1044680
1044680
عمان اليوم

مسميات قرى وحارات المصنعة إشارة صريحة إلى تنوع المنطقة الحضاري والجغرافي

25 نوفمبر 2018
25 نوفمبر 2018

اشتهرت بتعدد الصناعات التقليدية -

المصنعة - خولة الصالحية -

تعد الطبيعة الجغرافية للمنطقة من العوامل المؤثرة على العمارة والتجمع السكاني إلى جانب العوامل الاجتماعية والثقافية، والتي أثرت بشكل أو بآخر على مسميات القرى والحارات في ولاية المصنعة، وفيما يلي نبذة عن قرى وحارات الولاية حسب ما جاء في كتاب «المصنعة في صفحات التأريخ» الموثق لأوراق عمل ندوة المصنعة في صفحات التأريخ التي نظمها فريق روافد الثقافي في شهر أبريل من العام الماضي.

«تتوسط المصنعة المسافة بين مسقط وصحار، وهي منطقة ساحلية تقع على ساحل بحر عمان، وقد سميت بهذا المسمى لاشتهار الولاية قديما بكثرة الصناعات فيها، حيث كانت تتميز بصناعة الأبواب المكونة من النحاس والأخشاب، كما كان أهل الولاية يبرعوا بصناعة الفضيات كالخناجر والحلي النسائية مثل الخلاخيل والأقراط، ويشتهر رجالها بصناعة مراكب الشاش وهي مراكب تصنع من شجر النخيل، بالإضافة إلى صناعة النيلة التي تستخدم لصباغة ملابس النساء. وربما اشتهار المصنعة بصناعة الفضيات يفسر سبب وجود أعداد كبيرة من محلات الذهب في الولاية دون غيرها من ولايات جنوب الباطنة، وما يميز قرية المصنعة حصنها الشامخ الذي يعد حارسا أمينا للولاية وشاهداً على التفاعلات الحضارية التي شهدتها المنطقة، كما توجد إلى جانبها قرى صغيرة تأثرت بطبيعة المنطقة الجغرافية فأخذت منها مسمياتها مثل قرية الشعيبة وهي ما انشعب من التلة أو الوادي أي عدل عنه وأخذ في طريق غير طريقه.

ودام: وتنقسم إلى قريتين، ودام الساحل سميت بهذا الاسم لوقوعها بجانب البحر، وودام الغاف لكثرة أشجار الغاف فيها وهي شجرة صحراوية لا تحتاج إلى الكثير من المياه، والكثير من أسماء القرى العمانية تحمل أسماء الأشجار.

العويد: هي تصغير للعود وهو جزء من الشجر، وهي القرية التي ينتشر فيها شجر الراك بكثرة وهي شجيرة من الفصيلة الزيتونية ويستخرج منها السواك.

الشرس: قيل هو ما صغر من شجر الشبرم، وهو نوع من الشجر ما رق شوكه، وأرض مشرسة كثيرة الشرس، يعرف هذا النبات بالشبرم وفي السلطنة بالشكاعي، يذكر أهمية هذا النوع من النبات بعلاج المغص، وتخفيف الحرارة بعد سحق أوراقها وغليها وشرب مائها.

وقد تم تقسيم المنطقة إلى قسمين شرس الهدادبة وشرس آل بريك بعد النزاعات المستمرة بين القبيلتين.

أبو عبالي الساحل: قرية ساحلية توجد بها كثبان رملية كغيرها من القرى الساحلية وينبت فيها شجر العبل، وهو شجر صحراوي يتحمل مختلف الظروف المناخية البيئية وتقبل الإبل على تناوله بشراهة، كما يستخدم كمصدات الرياح لوقف زحف الرمال، وبالإضافة إلى زراعتها لتثبيت الكثبان الرملية.

الطريف: منطقة حديثة بالولاية والطريف تعني النادر والغريب وتأتي بمعنى المستحدث، وتعد القلب النابض للولاية لسوقها النشط.

القرط: اسم نوع معين من الأشجار تأكله الدواب وسميت بهذا المسمى لكثرة أشجار القرط فيها. يستخدم نبات القرط في معالجة الجروح التي تصيب الماشية والإنسان من خلال وضع مسحوقه على منطقة الجرح ومعالجة أورام وتقيحات اللسان.

الملدة: ملد الشيء بمعنى مدده ولينه ورطبه، وملد الغصن بمعنى اهتز ولان، وتقع الملدة في وسط الولاية وتعتبر البوابة لكل من أراد زيارة ولاية الرستاق.

المغسر: اسم لمكان منخفض يغسر فيه الماء، والغسر هو السقي جملة واحدة فيقال «سقي غسر» أي يجعل الماء يسير في كل السواقي، وقرية المغسر إذا نزل عليها المطر يسقيها غسرا أي ينزل بها الماء فتصبح كالمزرعة التي سقيت غسرا ويملأ الماء كل جوانبها.

العدابة: العداب من الرمل وهو المسترق منه حيث يذهب معظمه ويبقى شيء من لينه قبل أن ينقطع، وهي قرية تقع وسط الولاية تمتاز بكثرة وجود المسترق من الرمل.

برج آل خميس: كانت تسمى بالبري نسبة إلى البرج الذي تم بناؤه بها، وتقع في الجزء الشمالي من الولاية.

كما توجد بالولاية قرى أخرى تأثرت هي الأخرى في مسمياتها بالطبيعة الجغرافية، مثل المراغة، ومحارة التي أخذت مسماها من الطبيعة الساحلية للمنطقة، وقرية القريم نسبة لشجر القرم، فالقريم تصغير للقرم، بالإضافة إلى قرية القري الذي تعود تسميها إلى كرم أهلها فقرى الضيف أي أضافه وأكرمه، والقريحات، ووادي العيص، وقرية البديعة والمطياخ بمعنى أرض خصبة تملأ الحيوان شحما ولحما، وتقع هذه القرية بعيد عن الازدحام السكاني في الجهة الشمالية الشرقية من الولاية.

يذكر أن شح المعلومات المتوفرة عن ولاية المصنعة، حثَ المعنيين على التقصي والبحث حول تاريخ المنطقة، وتزخر الولاية بالعديد من المبادرات الشبابية التي تضع على رأس اهتمامها تعريف المجتمع بطبيعة المنطقة وتاريخها الزاهر ولعل أهمها فريق روافد الثقافي الذي يعمل تحت مظلة نادي المصنعة الرياضي الذي يعمل على تنظيم ندوات وحلقات ثقافية منها ندوة المصنعة في صفحات التأريخ التي قدم فيها المهندس علي بن محمد الهدابي ورقة عمل حول المصنعة القرى والحارات والذي أوصى في ورقته على ضرورة العمل على تصحيح الأخطاء التي وقعت في أسماء بعض قرى ولاية المصنعة الواردة في كتاب « موسوعة أرض عمان» كونها مرجعا مهما للباحثين والمهتمين بالتاريخ العماني، كما وجه الهدابي إلى الاهتمام بالتاريخ المروري للولاية ، وتوثيق شهادات كبار السن ومشاهداتهم لتكون مصدراً آخر يحفظ التاريخ ويفيد الباحثين.