1001779
1001779
مرايا

آلاف قاموا بها واستمتعوا ! رحلة العمر بأمريكا .. سيرا على الأقدام لمدة 6 أشهر

10 أكتوبر 2018
10 أكتوبر 2018

يمكن للسياح الانطلاق في رحلة تجول في الولايات المتحدة الأمريكية لمسافة 4280 كلم، مع اصطحاب 20 كجم من الأمتعة والتجول سيرا على الأقدام لمدة ستة أشهر في رحلة العمر.

قد يبدو الأمر غريبا بعض الشيء ولكن هناك 3500 شخص يقومون بهذه الرحلة كل عام على مسار التجول (باسيفيك كريست تريل)، والمعروف اختصارا باسم PCT، على الشاطئ الغربي للولايات المتحدة الأمريكية، والذي يمتد من الحدود المكسيكية إلى الحدود الكندية، ويمر هذا المسار عبر البرية، وللانطلاق في مثل هذه الرحلة لا يحتاج المرء إلى إجازة من العمل أو الدراسة فحسب، بل لا بد أن يكون لديه استعداد لتحمل المشقة في المقام الأول.

وبحسب تقرير وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) فإنه خلال هذه الرحلة يشاهد السائح أويجين، البالغ من العمر 52 عاما، يجلس في مسكن العطلات في (ريت وود) بالقرب من لوس أنجلوس ويضع اللاصقات الطبية على قدميه، حيث إنه بدأ مغامرة التجول على مسار PCT منذ أربعة أسابيع انطلاقا من المنطقة الحدودية كامبو الواقعة جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، ومن أجل القيام بهذه المغامرة أخذ الطبيب الألماني إجازة من عمله، فبعد قضاء 25 عاما في العمل وجد نفسه يحتاج إلى ستة أشهر بدون مظاهر الحياة الحديثة والابتعاد عن الهواتف والاتصالات، لكي تنعم روحه بالهدوء والاستقرار.

35 كلم كل يوم

وقد سمع أويجين عن هذه الرحلة منذ سنوات عديدة، وقرر أن يقوم بها في وقت من الأوقات، وأضاف قائلا: تبدو هذه الفكرة مجنونة وجميلة في الوقت نفسه، وقد استحوذت عليَّ تماما، وخلال رحلة التجول يتم السير لمسافة 35 كلم على مسار PCT كل يوم، ويتخلل ذلك بعض أيام الراحة.

وفي كثير من الأحيان لا يشاهد السياح أي مساكن أو شوارع أو متاجر أو حتى أماكن الاستحمام، وهذا يعني أنه يتعين عليهم حمل الطعام والماء لعدة أيام، وأن يتم توزيعهم جيدا على الأيام، ويندر وجود الماء في جنوب كاليفورنيا، وفي حالة عدم وجود مياه كافية، فسيكون هناك خطر على الحياة، علاوة على عدم توافر استقبال لشبكة الاتصالات الهاتفية الجوالة على مسافات طويلة من مسار التجول، وتنتشر حرائق الغابات وهجمات الدببة من آن إلى آخر عند السير باتجاه الشمال.

الموسم السياحي

ويبدأ الموسم السياحي في شهر أبريل، نظرًا لأن درجة الحرارة لا تكون مرتفعة في جنوب كاليفورنيا، وخاصة في صحراء موهافي، ثم في مرتفعات هاي سييرا، التي يصل ارتفاعها إلى 4000 متر، ولا تسود هذه المنطقة أجواء شتوية في تلك الفترة، وإذا لم يتمكن السياح من قطع المسافة اليومية بانتظام، فإنه سيتعذر عليهم الوصول إلى وجهتهم في الوقت المناسب، نظرًا لأنه من المفترض أن يتم الوصول إلى الحدود الكندية مع نهاية ‏سبتمبر، قبل أن يتساقط الكثير من الثلوج على نهاية مسار التجول.

استقر أويجين يومين للراحة في (ريت وود)، وحصل على طرود الطعام الخاصة به من مكتب البريد، وقد خطر بباله أن يستسلم وينهي هذه المغامرة الشاقة مثل معظم السياح، الذين يبدأون جولتهم على مسار PCT، حيث يقوم السياح في المساء بنصب خيامهم، ويعدون بأنفسهم حساء العشاء وينامون في أكياس النوم، وعادة ما تكون الأجواء باردة والنوم غير مريح، كما يتكثّف الماء في الخيام كثيرا، وتظهر الآلام في الجسم، ومع بزوغ فجر اليوم التالي يتعين عليهم مواصلة المسير بانتظام. وبعد عشرة أيام أخرى من التجول أخذ أويجين فترة راحة في مدينة تيهاتشاي الصحراوية، والتقى باثنين من الطلاب من جامعة مونستر، ماريكه ويان، في أحد المخابز بالمدينة وتناولوا القهوة والقرفة، ويتعين على السياح أثناء التجول على مسار PCT تناول الطعام بالقدر، الذي يسمح لهم بمعادلة ما يستهلكونه من السعرات الحرارية.

وأشارت ماريكه، التي تبلغ من العمر 22 ربيعا، إلى أنها عرفت مسار التجول PCT من خلال الفيلم (Wild) بطولة ريس ويذرسبون ولورا ديرن، وأضافت قائلة: (بعد مشاهدة الفيلم تولدت لدي رغبة في التجول على مسار PCT)، وقد أعدت لهذه الرحلة أثناء جولة في النرويج برفقة صديقها، وقد تغلبت حاليا على المشاكل الأولية، التي تظهر مع بداية التجول، مثل البثور في القدمين، وأشارت إلى أنه يجب أن يحافظ المرء على شغفه بالتجول، وأن يتغلب على التعب والإرهاق الناتج عن التجول لمدة 8 ساعات يوميا.

وبدأ الثلاثة في الجزء التالي من الرحلة على مسار التجول في منطقة (هاي سييرا) بفضل تأخر فصل الشتاء بعض الوقت، حيث تلين حقول الجليد خلال النهار، وتغوص بها الأقدام مع كل خطوة، بالإضافة إلى ظهور الكثير من الجداول والأنهار، التي يتعين على السياح عبورها، ويستمر المسير على الثلوج بأقدام رطبة، وبعد بضعة أسابيع قرر يان إنهاء التجول، نظرًا لأن الزوجين لم يحرزا تقدما أثناء التجول للوصول إلى الحدود الكندية في الوقت المناسب، بسبب فترات الراحة القهرية عند تعرض ماريكة للإصابة أو عدم وصول التجهيزات، بالإضافة إلى عدم توافر مراحيض وتناول الطعام نفسه لفترات طويلة.

واستمر أويجين في التجول حتى وصل إلى (هاي سييرا)، واستمتع بمعايشة لا مثيل لها، وأخذ فترة راحة في بحيرات الماموث بعد التجول لمدة 10 أسابيع، وخسر عدة كيلوجرامات من وزنه، وظهرت عليه آلام في المفاصل والقدمين، وفجأة أعلن أن وجهته لم تعد كندا، ولكنه يرغب في الوصول إلى علامة 1000 ميل، وبدأ يشعر بانعدام الدافعية لمواصلة التجول لثلاثة أشهر أخرى، والنوم في الخيام وتناول الحبوب والحساء باستمرار، وخاصة أن أجمل أجزاء الطريق كان في بداية المسار.