1019472
1019472
العرب والعالم

موسكو تنتظر توضيحات من بولتون.. والكرملين يؤكد الرد بالمثل حال طورت واشنطن صواريخها

22 أكتوبر 2018
22 أكتوبر 2018

الأوروبي والصين يدعوان روسيا وأمريكا إلى الحفاظ على المعاهدة النووية -

بروكسل - موسكو - (وكالات): التقى مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون أمس في موسكو وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي ينتظر بإلحاح توضيحات منه بعد يومين من إعلان الرئيس دونالد ترامب الصادم عزمه على الانسحاب من معاهدة أساسية حول الأسلحة النووية.

وهذه الزيارة كانت مقررة منذ وقت طويل، وأعلنت قبل أن يعلن ترامب قراره بانسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى التي وقعت مع روسيا إبان الحرب الباردة. وتكتسب أهميتها من كونها أول زيارة يقوم بها مسؤول أمريكي كبير لموسكو منذ اشهر عدة.

لكن إعلان ترامب أمس الأول أضفى على هذه الزيارة مزيدا من الأهمية علما بان العلاقات بين البلدين في ادنى مستوياتها.

والتقى بولتون، أحد «صقور» الإدارة الأمريكية، سيرجي لافروف مساء أمس. ويتوقع المسؤولون الروس ان يشرح لهم المستشار الأمريكي موقف واشنطن من المعاهدة النووية.

وأشار لافروف، من جهته، خلال مؤتمر صحفي، إلى انه ينتظر «توضيحات للموقف الرسمي» الأمريكي مضيفا «اذا كان جون بولتون مستعداً لتقديمها، حينها سنقيّم الوضع»، بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية. وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أهمية معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى التي وقعت خلال الحرب الباردة في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، وفق ما أعلن مكتبه أمس.

وأورد مكتب ماكرون أنه خلال الاتصال الذي جرى الأحد «شدد الرئيس على أهمية هذه المعاهدة، وخصوصا بالنسبة الى الأمن الأوروبي واستقرارنا الاستراتيجي».

وبولتون الذي عين في مارس 2018 معروف بمواقفه المتشددة للغاية في ملفات السياسة الخارجية. وكان في مقدم المطالبين بـ«الانسحاب من الاتفاق النووي» الذي وقع في 2015 بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى لمنعها من امتلاك السلاح النووي.

كما انه لم يتردد في إعلان اقتناعه بوجوب ان توجه واشنطن ضربة عسكرية الى كوريا الشمالية بدل التفاوض معها، ويبقى مؤيدا لتوسيع شعاع العقوبات على روسيا التي تتهمها واشنطن بالتدخل في العملية الديمقراطية الأمريكية.

واستهل بولتون زيارته لموسكو بلقاء نيكولاي باتروشيف رئيس المجلس الروسي للأمن القومي.

«خطوة بالغة الخطورة»

ذكرت صحيفة «ذي جارديان» البريطانية أن بولتون هو نفسه من ضغط على الرئيس ترامب للانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى. كما أنه يعرقل اي مفاوضات لتمديد معاهدة «نيو ستارت» حول الصواريخ الاستراتيجية والتي ينتهي مفعولها عام 2021.

ووقع الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان وآخر زعيم للاتحاد السوفييتي ميخائيل جورباتشيف معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة عام 1987 مع نهاية الحرب الباردة.

لكن ترامب يرى أن موسكو تنتهك المعاهدة منذ أعوام عدة. وتتحفظ واشنطن خصوصا عن نشر منظومة صواريخ «9ام729» التي يتجاوز مداها سقف الـ500 كلم المتفق عليه. وأمس الأول وصف نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قرار ترامب بأنه «خطوة بالغة الخطورة لن يفهمها المجتمع الدولي وستثير إدانات جدية».

وقال ريابكوف «نأمل بان يشرح لنا (بولتون) في شكل جوهري وواضح خلال لقاءاتنا ما الخطوات التي تعتزم الولايات المتحدة اتخاذها».

من جهته، ندد جورباتشيف بافتقار الرئيس الأمريكي «إلى الحكمة»، داعيا «جميع الساعين إلى عالم خال من الأسلحة النووية» إلى إقناع واشنطن بالعودة عن قرارها. وصدر أول رد فعل دولي من ألمانيا، اذ أبدت برلين «أسفها» لانسحاب واشنطن من المعاهدة التي تشكل «مكونا مهما (من مكونات) مراقبة الأسلحة». وقال اولريكي ديمر متحدثا باسم الحكومة إن «تداعيات القرار الأمريكي ينبغي مناقشتها بين الشركاء في حلف شمال الاطلسي».

ونصت المعاهدة على عدم استخدام مجموعة من الصواريخ يراوح مداها بين 500 و5500 كلم، وأنهت ازمة اندلعت في الثمانينات بسبب نشر الاتحاد السوفييتي صواريخ «اس اس 20» المزودة برؤوس نووية قادرة على استهداف العواصم الغربية.

في السياق قال الكرملين أمس إن روسيا ستضطر للرد بالمثل إذا بدأت الولايات المتحدة تطوير صواريخ جديدة بعد الانسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى التي تعود لحقبة الحرب الباردة. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين أمس إن الخطوة الأمريكية ستجعل العالم أكثر خطورة مضيفا أن روسيا ستضطر للتحرك من أجل استعادة توازن القوة العسكرية إذا انسحبت واشنطن من المعاهدة وشرعت في تطوير صواريخ جديدة.

الحاجة للحوار

من جهته حث الاتحاد الأوروبي أمس كلا من الولايات المتحدة وروسيا على الحفاظ على «معاهدة القوات النووية متوسطة المدى»، ووصفها بأنها «حجر زاوية» لأمن أوروبا.

وقالت مايا كوسيانسيتش المتحدثة باسم الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي:«نعتقد أن الولايات المتحدة وروسيا بحاجة إلى الاستمرار في الانخراط في حوار بناء للحفاظ على المعاهدة وضمان تنفيذها بشكل كامل ويمكن التحقق منه، وهو بالتأكيد أمر حتمي للأمن الأوروبي والعالمي». وأضافت:«نتوقع بالطبع أن يتعامل الاتحاد الروسي مع المخاوف المتعلقة بالتزامه بالمعاهدة بطريقة جوهرية وشفافة». وأشارت إلى أنه بفضل المعاهدة «التي ساهمت في إنهاء الحرب الباردة» تم تدمير نحو ثلاثة آلاف صاروخ برؤوس نووية وتقليدية. كذلك، دعت الصين الولايات المتحدة الى «التروي» في موضوع انسحابها من المعاهدة، معتبرة ان «الانسحاب من جانب واحد سيكون له آثار سلبية متعددة».