صحافة

روسيا أكثر تهديدا لبريطانيا من الجماعات المتطرفة

27 نوفمبر 2018
27 نوفمبر 2018

نشرت صحيفة «ديلي تلجراف» مقابلة حصرية أجراها الصحفي كين كوغلين مع الجنرال مارك كارلتون - سميث (54 عاما)، رئيس أركان الجيش البريطاني، تحت عنوان «قائد الجيش الجديد يقول: روسيا تشكل تهديدا أكبر لبريطانيا من تنظيم داعش»، حذّر فيها من أن روسيا تشكل خطرا على أمن بريطانيا القومي وحلفائها أكبر من خطر الجماعات المتطرفة.

وتعد هذه أول مقابلة للجنرال كارلتون منذ تعيينه كرئيس للأركان العامة، حيث قال فيها للصحيفة «لا شك في أن روسيا تشكل اليوم تهديدا أخطر بكثير لأمننا القومي من تهديد المتطرفين مثل القاعدة وداعش».

وشدد الجنرال كارلتون على أن الخطر الظاهر والملموس للمسلحين المتشددين قد تلاشى مع التدمير الكامل للمنطقة الجغرافية التي كانت تسمى بدولة الخلافة، لذا يرى أن على بريطانيا وحلفائها التركيز على الخطر الروسي، لا سيما بعد الهجوم بغاز الأعصاب القاتل في سالزبري ببريطانيا مطلع هذا العام.

وقال رئيس الأركان للصحيفة: إن روسيا أقدمت على محاولات منتظمة للبحث عن مواضع ضعف الغرب واستغلالها عبر تطوير قدرات جديدة في مجالات حربية غير تقليدية مثل الفضاء والفضاء الالكتروني وفي أعماق البحار، ولا يمكننا أن نغض البصر عن الخطر الذي تمثله روسيا». واعتبر أن «الرد العسكري التقليدي» على روسيا يجب أن يتمثل في «دعم قدرات دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) ووحدتها».

وتقول الصحيفة: إن حديث رئيس الأركان جاء بعد عودته من زيارة القوات البريطانية المشاركة ضمن القوة التي نشرها حلف «ناتو» لردع أي عدوان روسي على دول البلطيق.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها حول ذات الموضوع: إن الأولوية الأساسية للأجهزة الدفاعية والاستخباراتية في بريطانيا وحلفائها كانت منذ هجمات 11/‏‏9 تدور حول التركيز على مكافحة الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وتنظيم داعش، بيد أن رئيس الأركان البريطاني الجديد يركز على أن روسيا هي «بشكل لا يقبل الجدل» ما يمثل التحدي الأعظم للحلفاء الغربيين اليوم. وتضيف الافتتاحية أنه وسط تعقيدات مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، يجب ألا تغفل الحكومة البريطانية عن واجبها الأساسي في حماية مواطنيها، والتأكيد على أن الأجهزة الأمنية والدفاعية على اكمل وجه وقادرة على التعامل مع الخطر الروسي برئاسة فلاديمير بوتين.

وتخلص الصحيفة إلى أن على بريطانيا أن تحمي نفسها من الأخطار غير التقليدية بالتزامن مع تعزيز قدراتها الدفاعية التقليدية.

وعلى صعيد آخر، قالت الصحيفة: إن قادة الاستخبارات البريطانية (MI6) يسعون بشدة لمنع دونالد ترامب من نشر معلومات سرية مرتبطة بنتائج تحقيقات التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، حيث تحدثت الصحيفة مع أكثر من 12 مسؤولا أمريكيا وبريطانيا بمن فيهم أشخاصا لهم دور في الاستخبارات الأمريكية قالوا إن بريطانيا تخشى من أن يتم الكشف عن مصادرها الاستخباراتية في حال ما تم رفع السرية عن عملية التنصت التي قامت بها واستهدفت أحد مستشاري ترامب السابقين أثناء حملته الانتخابية بناء على طلب من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI).

وتقول الصحيفة: إن هذا الموضوع يثير درجة عالية من الحساسية إلى درجة أن الموظفين في السفارة البريطانية في واشنطن قد منعوا من مناقشته مع الصحفيين.

وتعارض كل من بريطانيا وأستراليا خطوة ترامب في رغبته بشكل جدي في رفع السرية عن 21 صفحة من الوثائق، والسبب يعود إلى كون المعلومات تم جمعها من قبل كريستوفر ستيل وهو ضابط سابق في الاستخبارات البريطانية.

وتأتي الخطوة الأمريكية، في وقت متوتر تمر به بريطانيا التي تسعى لتعميق علاقاتها مع الولايات المتحدة في الوقت الذي تغادر فيه الاتحاد الأوروبي.

وقال أحد المصادر للصحيفة أن البيت الأبيض يسعى لـ«توريط MI5 وMI6 –جهازي الاستخبارات البريطاني– ضمن مجموعة من الأنشطة التي لا يرغبون أن يتورطوا بها. بالإضافة إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي وجهاز مكافحة الإرهاب ووكالة الاستخبارات المركزية».