صحافة

الرسالة : «زيكيم» عنوان للتحدي الثاني فلا تترددوا

25 أكتوبر 2018
25 أكتوبر 2018

في زاوية مقالات كتب مصطفى الصواف مقالا بعنوان: (زيكيم) عنوان للتحدي الثاني فلا تترددوا، جاء فيه:

الجمعة الثلاثون (غزة تنتفض والضفة تلتحم) لم يكن يوما عاديا لوتيرة التهديد الصهيوني للشعب الفلسطيني والحشودات العسكرية الصهيونية الكبيرة على خط الهدنة الزائل، ظن عندها الاحتلال أن التهديدات والحشودات يمكن أن ترهب شعبا قرر أن يحمل حقوقه على كفه، ويسعى جاهدا نحو تحقيقها.

الجمعة الثلاثون كان يوما للتحدي من شعب عاري الصدر يواجه بطش الاحتلال وإرهابه وتهديداته، فكان الشعب الفلسطيني على قدر التحدي والمسؤولية وزحف نحو مخيمات العودة وكسر الحصار بشكل يدلل بشكل واضح على أن الشعب الفلسطيني قرر التحدي وأصر على الخروج رغم ما بثه الاحتلال من تهديدات وحشودات من دبابات وآليات وجنود مدججين بكل أنواع الأسلحة، ورغم حملة الإحباط التي مارسها الطابور الخامس من أجل ثني الناس عن الخروج، ولكن كل ذلك لم يثن الفلسطيني عن الاحتشاد بشكل كبير ربما زاد عن الأسابيع الفائتة، وهو دليل واضح على أن الشعب عندما يقرر قرارا يعلم الثمن المدفوع لهذه الثورة والانتفاض، وهو ماض في الطريق التي اختطها، ولن ترهبه كل الدنيا على مواصلة الطريق الذي رسمه ودفع فيه شهداء وجرحى على مدى الثلاثين أسبوعا، ولا زال لديه الاستمرار في هذه المسيرات حتى تحقيق أهدافها. لقد نجح الفلسطينيون في التحدي وأثبتوا أنهم عنوان له، ولم يتمكن الاحتلال من تنفيذ تهديداته ليس لأنه ضعيف لا يملك القوة؛ ولكن لأنه يدرك أن هذه التهديدات لو أنه بالفعل طبقها في مواجهة المواطنين لكانت النتائج سلبية عليه، ولكان ذلك مدعاة للدخول في معركة غير محسوبة العواقب.

الاحتلال المُختلف قادته في كيفية مواجهة المسيرات الشعبية السلمية لم تكن لديه استراتيجية لمواجهة قرار الشعب بالمضي في مسيراته حتى تحقيق أهدافه التي أعلنها وهي كسر الحصار، ولكن مماطلة الاحتلال وتسويفه في رفع الحصار ظانا أن النفس الطويل سينتهي وأن هذه المسيرات ستتوقف دون أن يدفع الاحتلال ثمنا لوقفها وهو كسر الحصار، وظن بعض قادة الاحتلال أن إدخال بعض السولار أو الأموال يمكن أن تدغدغ عواطف المواطنين وتقنعهم بوقف المسيرات.

قرار الشعب الفلسطيني يعلمه الاحتلال ويعلمه المرجفون والمبطلون هو كسر الحصار وإلى الأبد دون أن يدفع ثمنا سياسيا ينال من حقوقه وثوابته أو يمكن أن يكون ضمن ما اسماه البعض أنه تساوق مع صفقة القرن.

حجم الإشاعات التي بثها الطابور الخامس كثيرة، ولو لم يكن الشعب على دراية بما يقوم به والثمن المدفوع لذلك لخمدت المسيرات، ولما بقيت حتى الأسبوع الثلاثين مرشحة لمزيد من الأسابيع ما لم يتحقق الهدف وهو كسر الحصار.

الاحتلال ومن يقف معه ويروج لدعايته السوداء لن يفلح في ثني المواطنين؛ لأن المواطن الفلسطيني محصن من كل أنواع الدعاية السوداء والإشاعات المغرضة، وهو يواجهها بالفعل والاحتشاد والتأكيد على المضي في مسيراته حتى تحقيق أهدافه.

في الجمعة الثلاثين كان الرد واضحا على الاحتلال ويوم الاثنين في هربيا (زيكيم) سيكون التحدي ماثلا أمام الاحتلال، وسيرى الفلسطينيين يندفعون بشكل كبير تجاه المسير البحري، ومن كل أماكن التواجد من الجنوب حتى الشمال يخرجون على قلب رجل واحد ليؤكدوا للاحتلال كما أن المقاومة التي ردت في ثلاثة وعشرين ثانية على الاحتلال هي تعتمد في الأساس على جاهزية الجماهير للدفاع والتصدي للاحتلال وتهديداته التي لن تخيف بل تزيد المواطنين إصرارا على التحدي.