1002292
1002292
العرب والعالم

روسيا تواجه اتهامات دولية بشن هجمات معلوماتية وموسكو تتهم الغرب بـ«هوس التجسس»

04 أكتوبر 2018
04 أكتوبر 2018

واشنطن تهدد بالانسحاب من معاهدة «النووي» -

عواصم - (وكالات): تواجه وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية القوية اتهامات دولية بشن هجمات إلكترونية واسعة النطاق من بينها محاولة فاشلة لقرصنة نظام الحاسوب في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

كما اتهمت لندن ضابطين في الوكالة بتسميم الجاسوس السابق سيرجي سكريبال وابنته في مدينة سالزبري بإنجلترا في مارس باستخدام زجاجة عطر تحتوي على غاز أعصاب سام.

فقد اعلن القضاء الأمريكي انه وجه اتهاما الى سبعة عناصر في الاستخبارات العسكرية الروسية في الهجمات الإلكترونية التي نسبت الى الكرملين ونددت بها هولندا وبريطانيا وكندا وأستراليا.

وقال جون ديمرز مساعد وزير العدل للأمن القومي ان هذه الاتهامات تشمل خصوصا 4 عملاء روس طردتهم هولندا أمس بعدما اتهمتهم بمحاولة قرصنة مقر منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في لاهاي.

ويلاحق العناصر السبعة في الولايات المتحدة بتهمة قرصنة هيئات رياضية دولية بينها وكالة مكافحة المنشطات العالمية ومجموعة وستنغهاوس الأمريكية التي تزود المفاعلات الأوكرانية وقودا نوويا.

ولمحت الولايات المتحدة الخميس الى انها قد تنسحب من معاهدة حول الأسلحة النووية أبرمت قبل ثلاثين عاماً خلال الحرب الباردة، إذا استمرت روسيا في «انتهاك» هذا الاتفاق.

وصرّح السفير الأمريكي إلى مؤتمر الأمم المتحدة لنزع الأسلحة روبرت وود للصحفيين في جنيف أن «هذا الوضع لا يُحتمل وعلينا اتخاذ تدابير لمواجهة هذا الانتهاك المستمرّ لهذه المعاهدة المهمة».

وأكد أن هذا الموضوع سيكون إحدى الأولويات خلال محادثات حول نزع الأسلحة في الأمم المتحدة بنيويورك الأسبوع المقبل.

وأضاف «لا أعرف إلى متى يمكن أن نستمرّ في احترام التزاماتنا التي تنص عليها هذه المعاهدة في حين تنتهكها روسيا بشكل صارخ وعلني».

وأعلنت كندا أمس أنه تم استهدافها بهجمات معلوماتية روسية مشيرة إلى المركز الكندي لأخلاقيات الرياضة ووكالة مكافحة المنشطات العالمية التي مقرها في مونتريال، وذلك بعدما حملت دول غربية موسكو مسؤولية بعض أكبر مخططات القرصنة في السنوات الماضية.

وقالت وزارة الخارجية في بيان ان حكومة كندا ترجح أن ذراع الاستخبارات العسكرية الروسية «مسؤولة عن هذه الهجمات المعلوماتية».

وأضافت «اليوم كندا تضم صوتها الى أصوات حلفائها للتنديد بسلسلة عمليات معلوماتية مسيئة نفذها الجيش الروسي» بعدما كانت هولندا وأستراليا وبريطانيا وحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي اتهمت ايضا موسكو بالوقوف وراء هذه الهجمات.

كما أعلنت أجهزة الأمن الهولندية الخميس أنها أحبطت هجوما الكترونيا روسيا كان يستهدف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فيما اتهمت قوى غربية موسكو بالتورط في عدد من أكبر مخططات القرصنة الإلكترونية في السنوات الأخيرة.

وطردت هولندا أربعة قالت إنهم عملاء روس من هولندا في ابريل بعد أن كشفت عن محاولة تجسس يقوم بها جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية مستهدفا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي.

وجاء الاتهام الهولندي بعد ساعات من تحميل كل من بريطانيا وأستراليا جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي المسؤولية عن عدد من أكبر مخططات القرصنة في السنوات الأخيرة بما فيها قرصنة اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي الأميركي والهيئة العالمية لمكافحة استخدام المنشطات في الرياضة.

وفي قضية التجسس في هولندا قالت الحكومة ان الروس أعدوا سيارة محملة بتجهيزات إلكترونية في موقف سيارات فندق ماريوت بالقرب من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي في محاولة لقرصنة نظامها المعلوماتي.

ووقت الهجوم كانت المنظمة تحقق في استخدام غاز اعصاب لتسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في سالزيري في بريطانيا. وقال مسؤولون هولنديون إنه لم يتضح ما إذا كانت عملية القرصنة مرتبطة بذلك.

وفي مؤشر على توسع نشاط الشبكة فإن جهاز كمبيوتر محمول يعود لأحد الروس الاربعة كان مرتبطا بالبرازيل وسويسرا وماليزيا مع أنشطة في ماليزيا لها علاقة بالتحقيق في إسقاط الطائرة التي كانت تقوم بالرحلة ام اتش17 فوق اوكرانيا عام 2014 . وفي بيان مشترك اتهم رئيس وزراء هولندا مارك روته ونظيرته البريطانية تيريزا ماي روسيا بالاستخفاف بالقيم العالمية.

وقال البيان «هذه المحاولة لدخول نظام آمن في مؤسسة دولية تعمل على تخليص العالم من الأسلحة الكيميائية يبين أن الاستخبارات العسكرية الروسية تستخف بالقيم العالمية والأنظمة التي تصون سلامتنا جميعا».

وقالت الحكومة الهولندية إنها استدعت السفير الروسي بسبب هذه القضية.

وطالب رئيس حلف شمال الاطلسي ينز ستولتنبرغ روسيا بوقف تصرفاتها «المتهورة».

وفي إشارة الى التصريحات البريطانية والأسترالية قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن المزاعم تم خلطها معا «بشكل عشوائي».

وصرحت للصحفيين «يا له من خليط عَطر» في إشارة ساخرة إلى مزاعم بأن غاز نوفيتشوك الذي أدى إلى تسمم سكريبال وابنته كان موضوعاً في زجاجة عطر.

وفي مؤتمر صحفي قال رئيس جهاز الاستخبارات الهولندي الجنرال اونو ايكلشيم إن الروس الأربعة توجهوا إلى مطار شيبول في امستردام في العاشر من أبريل مستخدمين جوازات سفر دبلوماسية روسية والتقاهم مسؤول في السفارة الروسية.

وعرض جوازات سفر تظهر أن الروس الأربعة هم اليكس مورينتس، ويفغيني سريبرياكوف واوليغ ستوكنيكوف واليكس مينين.

وقال إن الروس في البداية ركبوا سيارة أجرة من قاعدة جهاز الاستخبارات العسكرية في موسكو إلى المطار، وأن الاستخبارات الهولندية عثرت على فاتورة لأجرة السيارة في الفندق الذي كانوا يقيمون فيه. كما أن هواتفهم النقالة تم تفعيلها في موسكو بالقرب من مقر جهاز الاستخبارات.

واتّهمت بريطانيا وأستراليا أمس أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية بشنّ بعض أكبر الهجمات الإلكترونية خلال السنوات الأخيرة، من بينها هجوم على اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي الأمريكي خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.

وقد أكدتا أن أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية يمكنها فقط ان تشنّ هجمات بهذا الحجم بأوامر من الكرملين.

ونفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا وبغضب اتهامات مماثلة. وأبلغ بوتين نظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال قمة جمعتهما في يوليو الماضي في هلسنكي أن التقارير عن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية مجرد «هراء».

وعادت موسكو لتتهم الغرب أمس «بهوس التجسس». وقال مندوب وزارة الخارجية الروسية لوكالة فرانس برس إن «هوس التجسس لدى الغربيين يزداد قوةً».

لكن المركز الوطني البريطاني للأمن المعلوماتي والحكومة الأسترالية وجهتا أصابع الاتهام إلى مجموعات قرصنة معروفة وغالباً ما تُقَدَّم على أنها مقرّبة من السلطات الروسيّة مثل «فانسي بير» و«آي بي تي 28».

وقد يؤدي هذا الإعلان إلى مزيد من توتر العلاقات بين روسيا وبريطانيا التي بدأت في التدهور عام 2006 مع اغتيال الجاسوس الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو في لندن عبر تسميمه بالبولونيوم.

وقال وزير الدفاع البريطاني غافين ويليامسون خلال زيارة إلى بروكسل «هذه ليست أفعال قوى عظمى، هذه أفعال دولة منبوذة».

وتابع «سنواصل العمل مع الحلفاء لعزل (روسيا)، وجعلها تفهم أنهم لا يمكنهم مواصلة التصرف بنفس الأسلوب».

وانضمت استراليا امس إلى بريطانيا في اتهاماتها لأجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية، مع اعتبار رئيس الوزراء الأسترالي ووزير الخارجية التدخل الروسي أمرا «غير مقبول».

وقال رئيس الوزراء سكوت ماريسون ووزيرة الخارجية ماريس باين في بيان إن «الفضاء المعلوماتي ليس كالبراري الغربية».

وندد الاتحاد الأوروبي أمس «بعمل عدائي». وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية جان كلود يونكر ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان مشترك ان «هذا العمل العدائي يدل على ازدراء بالهدف السامي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وأضافوا «نأسف لمثل هذه الأعمال التي تمس بالقانون الدولي والمؤسسات الدولية».

من جانبه ندد الاتحاد الأوروبي أمس «بعمل عدائي» ارتكبته الاستخبارات العسكرية الروسية بعدما أعلنت لندن وكانبيرا ولاهاي عن سلسلة هجمات معلوماتية، وذلك في بيان مشترك من أعلى المسؤولين.

وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية جان كلود يونكر ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان مشترك ان «هذا العمل العدائي يدل على ازدراء بالهدف السامي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية».

وأضافوا «نأسف لمثل هذه الأعمال التي تمس بالقانون الدولي والمؤسسات الدولية».

واتهمت موسكو الغربيين امس بأنهم يعانون من «هوس التجسس» بعد أن أحبطت أجهزة الاستخبارات الهولندية هجوما إلكترونيا روسيا كان يستهدف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في ابريل الماضي.

وقال مندوب وزارة الخارجية الروسية لوكالة فرانس برس «هوس التجسس لدى الغربيين يزداد قوةً».