1016019
1016019
العرب والعالم

إسرائيل تعزز نشر قواتها على حدود غزة وحماس تتعهد التحقيق في إطلاق الصواريخ

18 أكتوبر 2018
18 أكتوبر 2018

«هنية» يبحث مع الوفد الأمني المصري التهدئة والمصالحة -

غزة - (إسرائيل)(وكالات ) - عززت إسرائيل قواتها المدرعة على امتداد الحدود مع قطاع غز أمس في استعراض للقوة ، وذلك بعد يوم من تدمير صاروخ فلسطيني منزلا في جنوب إسرائيل.

ويمكن رؤية القوات المنتشرة بوضوح من الطرق الإسرائيلية الرئيسية قرب غزة.

في غضون ذلك ، التقى مسؤولون أمنيون كبار من مصر مع قادة حركة حماس التي تحكم القطاع لمحاولة تهدئة التوتر.

وربما يعتمد الكثير من الأحداث على نطاق وشدة احتجاج فلسطيني مقرر اليوم الجمعة عند الحدود مع إسرائيل التي كثيرا ما شهدت مظاهرات عنيفة في الأشهر الستة الماضية.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي عقد اجتماعا لحكومته الأمنية أمس الأول بعدما دمر الصاروخ منزلا في مدينة بئر السبع، باتخاذ «إجراء قوي للغاية» إذا واصل الفلسطينيون الهجمات. ويقول القادة الإسرائيليون إنهم لن يتسامحوا من الهجمات الصاروخية أو المحاولات خلال الاحتجاجات لاختراق السياج الحدودي لإسرائيل مع قطاع غزة الذي يقطنه مليونا شخص.

وأحصى مصور من رويترز نحو 60 دبابة وناقلة جند مدرعة في منطقة انتشار القوات قرب الحدود، ووصفها بأنها أكبر عدد من قطع العتاد العسكري يراها منذ حرب 2014 بين إسرائيل وحماس.

وفي قطاع غزة ، قال مسؤول فلسطيني إن الوفد المصري على اتصال أيضا مع المسؤولين الإسرائيليين للحد من التوتر الحالي ، وأضاف «الوضع حساس الغاية ، لا أحد يريد حرب».

ومضى يقول لرويترز «الفصائل الفلسطينية تصر على مطلب إنهاء الحصار الذي تسبب في خنق الحياة والعمل في غزة». وينظم الفلسطينيون احتجاجات على امتداد الحدود منذ 30 مارس للمطالبة بإنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة وبحق عودة الفلسطينيين إلى الأراضي التي فروا أو هجروا منها لدى قيام إسرائيل عام 1948.

وتشير أرقام وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن القوات الإسرائيلية قتلت نحو 200 من سكان غزة منذ تفجر الاحتجاجات على الحدود.

ويطلق الفلسطينيون بالونات وطائرات ورقية تحتوي على مواد مشتعلة واخترقوا في بعض الأحيان السياج الحدودي الإسرائيلي. وقد تعهدت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة أمس بإجراء تحقيق حول إطلاق صواريخ من القطاع على إسرائيل قبل يوم من مساع جديدة تبذلها مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة للتوصل إلى تهدئة بين الطرفين. ورداً على إطلاق الصواريخ التي سقط اثنان منها في مدينة بئر السبع في جنوب إسرائيل وقرب شواطئ تل أبيب شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت مواقع لحماس في القطاع وأسفرت عن مقتل فلسطيني وإصابة ثلاثة آخرين. وعاد التلاميذ الإسرائيليون إلى مدارسهم في البلدات الحدودية والتي أغلقت الأربعاء بعد أن تسببت قذائف صاروخية من غزة قبل الفجر بأضرار في منزل عائلة في بئر السبع.

ونفت الغرفة المشتركة التي تضم خصوصا حماس والجهاد الإسلامي في بيان أي علاقة لها بهجمات الصواريخ ، لكن إسرائيل حمّلتها المسؤولية رغم ذلك.

وندّدت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بإطلاق الصواريخ وحثا على «التهدئة» خشية اندلاع حرب جديدة. لكن خطر حرب جديدة على حدود القطاع ، لا يزال قائماً ، وفق محللين سياسيين.

وأكد باسم نعيم القيادي في حماس أن حركته تعمل مع الفصائل «لتجنب أي تصعيد على الأرض لكنها جاهزة للرد على أي عدوان إسرائيلي في أي لحظة» مضيفا أن «بيان حماس والغرفة المشتركة يعبر عن تطور مسؤول لدى حماس بعيداً عن ردات الفعل».

وتقول إسرائيل إن حماس والجهاد هما الوحيدتان اللتان تملكان مثل هذه الصواريخ التي يمكن أن تصل لبئر السبع التي تبعد نحو 40 كيلومترا وشواطئ تل أبيب البعيدة حوالي 70 كيلومتراً، عن القطاع.

وعادة ما تحمل إسرائيل ، مسؤولية أية هجمات من القطاع لحماس التي تسيطر عليه منذ صيف 2007 بغض النظر عن الجهة التي تقف وراءها.

وقال باسم نعيم لوكالة فرانس برس إن أجهزة الأمن في غزة «تجري تحقيقات لمعرفة الجهة التي تقف وراء إطلاق الصواريخ».

وأضاف «ستتخذ إجراءات حازمة بحق من يخترق الإجماع الوطني أو يحاول دفع الشعب الفلسطيني لمواجهة تخدم أجندات غير وطنية».

واعتبرت حماس إطلاق الصواريخ محاولة «لحرف البوصلة وتخريب الجهد المصري».

في ذات السياق التقى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، أمس ، بوفد أمني مصري يترأسه وكيل جهاز المخابرات العامة أيمن بديع، وصل قطاع غزة في وقت سابق.

ووصل ظهر أمس ، وفد أمني مصري يضم 4 شخصيات أبرزهم «أيمن بديع، وكيل جهاز المخابرات العامة، ومسؤول الملف الفلسطيني في الجهاز اللواء أحمد عبد الخالق»، قطاع غزة عبر معبر بيت حانون (إيرز).

ولم تفصح «حماس» عن أهداف الزيارة أو الملفات التي سيبحثها الوفد مع هنية. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية أن هذه الزيارة تأتي في إطار «تهدئة الأوضاع بما يسهم في سرعة إنجاز المصالحة الفلسطينية ، وتوفير المناخ الملائم للمجتمع الدولي لتنفيذ تعهداته تجاه تحسين الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني وبصفة خاصة القطاع».

وتأتي زيارة الوفد بعد يوم من سلسلة غارات شنتها مقاتلات إسرائيلية ضد أهداف متفرقة في غزة ، بعد سقوط صاروخ أطلق من القطاع فجرا على منزل في مدينة بئر السبع (جنوب)، وفق ما أفاد به الجيش الإسرائيلي. والأربعاء أيضا، غادر وفد أمني مصري، القطاع، عائدا إلى القاهرة عبر معبر بيت حانون «إيريز»، بعد زيارته القطاع الثلاثاء، واجتماعه مع قيادة حركة حماس، لاستكمال مباحثات التهدئة والمصالحة الفلسطينية، حسب مراسل الأناضول.

وتبحث الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس، منذ نحو شهرين مع السلطات المصرية إمكانية التوصل إلى مصالحة فلسطينية «تهدئة» مع إسرائيل، إلا أنه لم يعلن عن نتائج هذه الجهود حتى الآن.

وفي 3 أكتوبر الجاري اختتم وفد من حماس زيارة إلى القاهرة أجرى خلالها على مدار 4 أيام مباحثات مع مسؤولين مصريين حول المصالحة وجهود التهدئة.

ويسود الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس عقب فوز الأخيرة بالأغلبية الساحقة في الانتخابات البرلمانية عام 2006.

وقد ترأس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اجتماعا للحكومة الأمنية استمر عدة ساعات مساء الأربعاء دون أن يصدر أي بيان.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الوزراء فشلوا في الاتفاق على كيفية الرد على إطلاق الصواريخ والاحتجاجات المستمرة.

وقبل أربع سنوات، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في غزة كانت ثالث حرب يشهدها قطاع غزة منذ نهاية 2008.