1002251
1002251
العرب والعالم

رئيس كوريا الجنوبية يؤكد التزامه بالسلام وإعادة التوحيد مع الشمال

05 أكتوبر 2018
05 أكتوبر 2018

بومبيو يعود إلى بيونج يانج للتوصل إلى اتفاق ملموس حول نزع «النووي»

سول-واشنطن-(د ب أ)-(أ ف ب): أكد رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن امس مجددا التزامه بتحقيق السلام وإعادة توحيد شطري الجزيرة الكورية.

وقال الرئيس في تصريحات خلال مراسم “يوم الكوريين” أوردتها وكالة أنباء “يونهاب” الكورية الجنوبية، إنه يحلم “ببلد يمكن ان يزوره أفراد الجالية الكورية في ما وراء البحار بسيارة وبقطار”.

وقال مون أمام حوالي مائة من الكوريين قدموا من أنحاء العالم: “حلم تصبح فيه الكوريتان دولة واحدة للسلام المستدام، وحلم تزورون انتم وأبناؤكم الوطن بسيارة أو قطار، وحلم يتحقق فيه الازدهار كله، ليس في شبه الجزيرة الكورية فقط، بل في شمال شرق آسيا والعالم جميعا، وهذه هي أحلام أريد ان أحققها معكم “.

وأوضح أن الكوريتين “تخطوان نحو السلام مخلفتين وراءهما الانقسام الوطني والمواجهة”.

وأضاف مون أيضا أن البلدين اتفقتا على الاحتفال معا العام المقبل بالذكرى السنوية الـ100 للانتفاضة المؤيدة للاستقلال ضد “الحكم الاستعماري الياباني وإنشاء حكومة مؤقتة لكوريا”.

وتسعى الولايات المتحدة يائسة لتحقيق نتائج ملموسة على صعيد نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، وهو الهدف الأول لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي يعود غدا إلى بيونج يانج على أمل وضع الخطوط العريضة لاتفاق تاريخي بالرغم من تشدد نظام هذا البلد المنغلق.

وأثناء زيارته الرابعة لكوريا الشمالية، كُلف بومبيو الذي سيلتقي كيم جونغ أون بالتحضير لقمة جديدة بين الرئيس الأمريكي والزعيم الكوري الشمالي بعد قمتهما الأولى التي عُقدت في يونيو الماضي في سنغافورة.

وصرّح بومبيو الأسبوع الماضي قبل توجهه إلى آسيا، حيث سيزور طوكيو اليوم وسول غدا وبكين بعد غد، “أنا واثق من أننا سنعود مع تفاهم أفضل وتقدم أهمّ وخطة للمضي قدماً ليس فقط نحو القمة بين قائدَينا انما أيضا نحو مواصلة جهودنا التي تهدف إلى بناء الطريق في اتجاه نزع الأسلحة النووية”.

ويُفرط بومبيو في استخدام صيغ دبلوماسية حذرة كتلك التي يستخدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال إنه “وقع في حبّ” رجل بيونغ يانغ القوي بعيد إعلانه بشكل عاجل انتهاء تهديد كوريا الشمالية الذري.

لكن بالنسبة إلى بومبيو، التحدي كبير: باءت زيارته السابقة في مطلع يوليو الماضي إلى بيونج يانج بالفشل وفي نهاية أغسطس الماضي ألغيت زيارة أخرى له إزاء المأزق الذي كانت تمرّ به المفاوضات.

ومذاك، وعد كيم جونغ أون بتفكيك موقع بالستي بحضور مفتشين أجانب وخصوصاُ إغلاق مجمع يونغبيون النووي بشرط أن تتخذ واشنطن “تدابير مقابلة”.

وقد أتاحت هذه الخطوات الأولى الملموسة إضافة إلى رسائل اعتبرها الملياردير الجمهوري “رائعة” و”استثنائية”، باستئناف الحوار.

هل يكفي ذلك لتحويل التزامات الزعيم الكوري الشمالي المبهمة إلى اتفاق مفصّل حول “نزع الأسلحة النووية النهائي والذي يمكن التحقق منه”، وهو الأمر الذي تريده واشنطن؟ يرفض بومبيو، كبير مفاوضي الولايات المتحدة، أن يعلّق على الخيارات المختلفة المطروحة على الطاولة ويؤكد أن المحادثات تتقدم في الكواليس.

لكن الخطوط العريضة لاتفاق تبادل مربح للطرفين بدأت تظهر.

وقدمت كوريا الجنوبية اقتراحها، هي التي باتت في الصفوف الأمامية منذ بداية التقارب التاريخي بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الذي سمح بطي صفحة عام 2017 التي تخللها تبادل الاساءات اللفظية والتهديدات الذرية.

وتعتبر وزيرة خارجية كوريا الجنوبية كانغ كيونغ-وا أن الأمريكيين يجب أن يلبوا مطلباً أساسياً بالنسبة للكوريين الشماليين مقابل تفكيك بيونج يانج مجمع يونغبيون: إعلان رسمي لانتهاء الحرب بين الكوريتين التي انتهت عام 1953 بمجرد هدنة.

وقال المسؤول الأمريكي الكبير سابقاً والخبير في معهد كارنيغي للسلام حالياً دوغلاس بال “أعتقد أن هذا ما سيحصل في هذه المرحلة، إنه بالتأكيد اتفاق يمكن أن يعلنه ترامب” أثناء القمة المقبلة.

ويعتبر بال أن الرئيس الأمريكي يبدو في الوقت الراهن مكتفياً بتدابير “تعطي انطباعاً أن التهديد انخفض”، “الأمر الذي يكفي على المدى القصير أو، في ذهن البيت الأبيض، حتى الانتخابات التشريعية في نصف الولاية” التي ستُجرى في نوفمبر المقبل.

وتقول وزيرة خارجية كوريا الجنوبية إنه من المستحيل إضاعة الوقت في محاولة الحصول على قائمة شاملة بكل منشآت ومعدات بيونج يانج النووية وبعدها التحقق منها، في حين يعتبر العديد من المراقبين أن ذلك يشكل مرحلة أولى لا مفرّ منها.