضوية الاتحاد الدولي والتزامهم بمعايير الاتحاد. وحيت الأمانة العامة انتصارات الشعب السوري على الإرهاب وباركت أجواء السلام والمحبة التي تسود سوريا . ووافق الاتحاد على اعتماد عضوية نقابة الصحفيين الجيبوتيين وتوجيه الدعوة إليها للمشاركة في اجتماعات المكتب الدائم القادمة.

ووجهت الأمانة العامة للاتحاد الشكر والتقدير لاتحاد الصحفيين السوريين وللشعب السوري وقيادته على حسن الضيافة والاستقبال .

وبدوره أكد سالم الجهوري الأمين العام المساعد باتحاد الصحفيين العرب، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية، أن هذا الاجتماع يمثل انطلاقة مهمة لعمل الأمانة العامة في هذا التوقيت المهم، من أجل مناقشة قضايا العمل الإعلامي لمواكبة المرحلة والمتغيرات التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية، ورحب الجهوري بعودة سوريا المهمة إلى اتحاد الصحفيين العرب، وعودة الاتحاد العربي لدمشق بعد طول غياب، وأكد على أهمية تنسيق الجهود من كل النواحي، وأهمية وجود سوريا في الأمانة العامة، وشدد على وحدة البلاد، وعلى ما تمخض عنه الاجتماع من ضرورة العمل على إيجاد نهج إعلامي عربي تتطلبه المرحلة القادمة.

وأكد أعضاء الوفد أن قرار الاتحاد والذي اتخذ بإجماع الدول الأعضاء بعقد اجتماعات الأمانة العامة للاتحاد في دمشق هو لإيصال رسالة للعالم بأن النقابات والاتحادات العربية تقف مع سورية في حربها ضد الإرهاب مشيدين بالوعي الذي يمتلكه الشعب السوري والذي مكنه من الصمود في وجه هذه الحرب رغم كل الدعم الخارجي الكبير لها.

واعتبر أعضاء الوفد أن كسب المعركة الإعلامية يتطلب تغيير الخطاب واللغة الإعلامية بهدف زيادة التأثير على الجمهور وبالتالي امتلاك الأدوات لتقوية وتحصين المواطن العربي في وجه أي أطروحات تأتي من الخارج وتستهدف تفتيت وتقسيم المجتمعات العربية.

وعلى هامش الاجتماع التقى الوفد بالرئيس السوري بشار الأسد، وبرئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس، ورئيس مجلس الشعب حموده صباغ، وأكد الجميع أن اجتماعهم في دمشق هو أكبر تجسيد للتضامن مع سورية التي كانت على الدوام مع الأشقاء العرب، موضحين أن أحد أشكال العدوان التي تعرضت لها سورية كان عبر التضليل الإعلامي وتزييف الحقائق.