1008571
1008571
العرب والعالم

أردوغان: الاتفاق مع واشنطن حول منبج لم يمت بعد

11 أكتوبر 2018
11 أكتوبر 2018

900 مسلح أجنبي من تنظيم «داعش» في قبضة أكراد سوريا -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الاتفاق مع واشنطن حول منبج السورية قد تأجل، معتبرا أنه لم يمت بعد.

وقال أردوغان في حديث لصحيفة حرييت التركية عقب عودته من هنغاريا: «الاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة حول بلدة منبج السورية قد تأخر تطبيقه، لكنه لم يمت بعد».

وأشار المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين مؤخرا، إلى أن الولايات المتحدة تؤجل انسحاب وحدات حماية الشعب الكردي من بلدة منبج السورية شمال سوريا، ما يفشل تنفيذ خطة واشنطن المشتركة مع أنقرة حول منبج.

واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة، بعدم الالتزام بالجدول الزمني المتفق عليه بين أنقرة وواشنطن لانسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية من مدينة منبج شمال سوريا.

يذكر أن واشنطن وأنقرة توصلتا في يونيو الماضي، لـ«خارطة طريق» لمنبج تضمن خروج مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المصنف في أنقرة منظمة إرهابية من المدينة. واعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن «الوضع الجديد على الأرض» في سوريا يتطلب تقييم واشنطن لمهمتها هناك. وقال بومبيو في كلمة أمام أعضاء المعهد اليهودي للأمن القومي: «الوضع الجديد على الأرض يتطلّب إعادة تقييم مهمّة واشنطن في سوريا»، مؤكدا أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تريد أيضا حلا سياسيا وسلميا بعد سبع سنوات من النزاع في سوريا. كما لفت بومبيو إلى اشتراط الإدارة الأمريكية خروج القوات الإيرانية من سوريا للمساهمة في تمويل إعادة إعمارها، وأضاف: «إذا لم تضمن سوريا الانسحاب الكامل للقوات المدعومة إيرانيا، فهي لن تحصل على دولار واحد من الولايات المتحدة لإعادة إعمارها».

وصرح مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جون بولتون مؤخرا بأن وجود القوات الإيرانية وتنظيم «داعش» في سوريا، يستدعي بقاء قوات الولايات المتحدة هناك. أما الرئيس السوري بشار الأسد، فقد أكد في يونيو الماضي أن لدى سوريا ما يكفي من القوة للإعمار، معلنا أن الغرب لن يشارك في إعادة إعمار بلاده.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية إنجاز سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب السورية.وأكدت الوزارة في بيان لها استمرار أنشطتها في إدلب في إطار «اتفاق سوتشي»، الذي يقضي بأن تسيّر روسيا تركيا، الدولتان الضامنتان إلى جانب إيران لعملية أستانة الخاصة بتسوية الأزمة السورية، دوريات مستقلة في المنطقة منزوعة السلاح بالتنسيق بينهما، على غرار الدوريات التي تجريها القوات التركية والأمريكية في منطقة منبج شرق حلب.

الدفاع التركية أشارت في البيان وبحسب ما نقلته وكالة «الأناضول» الرسمية، إلى أن «تركيا بصفتها دولة ضامنة لعملية أستانة أوفت بمسؤولياتها بموجب الاتفاق، لافتة إلى أنه وفي هذا الإطار تمّ استكمال سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح، بهدف إنهاء التوتر في إدلب، وإزالة أي مخاطر لوقوع اشتباكات».

كما لفت البيان إلى أنه «تمت في إطار الاتفاق إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15-20 كيلومتراً على طول خطوط التماس في منطقة خفض التصعيد بالمحافظة». من جهتها، قالت الخارجية الروسية إن موسكو تدقق في المعلومات بشأن اكتمال عملية سحب الأسلحة الثقيلة، ومغادرة أكثر من ألف مسلح المنطقة حتى الآن. المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا قالت «لقد أشرنا بالفعل إلى أن عدداً من جماعات المعارضة المسلحة السورية في إدلب أيّد اتفاق سوتشي، مضيفة أن «أكثر من ألف مسلح قد غادروا المنطقة المنزوعة السلاح، وتمّ سحب حوالي 100 قطعة من الآليات العسكرية». وتابعت زاخاروفا أن «وسائل الإعلام التركية أعلنت عن اكتمال عملية سحب الأسلحة الثقيلة، ويقوم خبراؤنا الآن بمراجعة هذه المعلومات».

ودعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» إلى السماح بوصول الخدمات الصحية لعشرات آلاف السوريين العالقين في مخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية. وقال المدير الإقليمي للمنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خيرت كابالاري في بيان له: «مرة أخرى، تعود «اليونيسف» لتناشد جميع أطراف النزاع والمؤثرين فيهم، تسهيل وصول الخدمات الأساسية والسماح بها بما فيها الصحية إلى الأطفال والعائلات».

وأضاف أنه في الساعات الـ48 الماضية توفي طفلان آخران، رضيع عمره خمسة أيام وطفلة عمرها أربعة أشهر في الركبان قرب الحدود الشمالية الشرقية للأردن مع سوريا، حيث الوصول إلى المستشفى غير متاح. وحذر كابلاري من أن «الوضع سيزداد سوءا بالنسبة لزهاء 45 ألف شخص، بينهم الكثير من الأطفال مع اقتراب الشتاء، خاصة عندما ستنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وفي ظروف صحراوية قاسية». وارتفع عدد الأجانب من تنظيم «داعش»الموقوفين لدى أكراد سوريا الى نحو 900 عنصر يتحدرون من أكثر من أربعين دولة، وفق ما أفاد متحدث باسم وحدات حماية الشعب لوكالة فرانس برس الخميس.

واعتقلت الوحدات الكردية، أبرز مكونات قوات سوريا الديمقراطية، خلال هجمات نفذتها بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكية، آلاف المتطرفين من أجانب وسوريين. وغالباً ما يُحتجز المشتبه بهم في سجون للرجال بينما تودع النساء مع الأطفال في مخيمات خاصة.

وقال المتحدث باسم الوحدات نوري محمود إن «حوالي 900 مقاتل ارهابي داعشي موجودون في معتقلاتنا من نحو 44 دولة».

وكانت حصيلة سابقة للإدارة الذاتية الكردية الشهر الماضي أفادت عن احتجاز 520 أجنبياً من التنظيم.

وأوضح محمود أن «الحرب ضد داعش مستمرة، ولا نزال حتى الآن نلقي القبض على إرهابيي» التنظيم، لافتاً الى أن «الأعداد التي ازدادت كانت خلال الأشهر الأخيرة من المعارك بين قواتنا وداعش».

وتؤوي مخيمات مخصّصة لعائلات مسلحين أكثر من 500 امرأة مع نحو 1200 طفل، وفق مسؤولين محليين. وطردت قوات سوريا الديمقراطية خلال العامين الأخيرين التنظيم من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق البلاد، أبرزها مدينة الرقة التي كانت تعد معقله الرئيسي في سوريا.

وتخوض حالياً معارك عنيفة لطرد التنظيم من آخر جيب يتحصن فيه على الضفاف الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور شرقاً.

وتحدّث الادارة الذاتية الكردية قاعدة بياناتها دورياً. ويُشكل اعتقال مقاتلين أجانب مع أفراد من عائلاتهم عبئاً عليها، مع رفض العديد من الدول تسلم مواطنيها الذين التحقوا خلال سنوات النزاع السوري بالتنظيم الإرهابي.

وتطالب الإدارة الذاتية الدول التي يتحدر منها متطرفو التنظيم بتسلم مواطنيها ومحاكمتهم لديها.وقال محمود «غالبية الدول تتهرّب من المسؤولية، ويرفضون أخذ الإرهابيين الدواعش الى بلدانهم». وخلال الأشهر السابقة، تسلمت دول عدة بينها الولايات المتحدة وروسيا والسودان وإندونيسيا أفراد عائلات مسلحين، وفق ما يقول مسؤول هيئة الخارجية في الإدارة الذاتية عبد الكريم عمر لفرانس برس. وبين أشهر المعتقلين لدى الأكراد، ألكسندر امون كوتي والشافعي الشيخ، وهما الناجيان الوحيدان من وحدة ضمت أربعة مقاتلين مارست التعذيب بحق صحفيين وآخرين اضافة الى قطع الرؤوس. وأطلقت عليهم تسمية «البيتلز» كونهم بريطانيين.