المنوعات

مركز الأهرام ومؤسّسة الفكر العربي يناقشان كتاب أفق السنوي

04 أكتوبر 2018
04 أكتوبر 2018

حمل عنوان «نحو نموذج ثقافي عربي جديد في عالم متحوّل»

عقد مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالتعاون مع مؤسّسة الفكر العربي، ندوة بعنوان «نحو نموذج ثقافي عربي جديد في عالم متحوّل»، تمّ خلالها مناقشة كتاب «أفق» السنوي الذي أصدرته المؤسّسة تحت العنوان نفسه.

بدأت الندوة بعرض فيلم قصير عن كتاب «أفق» السنوي، ثم ألقى مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور وحيد عبد المجيد كلمة، أكّد فيها على أهمّية هذا النقاش في ظلّ الاضطراب الثقافي العالمي، وما تثيره هذه الندوة من أفكار حول بلورة نموذج ثقافي عربي، تهدف إلى صياغة أوّلية لهذا النموذج الذي يُمكن أن يُبنى عليه في نقاشات لاحقة، داعياً إلى عقد المزيد من هذه الندوات، وخصوصاً أنّ هناك اتّجاهاً قويّاً لعقد قمّة ثقافية عربية كانت مؤسّسة الفكر العربي قد بادرت بالدعوة إليها سابقاً، بالتعاون مع الإدارة الثقافية في جامعة الدول العربية ومنظّمة الأليكسو.

ورأى عبد المجيد أنّ كتاب «أفق» السنوي يطرح قضيّة التحوّلات الثقافية التي تحدث في العالم وموقع الفكر العربي فيها، كما يقدّم عدداً من الإسهامات الهامّة والمفيدة التي يمكن الانطلاق منها لتحديد ملامح أساسيّة لنموذج ثقافي عربي تنويري، يُمثّل إطاراً عامّاً واسعاً، يُعبّر عن التعدّد الفكري والتنوّع الثقافي، ويبلور المشتركات الفكرية والثقافية. ولفت إلى ضرورة تحديد مفهوم «البراديغم» الثقافي في ضوء المستجدّات المعرفية والنقدية، وخصوصاً أنّ «البراديغم» استُخدم كتيّارٍ ثقافيٍّ عامّ. وطرح مجموعة من الأسئلة، مثل: هل توجد إمكانية لتطوّر «البراديغم» وخروجه إلى النور؟ هل يسمح الوضع العربي الآن بمناقشة مثل هذه القضية؟ ما هي المتطلّبات اللازمة لبدء حوار عربي حوله؟ ما هي المرجعيّات الثقافيّة والفكرية التي يمكن أن يرتكز عليها، وما هي القيم الأساسية التي يتبنّاها؟ وألقى المدير العام لمؤسّسة الفكر العربي الدكتور هنري العويط كلمة، حدّد فيها موقع الكتاب، موضوع الندوة، في منظومة منشورات مؤسّسة الفكر العربي، ودواعي اختيار عنوانه. وأكّد على اهتمام المؤسّسة بالثقافة من خلال برنامجها «حضارة واحدة»، الذي يُعنى بتعريب باقة مُنتقاة من الكتب التراثية والمعاصرة، المنشورة بلغاتٍ أجنبيّة عدّة، ومن أكثرها شهرة سلسلة تقارير «أوضاع العالم» الصادرة عن دار «لاديكوفرت» الفرنسية. كما نوّه بالتقرير العربي السنوي للتنمية الثقافية الذي دأبت المؤسّسة على إصداره منذ سنة 2008، والذي يحظى باهتمام رفيع من قِبل مختلف الأوساط المعنيّة.

وأوضح العويط أنّه نظراً إلى الإقبال المتنامي على قراءة دورية «أفق»، أطلقت المؤسّسة هذه النشرة في صيغتين، الأولى ورقيّة شهريّة، والثانية إلكترونية أسبوعية، وارتأت منذ سنة 2014 أن تُصدر عدداً خاصّاً من «أفق»، تحوّل لاحقاً إلى كتابٍ سنويّ. وأكّد أنّ ما يميّز العدد السنوي، عدد المقالات وحجمه الأكبر، ويمتاز باعتماده قالب المباحث المُسهبة والمُعمّقة، وذلك بدل المقالات القصيرة، كما يمتاز بوحدة موضوعه الذي يتمّ اختياره بناء على أهمّيته الذاتية النابعة من اندراجه في سياق القضايا الكبرى التي يُعنى بها العالم حالياً بصورة عامّة، وعالمنا العربيّ بصورة خاصّة.

تضمّنت الندوة ثلاث جلسات متتالية، ترأّس الجلسة الأولى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور علي الدين هلال، وناقش فيها كلّ من الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق، والدكتور محمد صفّار أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، مُحدّدات النموذج الثقافي العربي وأهدافه في ضوء واقعنا، والتحوّلات التي تحدث في عالمنا.

ترأس الجلسة الثانية الدكتور هنري العويط، وشارك في النقاش كلّ من الأستاذ نبيل عبد الفتاح الخبير في مركز الأهرام، والدكتور سمير مرقص عضو مجلس أمناء مؤسّسة المصري للمواطنة والحوار، وبحثوا في المبادئ والأفكار التي يمكن أن تشكّل محتوى هذا النموذج ومصادره الفكرية والمعرفية، وذلك انطلاقاً من قراءة الأفكار المختلفة المتعلّقة بهذا الموضوع في كتاب «أفق»، ومن دون الاقتصار عليها.

وخلصت الجلسة الثالثة التي ترأّسها الدكتور وحيد عبد المجيد إلى توصيات واستخلاصاتٍ عدّة، يمكن أن تُسهم في بناء نواة نموذج ثقافي عربي، يُعدّ مقدّمة أساسية للقمّة الثقافية العربية المُزمع عقدها في المستقبل القريب.

حضر الندوة عددٌ كبيرٌ من الخبراء المعنيين بالثقافة العربية، من بينهم الدكتور سعيد المصري الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، الدكتور أنور مغيث رئيس المركز القومي للترجمة، الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، الدكتور محمد عفيفي الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة، الدكتور محمد بدوي أستاذ النقد الأدبي، الدكتورة نيفين مسعد أستاذة العلوم السياسية، الكاتب والإعلامي الأستاذ أيمن الصيّاد، الكاتب الصحفي الأستاذ صلاح سالم، الروائي المعروف إبراهيم عبد المجيد، وعدد من الخبراء والباحثين في مركز الأهرام ومن بينهم الدكتور جمال عبد الجواد، والدكتور أيمن عبد الوهاب. كما حضر من مؤسّسة الفكر العربي كلّ من الدكتورة رفيف صيداوي والأستاذ أحمد فرحات.