salem
salem
أعمدة

نوافذ: «لبـان» يمـر بســلام

15 أكتوبر 2018
15 أكتوبر 2018

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

مر الإعصار «لبان» الذي تحول إلى عاصفة مدارية، بسلام قبيل ملامسة الشواطئ، بعد أن استنفرت الجهود من كل القطاعات، استعدادا للتدخل في أي لحظة تحتاجها محافظة ظفار وسكانها، على غرار إعصار «ميكونو» الذي زار المحافظة في 26 مايو الماضي.

وبين التجربتين دروس مهمة للغاية، فالمحن تصنع الشدائد، فالاستعدادات واحدة في الحالتين والتوقعات للأضرار كانت على نفس المستوى، وإن كانت أقل في لبان من شراسة ميكونو.

لقد خرجنا من التجربتين بدروس مهمة للغاية، وهي أن تكرار تعرض السلطنة لدفعات من الأعاصير سوف تستمر مع قادم الأيام نظرا للتحولات المناخية التي يعيشها العالم، وتوفر الظروف المحيطة في تشكل هذه الظواهر في المحيط الهندي وبحر العرب في أي لحظة، ودخولها لأي مدينة في أي وقت، بدرجات متفاوتة من القوة، وتوقع حدوث أضرار في البنى الأساسية أيضا.

أكبر المكاسب التي تعلمناها من هذه الظواهر، هي كيفية التعامل معها بواقعية دون تهويل، والاستعداد المبكر لها من خلال توزيع الأدوار، وكيف يمكن أن نقلل من الخسائر البشرية بالذات، والتناغم بين القطاعات في القيام بالأدوار الميدانية والتوعوية، وتوجيه المواطنين والمقيمين إلى تفادي الوقوع في الضرر وتأمين وجودهم في مكان آمن.

بعد «لبان» هذا الذي انحرف مساره إلى ما بعد الحدود، وما خلفته العاصفة المدارية من أمطار وتدفقات في الأودية والعيون وقطع لبعض الطرق التي تربط المناطق الغربية، والأضرار التي لحقت ببعض الجسور والمنشآت في البنية الأساسية وغيرها، التي تحتاج منا بعض الصبر والتروي لتمر مرور الكرام دون خسائر بشرية خلال الأيام القادمة، فما حدث من وفيات في أحداث ميكونو كانت كلها بعد أيام الإعصار، نتيجة عدم التقديرات لعمق مياه الأودية والمسطحات المائية، لذلك فإن التركيز والحذر الذي نحتاجه خلال هذه الأيام التي تعقب لبان مهم للغاية، فالخروج الأسري إلى التنزه في المواقع السياحية من عيون وأودية وواحات في الصحراء نحتاج معها كمواطنين ومقيمين إلى توخي الحذر والحرص والتقدير الجيد حتى لا نفقد أحدا خلال الساعات المقبلة، وألا تتحول فرحتنا بالأمطار إلى عويل على من فقدناه، فالكثير من التجارب السابقة تركت مسحة حزن على قلوبنا رغم التحذيرات والتنبيهات.

ألف تحية لرجال القوات المسلحة وشرطة عمان السلطانية الذين كانوا على الموعد في كل مرة وللقطاعات المدنية الأخرى التي سخرت كل الجهود الكبيرة من أجل أن تبقى الخدمات متواصلة من كهرباء واتصالات ومياه وصرف صحي وطرق مفتوحة ومطار وميناء وتأمين التموين الغذائي والمأوى الآمن والتي لم تنقطع، ولجهود بلدية ظفار ومكتب محافظ وزير الدولة ومحافظ ظفار الذين تابعوا بشكل متواصل الحالة المدارية لحظة بلحظة للتأكد من توفر الخدمات، ألف تحية لكل الجهود التي بذلت وللدور التوعوي من قبل وسائل الإعلام المحلية والدولية التي واكبت نقل الحدث أولا بأول وللمتابعين في الأرصاد الجوية الذين تتراكم لديهم الخبرات المعرفية بالمناخ من حدث إلى آخر.