1005618
1005618
العرب والعالم

مداهمات واعتقالات بالضفة بينهم شقيقة منفذ عملية «بركان»

08 أكتوبر 2018
08 أكتوبر 2018

مخاوف إسرائيلية من تكرار العمليات الفردية ضد الاحتلال -

رام الله (عمان) نظير فالح:

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، حملة مداهمات واعتقالات واسعة تخللها مواجهات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة.

وشهدت مدينة نابلس حملة مداهمات واسعة وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع، وجرى اعتقال 5 مواطنين فلسطينيين بينهم شقيقة الشاب أشرف نعالوة منفذ عملية مستوطنة «بركان».

وداهمت قوات الاحتلال عددا من المحلات في حي المعاجين، وصادرت تسجيلات كاميرات المراقبة، كما نفذت عمليات تمشيط واسعة غربي المدينة، شملت محطة التنقية الغربية بين نابلس وطولكرم.

واعتقلت قوات الاحتلال الدكتورة فيروز نعالوة المحاضرة بكلية الصيدلة في جامعة النجاح، وهي شقيقة الشاب نعالوة، وأم لعدة أطفال، بعد مداهمة منزلها في إسكان الجامعة بالمعاجين.

كما اعتقلت الشاب محمد البحش من منزله في شارع التعاون بالمدينة ، واقتحمت عدة منازل بمخيم بلاطة شرق المدينة، وفتشتها وعاثت فيها فسادا، واعتقلت كلا من محمد مرشود، وحامد حشاش، وعمار أبو مصطفى. ووقعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال وعشرات الشبان بحي المعاجين وشارع القدس المحاذي لمخيم بلاطة.

كما اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة مواطنين لدى اقتحامها مناطق متفرقة من محافظة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.

وقالت مصادر محلية: إن قوات الاحتلال اقتحمت قرية كفر مالك شرق رام الله بأربع دوريات عسكرية حيث تصدى لها مجموعة من الشبان ورشقوها بالحجارة، حيث داهم الجنود منزلا واعتقلوا الشاب أكرم جمعة حمايل من منزل أسرته.

كما اقتحمت قوة عسكرية قرية المغير شمالا واعتقلت الشاب عوض أبو عليا بعد مداهمة منزل أسرته. وفي ذات السياق، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة سنجل شمالا واعتقلت الأسير المحرر فؤاد دار خليل.

وفي قرية بدرس غربا، اقتحمت قوة من المشاة القرية وداهمت منزل الأسير المحرر نادي محمد عوض برفقة ضباط في مخابرات الاحتلال وهددته بالاعتقال بعد أن صادر الجنود هاتفا خلويا، علما أنه أفرج عنه من سجون السلطة قبل أيام.

من جهتها نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، العبرية،امس، عن مصادر أمنية إسرائيلية أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي يخشى من أن تشكّل  عملية الأمس في مستوطنة «أريئيل»، التي أسفرت عن مقتل مستوطنين اثنين، «إلهامًا للشبان في الضفة الغربية لتكرارها».

ولفتت الصحيفة أن منفذ العملية لا نشاط سابقًا له في ارتكاب العمليات الأمنية، مثله مثل منفذَي عمليتي مستوطنتي «إيتمار» و«حلاميش»، في وقت سابق من هذا العام، وأن مواصفات ما سمته الصحيفة «المهاجم الفرد» تنطبق عليه.

أمّا مواصفات «المهاجم الفرد»، وفقًا لـ«يديعوت أحرونوت»، فهي: عدم الانتماء لأي تنظيم، لا ماضي أمنيًا أو إجراميًا للمنفذ، امتلاكه تصريحًا إسرائيليًا للعمل، بالإضافة إلى عمله بشكل منتظم.

إلا أن المختلف بين هذه العملية وبين العمليتين السابقتين هو «مهنيّة المنفذّ، ما يزيد الترجيحات بأنه تلقى توجيهات»، وفقًا للصحيفة التي سردت ما حدث داخل المصنع، إذ دخل المنفذ إلى المصنع صباحا وهو يحمل سلاحه دون أن تكشفه البوابة الحديديّة عند مدخل المنطقة الصناعية ، علمًا بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تفحص إن ساعده أحد في تهريب السلاح إلى ما بعد البوابة الحديديّة.

وادّعت الصحيفة أن المنفذ حاول أخذ سكرتيرة المصنع رهينةً، بالنظر إلى وضع الإسار في يديها مع دخوله المصنع، «ورغم القسوة التي اتسمت بها العملية ، إلا أنها ربما كانت ستنتهي بشكل أسوأ بكثير» (لو أخذ السكرتيرة رهينةً)، وفقًا لـ«يديعوت أحرونوت».

ورجّحت الصحيفة أن تنتهي المطاردة التي ينفذها جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام (الشاباك) في الضفة الغربية للعثور على المنفذ باغتياله، ما تطلّب استدعاءً لـ«قوات مدربة بشكل جيّد»، دون استبعاد أن يقوم منفذ العملية «بعد إدراكه أن سيقتل» بتسليم نفسه إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي ستسلمه، بدورها، إلى الاحتلال.

وكانت صحيفة «هآرتس» العبرية، قد ذكرت أن «الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها جهاز الأمن العام (الشاباك)، تخشى أن يؤدي القمع المفرط لأهالي الضفة، إلى إيجاد تربة خصبة لحركة حماس، التي تسعى إلى جر الضفة إلى مواجهات مستمرة مع الاحتلال». واعتبرت الصحيفة أن ذلك قد يخدم حماس ويضعها في مركز أكثر قوة في إطار مباحثات التهدئة طويلة الأمد مع إسرائيل، المتوقفة بإيعاز من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما يعزز قدرتها على الحشد أيام الجمعة في سياق مسيرات «العودة» السلمية المطالبة بكسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال على القطاع، والتي سرعان ما تتحول إلى مواجهات إثر قمع الاحتلال المفرط.

وأضافت الصحيفة أن أجهزة الاحتلال الأمنية ستركز بالرد على عملية إطلاق النار بملاحقة أهل المنفذ والدائرة المقربة منه، بمعزل عن 8000 عامل فلسطيني يعملون في المنطقة الصناعية في المجمع الاستيطاني «بركان»، أو 100 ألف عامل فلسطيني حصلوا على تصاريح عمل في مناطق الـ48 .

وتابعت الصحيفة أن «الشاباك» يرى أن الإجراءات التي تُتخذ ضد العمال الفلسطينيين بشكل عام، قد تقوض الجهود في منع العمليات الفردية في مناطق الضفة، التي يتم التوصل إليها بفضل التنسيق مع أجهزة السلطة الأمنية، على اعتبار أن العقاب الجماعي غير فعال في ردع منفذي العمليات الفردية، وقد يؤدي إلى تعزيز قوة حماس ويخلق شعورًا لدى أهالي الضفة يدفعهم نحو خيار المقاومة المسلحة.