998654
998654
المنوعات

محاضرة عن الفلسفة والموسيقى بمركز عُمان للموسيقى التقليدية

01 أكتوبر 2018
01 أكتوبر 2018

«العمانية»: ينظم مركز عُمان للموسيقى التقليدية التابع لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بديوان البلاط السلطاني محاضرة غدا بمقر المركز بمدينة الإعلام بالقرم بعنوان «الفلسفة والموسيقى .. أية علاقة !!» يقدمها الدكتور والموسيقي والمحاضر الدكتور نبيل بن عبد الجليل من المملكة المغربية .. كما تقدم فرقة المركز الموسيقية في ختام المحاضرة فقرات موسيقية متنوعة.

تتطرق المحاضرة لكيفية تعامل الفلسفة مع مسألة تطور اللغة الموسيقية وتقنياتها، لا من حيث محاولة التحكم في مجريات هذا التطور فحسب، بل كذلك من خلال التأثر - عن وعي أو بدون وعي- بالمنهجية الفلسفية في عملية الإبداع الموسيقي، خصوصا فيما يخص التوجهات الموسيقية والفنية الطلائعية حاليا.

وقال الدكتور نبيل: إن علاقة الفلسفة بالموسيقى تطرح إشكاليات متعددة بمجرد التخمين في طبيعة هذه العلاقة، فهل نحن هنا بصدد علاقة عرضية ناتجة عن ظروف معينة لا تتهيأ إلا بتوفر فائض مهم من الكماليات الحضارية أو عن رغبة ملحة من طرف الموسيقيين أو الفلاسفة في الاتجاه نحو الآخر يحركها نوع من الفضول العجائبي، أم لربما نحن أمام علاقة عضوية وعفوية تجد أساسها في ماهية كل من هذين المجالين؛ حيث لا يكتمل معنى أي من هما من دون الأخر؟ وأوضح أن بين هاتين الدرجتين القصوتين والمتباعدتين تكمن حالات وفروق دقيقة متعددة بحسب المجال الحضاري والتاريخي المدروس، بحيث تبقى النسبية الثقافية سيدة الموقف هنا مشيرًا إلى أن المحاضرة ستتطرق أساسا إلى الحضارة اليونانية ومن ثم الأوروبية الأوسطية وصولا إلى العصر الحديث، مع فتح باب المقارنة مع الحضارة العربية الإسلامية، وتجد هذه المقارنة شرعيتها ليس فقط من باب الجوار الجغرافي والعقائدي، بل كذلك مراعاة للحقيقة التاريخية التي مفادها اعتماد الوعي الإسلامي مبكرا على الموروث الإغريقي في بلورة ممارسة فلسفية محلية.

وأضاف: إن هذه المحاضرة لن تقف طويلا عند تقاطع النظرية الموسيقية مع العلوم الفلسفية القديمة، إذ لا يمثل هذا التقاطع إلا مرحلة قصيرة جدا من تاريخ الوعي الفلسفي وكذا الوعي الموسيقي وستركز في المقابل على نظرة الفلسفة الجمالية والأخلاقية للموسيقى من خلال طرح تاريخي «أو بالأحرى تاريخاني»، وأوضح: نتقي بفضله لغة الجزم والحقائق المطلقة، وسنرصد كذلك لبعض الحالات التي نلاحظ فيها كيف أن الحس الموسيقي والجمالي لفيلسوف معين يلعب دورا في صياغة نظرياته، وإن كان سؤال «كيف للموسيقى أن تكون ذات حساسية معينة من المنظور الفلسفي»، فقد أصبحت هذه الحساسية قصوى من المنظور الديني أو الفلسفي اللاهوتي، وسنعرض عند هذا المستوى للفروقات التي تميز طرق تعامل مختلفة مع الموسيقى في كل من العالمين المسيحي والإسلامي.