1000674
1000674
المنوعات

«الشعراء النقاد» يناقشون العلاقة بين الإبداع والنقد

04 أكتوبر 2018
04 أكتوبر 2018

كتبت: بشاير السليمية -

نظم النادي الثقافي وبالتعان مع قسم اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس حلقة نقاشية بعنوان «النقد والإبداع»، أدارها الدكتور أحمد يوسف، وتحدث فيها كل من: الدكتور خالد البلوشي، والشاعر محمود حمد، والدكتور إسحاق الخنجري، والدكتور مبارك الجابري، والذين أجمعت أوراقهم وشهاداتهم واعترافاتهم وأسئلتهم على التباس العلاقة بين الناقد والمبدع.

وافتتح الدكتور أحمد يوسف الجلسة من رؤية مشروع الناقد العماني، كون الكثير من الباحثين والنقاد وبمجرد خروجهم من الجامعة ينغمسون في الأعمال، وحسب الدكتور فإن المجتمع لا يتيح لهذا الناقد تطوير أدواته، والذي اعتبره الدكتور يوسف صناعة تبدأ بالناقد ذاته، مؤكدا على أن البيئة التي يتخمر فيها عقله هي الجامعة.

وراح الدكتور يوسف بالحديث إلى العلاقة بين الناقد بين والمبدع، والتي وصفها بالمتوترة بين المبدعين والنقاد، وأنها تنازع حول السلطة «سلطة الإبداع والمعرفة»، كما ذكر الدكتور ما رآه بعض المبدعين في الناقد من قاض يمارس الوصاية على الإبداع، وبوصفه مبدع فاشل يتتبع خطايا المبدعين، وأنه الذي حاول أن يبدع ولم يصل.

وتحدث الدكتور خالد البلوشي عن وجه الربط بين النقد والإبداع، وعن تجربته الشعرية والنقدية مبينا وجوه التداخل بينهما، وسرد قصة كانت قد حدثت له وهو في السوق بعد أن لمس جانبين نقيضين من امرأتين صادفهما، واللتان أثارتا عنده التساؤل وكونتا لديه إشكالا فكريا جماليا.

وتكلم الشاعر محمود حمد عن تعالق الناقد والفنان، وعن القلق الفني الذي اعتبره أكبر مشكل للعلاقة، وحسب قوله فإن هذه العلاقة وإن كانت متوترة تبقى ضرورية، وقد تكون مجاملة فنية، فتساءل: «فكيف إذا استطعت أحدهما في داخلك؟!»

وواصل حمد حديثه باعتبار النقد كما يقول الباحثين «اشتغال لتكملة الخطاب»، وقال: « وأنا أشتغل على النصوص، أشعر أن النص يغفر الانعطافات الفنية التي يضع الشاعر فيها نفسه، نتيجة للتوافق الذي أشعر به، فالكتابة في هذين المنظورين يكون بها تجاوز للخطيئة». وخلص حمد إلى أن «الناقد لن يتوقف، والشاعر لن يتوقف، ما دامت الحياة مستمرة، وهذه العلاقة يجب ألا تتصالح».

وفي ورقة الدكتور إسحاق الخنجري التي حاولت محادثة روح الناقد، وروح الناقد، حيث اعتبر العلاقة بين الإثنين مخاطرة ومشاكسة وأنها «علاقة ضبابية»، ولا يمكن وصفها بمنظر أحادي مباشر نتيجة الحدام والجدل، وبين التجلي والانكشاف وتصوير الذات وظهور ذات الآخر للخارج، يرى الخنجري أن الإبداع حالة عاطفية، واكتشاف متعدد للوجود، في حين كان النقد حالة فكرية عملية قائمة على التنظيم والبرهنة، وخلص الخنجري إلى أن كلاهما ممسوس بالآخر، وتساءل: «كيف يتجلى الناقد مبدعا؟! وكيف يتجلى المبدع ناقدا؟!» مشفقا على الناقد الذي يحمل شعرا في داخله.

في حين فكك الدكتور مبارك الجابري الأوهام في ورقة حملت عنوان «النقد والإبداع..وقفة سريعة»، وكانت الوقفات الثلاث حول: «وهم التسمية» والتي قال في مستهلها: «على الرغم من كثرة ورود اللفظين مجموعين في لغتنا الثقافية الإبداع والنقد فإن واقع هذا الجمع في الممارسات يبدو أقل ورودا، إن لم يكن نادرا، بل إنه يمكن الحديث عن علاقة إقصائية تربط بين الكيانين، إذ يمارس كل منهما محاولة للنأي عن الآخر، وإن كان النقد كثيرا ما يمارس نأيه هذا بوصفه حفاظا على سمة العلم في اللغة والممارسة، فإن الأدب يضيف إلى محاولته الحفاظ على سمته الأدبية محاولة للاكتفاء الذاتي والاستغناء عن النقد وممارساته، بوصف النقد محاولة فاشلة للإبداع، أو تلويثا لمياه مدينة عجز النقاد عن الاستيلاء عليها، كما يقول مونتسكيو». وعرج بعد ذلك للحديث عن و«وهم الطلاق»، و«وهم التجربة».

وأنهى الدكتور أحمد يوسف النقاش بتفاؤله بمستقبل النقد في عمان، مؤكدا على «شرط توافر البيئة الخاصة، لتكوّن نقاد لهم صوت لا يختلف عن أصوات النقد العربية». خاتما ذلك بقوله: «الكلام هو المنتصر، فالإبداع كلام، والنقد كلام.»