yesra
yesra
أعمدة

ربما: في حالة حب

07 نوفمبر 2018
07 نوفمبر 2018

د. يسرية آل جميل -

مدخل:

(الحُبُّ..منجاة)

••••••••••••••

أنا حين أكون هنا

فأنا أكون هنا بقلمي

وحين يحضر قلمي

فليس بالضرورة حضور قلبي

فغالباً هناك معارك نخوضها بشكل يومي

بين القلم والقلب

ومن باب التأدب مع قلبك

أن تحفظ له أسراره

حتى وإن اختلفتم

أو ذهب كل منكم في حال سبيله.

كثيرة هي الأشياء التي تملأنا

ومع الوقت يصبح البوح بها عبارة عن مغامرة مستحيلة

وحقيقة فأنا قليلاً ما أحتاج لتلك الفضفضة

لأني لا أثق في المُنصتون

وكثيراً ما أطبطبُ على قلبي بنفسي

لأني لن أجد أحنّ عليها مني

ومن أمي.. وقلب أمي ودعاء أمي.

وحين قررت نشر كلماتي في بلاط الصحافة

كنت على يقين تام بأن هناك انقساما سوف يحدث حولها

فبين متقبّل لرومانسيتي وبين معارض

يقع جمهورٌ متفاوت الأعمار والأذواق

ومع الأيام

وبعد مرور 18 عاماً هي تاريخي في هذا المجال

أريدُ أن أتقدّم بشهادة شكر لنفسي

وشهادة مثلها وأكبر لكم جميعاً

فأن تتحملوا ثقل كلماتي حيناً

وكآبتها غالباً

ومعاناة القلب بين أسطرها  دائماً وأبداً

فهذا مجهودٌ كبير تمارسوه كل أسبوع

وأنتم لا تشعرون.

لذا قررت اليوم أن أبتعد عن الكتابة المنمقة

وأن أحدثكم وكأني في جلسة مع صديقة لي

في إحدى مقاهي مسقط الحبيبة

نشرب قهوتنا التركية

مع قطعة شيكولاتة سويسرية فاخرة

في مثل هذه الأجواء اللندنية الجذابة

وفي شهر نوفمبر الحبيب

الأغلى على قلب كل عماني

وعلى قلبي الذي يحبُ كثيراً

ويعطي كثيراً

ويمنح كثيراً.. بلا حدود.

يسألوني لم تكتبين عن الحب

ولا أجد رداً وافياً لذلك

فالحب فوق الكلمات

وفوق الوصف

وفوق الشعور

وفوق كل شيء

أنا أحب حالة الحب كثيراً

والعيش في قصص الحب بكل مراحلها

فحين حدثتكم عن الفتاة التي تخبئ هاتفها تحت الوسادة لتحدث حبيبها

لم أكن تلك الفتاة

لكني كُنت في حالة حب

وحين حدثتكم عن ساعي البريد

الذي ترسل معه رسائل حب لرجل لن تصل إليه

لم أكن تلك الفتاة لكني كنت في حالة حب

وحيث حدثتكم عن الفتاة التي خُذلت في الحب

وتركها فريسة لذئب الخيانة

لم أكن تلك الفتاة لكني كنت في حالة حب

وحين كتبت لكم عن المرآة التي لم تأسف عليه

و لم يخذلها الانكسار

ولا الهجر.. وقررت الرحيل

لم أكن تلك الفتاة لكني كنت في حالة حب

أنا في حالة حبّ  دائمة

كل الذين من حولي يعرفون عني ذلك

لي نصفٌ يكملني كشريك قلب وعمر وحياة

يقف عن يميني وعن يساري

يأخذ بيدي إلى الأمام

أستندُ إليه كلما انكسرت روحي

لم يطعني يوماً

أو يخذل ثقتي العمياء

حين كنت أبحث عن الحنان وجدتُ فيه من أبي الكثير

وحين بحثت عن الأمان.. كان أخي الذي أنجبته أمي

وحين أردت المال والزوج والبنون

كان لي كل هُؤلاء في رجل واحد

لكني لا أحبُ هذا الحديثُ كثيراً

ولا أن أستفرد عضلاتي في الحب

قال لي والدي ذات يوم:

الناس تحسدك على النعمة حتى تزول

والحب نعمة

وحين تجدها بمنتهى الطهر

يجب أن تحافظ عليها من أعين الناس

وهذا ما أفعله تماماً

سأظل أتحدث عن الألم والوجع والفراق

دون توقف

وسأظل بشديد الحُبّ أحبه

و بعظيم الوفاء قلبي له

وقلبه ملكي

لي الكتابة

ولكم ما تفهمون.

- إليه حيثما كان:

قصوا علي وقالوا لي

مع الأيام بتنسين

ويموت الحب

ويموت الحب

وتموت الذكرى

ويموت الحنين

وهذي أيام مرت وشهور وسنين

وهذا إنت

زي ما كنت

ساكن القلب

ومالكه من يساره لليمين

تدري ليه؟

لأنهم ما يدرون

إني وياك

حطينا القلب على القلب

واتعاهدنا محد يخون

محد يجرح حب الثاني

ويهون

لكنها ظروف الحياة

فديتك!