العرب والعالم

معين يبحث مع السفير الأمريكي سبل إنهاء الحرب في اليمن

29 أكتوبر 2018
29 أكتوبر 2018

مساعدات نقدية من الأمم المتحدة للنازحين -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد -

التقى رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك، أمس، سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى بلاده ماثيو تولر.

وأفادت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» بأن رئيس الوزراء» «أشاد بالمواقف الأمريكية الداعمة للحكومة الشرعية»، مثمّناً «الجهود التي تبذلها واشنطن في سبيل إنهاء الحرب والتوصّل إلى عملية السلام، وفق المرجعيات الثلاث المتمثّلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن وخاصةً القرار رقم 2216».

وأكد على «إيلاء الحكومة اهتمامها الأبرز لاستقرار الأوضاع الاقتصادية والخدمية، وتطبيع الأوضاع وإعادة إعمار ما خلّفته الحرب بدعم من الأشقّاء في التحالف العربي».

وأعرب عبدالملك عن تطلّعه إلى «الدعم الذي تقدّمه الحكومة الأمريكية في هذا الجانب»، مشيرا إلى أن واشنطن «شريك فاعل للحكومة اليمنية منذ وقت طويل».

وأشار رئيس الوزراء إلى أن احتياجات الحكومة تضاعفت خلال الأيام الأولى من عملها، إثر الأضرار الكبيرة التي خلّفتها السيول الناجمة عن العاصفة المدارية «لبان» التي ضربت محافظة المهرة شرق البلاد، منتصف الشهر الحالي.

من جانبه تمنّى السفير الأمريكي لرئيس الوزراء «التوفيق في مهامه الجديدة، وتحقيق تطلّعات اليمنيين في يمن آمن ومستقر على جميع الأصعدة»، مؤكدا دعم بلاده الدائم للحكومة اليمنية، ولأمن ووحدة واستقرار اليمن، مشيرا إلى أن موقف الولايات المتحدة ثابت وراسخ في دعم الشرعية الدستورية.

من ناحية أخرى، قالت المفوّضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها كثّفت جهودها لضمان حصول عشرات الآلاف من النازحين اليمنيين بصورة فورية على مساعدات نقدية، وسط الأزمة الإنسانية المتسارعة التفاقم في بلد يحتاج فيه ثلاثة من أصل كل أربعة يمنيين إلى نوع من أنواع المساعدة والحماية، وارتفعت فيه أسعار المواد الغذائية والوقود بنسبة 25% و45% على التوالي هذا العام.

واعتبر المتحدّث باسم المفوّضية أندريه ماهيسيتش في مؤتمر صحفي في جنيف أمس هذه المساعدة “شريان حياة للعائلات من الفئات الأشد ضعفا نظرا؛ لأنها تدعمها في تلبية احتياجاتها الملحّة خلال فترة النزوح».

وتضاف الظروف الحالية لما قبل المجاعة وانتشار الكوليرا في اليمن إلى التأثير الكارثي الذي خلّفه الصراع حتى الآن والمتمثّل في النزوح الهائل والخسائر المدنية المتزايدة.

وأشار ماهيسيتش إلى ضرورة تنفيذ الأنشطة المنقذة للحياة بما في ذلك في مجالي الحماية والمآوي الطارئة ودعمها بالتوازي مع برامج الغذاء والصحة والتعليم.

ويعيش أكثر من ثلثي النازحين داخليا الذين يقدّر عددهم بـ2.7 مليون شخص في حالة من النزوح منذ أكثر من عامين. وفرّ الكثيرون من بينهم إلى مناطق أكثر أمانا من البلاد واستنفدوا حتى الآن جميع مواردهم. ومن أجل تلبية احتياجاتهم الملحّة وتعزيز قدرتهم على الصمود، توفّر المفوّضية المساعدات النقدية للعائلات من الفئات الأشدّ ضعفا.

وخلال شهر أكتوبر وحده، وصلت أنشطة المفوّضية في مجال النقد إلى أكثر من 22 ألف عائلة من الفئات الأشدّ ضعفا (حوالي 150 ألف شخص) في 14 محافظة مستضيفة من المحافظات الأكثر تأثّرا.

وفرّت العائلات المستفيدة من هذه المساعدة من الصراع إلى مناطق آمنة أو عادت إلى منازلها بعد النزوح الداخلي لتجدها متضرّرة أو مهدّمة. وتواجه مجتمعات كثيرة من الفئات الأشدّ ضعفا تستضيف نازحين داخليا صعوبة في البقاء.

ويتم تقديم التمويل بناء على تقييمات معمّقة للأسر يجريها شركاء المفوّضية الذين يعملون في البلاد، وغالبا في مناطق يصعب الوصول إليها. وتحصل عائلات مختارة على النقد لتلبية احتياجاتها الأساسية في مجال الحماية كالعلاجات الطبية المنقذة للحياة أو الإعانات التي تساعد العائلات على تفادي الطرد وتؤمّن لها سقفا يأويها. وتعد هذه المساعدات مفيدة للاقتصاد المحلي، حيث إن العائلات تشتري السلع الأساسية من المتاجر المحلية وتدفع مقابل الخدمات.

وتعمل المفوّضية مع «بنك الأمل» لتوزيع النقد مباشرة من خلال ما يعرف بنظام «الحوالة» الذي لا يزال فاعلا وموثوقا على الرغم من الصراع في اليمن.