Ali
Ali
أعمدة

أوراق: قوى عاملة وافدة في حاراتنا

14 نوفمبر 2018
14 نوفمبر 2018

علي بن خلفان الحبسي -

[email protected] -

رغم الاجتماعات والنقاشات ومحاضر الاجتماعات بالولايات، إلا أن ظاهرة تنامي أعداد الأيدي العاملة الوافدة في الإحياء السكنية سيظل وجودها مرهونا بقرارات هذه الاجتماعات التي تتداول موضوعاتها وتظل هذه القرارات حبيسة الأدراج لمن مسؤولية تنفيذها، ما أجمل تلك الاجتماعات ومواضيعها وسطور تحرير محاضرها لكنها في الأخير -بعضا منها- موضوعاتها حبرا على ورق.

ظاهرة القوى العاملة الوافدة اليوم وأمس ووجودها في الأحياء السكنية ظاهرة خطيرة لا بد لها من حلول على الأرض، فالقوى العاملة اليوم مساكنها تلاصق مساكن السكان وأبوابها تقابلهم صباحا ومساء ومعداتهم وأدواتهم تملأ الطرقات وروائح سجائرهم تلازم بيوت جيرانهم، حيث لا أمان لدى بعض الأسر لوجود هذه القوى العاملة في وسط أحيائهم.

بعض الحارات القديمة تئن من وطأة هذه القوى العاملة حيث المساكن البالية وغير المكتملة من حيث السلامة والمعايير الصحية، فلا دورات للمياه بها ولا عقود إيجار ولا فواتير مياه وكهرباء تدفع، وأصبحت بعض المساكن قيمة ما تراكم عليها من فواتير ربما يعادل قيمتها، وإذا تراكمت بحثت هذه القوى العاملة عن مأوى آخر، وهكذا هو الحال والمواطن هو المتضرر أولا وأخيرا.

قوى عاملة تتجول وتسهر في هذه الأحياء حتى آخر الليل، وأخرى توقد نيران مواقدها البدائية لتملأ المكان بالأدخنة، وأخرى جعلت من هذه المساكن مخازن للخردة والمخلفات بغرض بيعها للسيارات المتجولة، ومساكن متناثرة على طول مجاري الأفلاج ليلقى الفلج من معاناتهم نصيبا.

ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى أن ترتدي هذه القوى العاملة الملابس غير المحتشمة بألوانها الصارخة، فيما بعضهم يلتقط إشارات «الواي فاي» لجيرانه من خلال برامج يخترقون من خلالها شبكات هذه المساكن بغرض الاتصال منها أو الولوج إلى شبكة الإنترنت بالمجان، وربما تصل تصرفاتهم إلى أبعد من ذلك.

ويبقى سكان الأحياء السكنية بين مطرقة وسندان المؤسسات ذات الصلة -إن وجدت- بأن المواطن بيده الحل وبين أصحاب المساكن المؤجرة الذين لا هم لهم إلا مبلغ إيجار هذه المساكن التي لا يتعدى بعضها «30» ريالا، فيما تظل القضية هاجسا مؤرقا ومرضا مزمنا في هذه الحارات.

هذه الملاحظات وغيرها توجد اليوم في أمهات المدن وفي مراكز الولايات وفي قراها ومزارعها، وعلى الجهات المعنية اليوم أن تكون أكثر صرامة فيما مضى وأن تتخذ قراراتها بعيدا عن الازدواجية من حيث المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخر وألا يبقى الحال كما هو.