996748
996748
العرب والعالم

مئات القتلى ضحايا زلزال وتسونامي إندونيسيا

29 سبتمبر 2018
29 سبتمبر 2018

المستشفيات غصّت بالجرحى وفرق الإنقاذ تواصل جهودها للوصول إلى المنطقة المنكوبة -

بالو (اندونيسيا)-(أ ف ب)-(رويترز): لقي قرابة 400 شخص حتفهم في زلزال أعقبه تسونامي ضرب جزيرة سولاويسي الإندونيسية، بحسب ما أعلن مسؤولون امس، فيما غصت المستشفيات بمئات الجرحى وسط مواصلة فرق الانقاذ جهودها للوصول إلى المنطقة المنكوبة.

ونشرت الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث حصيلة رسمية أكدت سقوط 384 قتيلا حتى الآن جميعهم في مدينة بالو التي اجتاحتها أمواج المد العالي محذرة من أن الحصيلة قد ترتفع.

وأضافت أن نحو 540 شخصا أصيبوا بجروح بالغة ما تسبب بحالة ازدحام في المستشفيات التي عالجت بعض الجرحى خارج المباني فيما شارك ناجون في جهود البحث عن ضحايا.

وشوهد رجل يحمل جثة طفل مغطاة بالوحل، وجثث بين الركام المتناثر قرب شاطئ المدينة البالغ عدد سكانها 350 ألفا، بعد أن اجتاحتها أمواج بلغ ارتفاعها متراً ونصف المتر.وجاء التسونامي عقب زلزال عنيف دمر مباني وأجبر الأهالي على التوجه إلى أماكن مرتفعة فيما تسببت الأمواج العاتية بانقطاع الكهرباء عن العديد من أحياء بالو.وأظهر تسجيل فيديو تم تصويره من الدور الأعلى لموقف سيارات في بالو التي تبعد نحو 80 كم عن مركز الزلزال، أمواجاً متلاحقة وهي تجتاح وتدمر مباني وتغمر مسجدا كبيرا. وقال أحد الأهالي ويدعى روسيدانتو «بدأت أركض عندما شاهدت الأمواج تضرب المنازل على الساحل». والزلزال الضحل الذي بلغت شدته 7.5 درجة كان أقوى من سلسلة الهزات التي أودت بالمئات في جزيرة لومبوك في يوليو واغسطس 2018. وأوضح الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو أنه تم استدعاء الجيش إلى المنطقة المنكوبة للانضمام إلى فرق الإغاثة والإنقاذ.وقال جان غيلفاند المسؤول في الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر من جاكرتا «إنها كارثة مزدوجة ومروعة». وأضاف أن «الصليب الأحمر الإندونيسي يسارع لمساعدة الناجين لكننا لا نعرف ما الذي سيجدونه هناك».

وشعر السكان على بعد مئات الكيلومترات بالهزات الارتدادية القوية ولم ترد تقارير حول ضحايا في دونغالا المنطقة الواقعة إلى الشمال من بالو حيث قتل شخص على الاقل أمس الأول.

وقال غيلفاند «لم تردنا أي أخبار من دونغالا وهذا مقلق جدا. أكثر من 300 ألف شخص يقيمون هناك. إنها أساسا مأساة لكن يمكن أن يسوء الوضع».

وضرب الزلزال قبالة وسط سولاويسي على عمق 10 كيلومترات فقط قبيل الساعة 11 ت غ (مطلع المساء في إندونيسيا) بحسب مركز المسح الجيولوجي الأمريكي. وغالباً ما تخلف الزلازل الضحلة دماراً أكبر.

وأغلق المطار الرئيسي في بالو، عاصمة إقليم سولاويسي الجنوبي. ومن المتوقع أن يستمر إغلاقه 24 ساعة على الأقل، ما يعقد جهود الإغاثة.

وشعر بالزلزال أمس الأول الاهالي في أقصى جنوب الجزيرة، في ماكاسار كبرى مدنها وفي كاليمنتان المجاورة الواقعة في الجزء الإندونيسي من جزيرة بورنيو.

وضرب الزلزال الأساسي المدينة قبيل بدء صلاة العشاء في أكبر بلد مسلم من حيث عدد السكان وفي يوم الجمعة حيث تكتظ المساجد عادة بالمصلين.

وقال سوتوبو بورو نوجروهو المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث للصحفيين في جاكرتا «عندما أطلقنا الإنذار من أمواج المد العاتية (تسونامي) كان الناس ما زالوا يمارسون أنشطتهم على الشواطئ ولم يفروا على الفور وأصبحوا ضحايا». وأضاف «لم تكن أمواجا فقط إذ أنها جرفت السيارات والأشجار والمنازل واجتاحت كل شيء على الأرض». وقال نوجروهو إن بعض الأشخاص تسلقوا الأشجار بارتفاع ستة أمتار للفرار من أمواج المد ونجوا.وأوضحت لقطات مصورة عرضتها محطات تلفزيون محلية المياه وهي تسحق المنازل بطول الشريط الساحلي لبالو وتبعثر حاويات الشحن وتغمر مسجدا في المدينة.

وقال نوجروهو إن أمواج المد وصلت سرعتها إلى 800 كيلومتر في الساعة ودمرت مباني وبنية أساسية. واستمرت الهزات الارتدادية القوية صباح أمس في المدينة السياحية بعد الزلزال الذي بلغت قوته 7.5 درجة الذي ضربها أمس الأول وأدى لأمواج مد عاتية.

ووصف نوجروهو الدمار بأنه «شامل» بعد انهيار آلاف المنازل والمستشفيات والمراكز التجارية والفنادق ومراكز التسوق. وجرفت المياه أحد الجسور بينما انقطع الطريق الرئيسي المؤدي إلى بالو بسبب انهيار أرضي.وقال إن السلطات عثرت أيضا على جثث وسط انقاض المباني المنهارة، مضيفا أن 540 شخصا أصيبوا إلى جانب فقد 29 شخصا.وأوضحت صور بثها التلفزيون عشرات الجرحى يتلقون العلاج في خيام طبية مؤقتة.وأظهرت الصور التي نشرتها السلطات الجثث متراصة في الشارع أمس.وكانت وكالة الأرصاد والجيوفيزياء الإندونيسية أصدرت إنذارا من أمواج المد العاتية بعد الزلزال لكنها رفعته بعد 34 دقيقة.وثارت انتقادات واسعة للوكالة لعدم تحذيرها من أمواج المد التي ضربت بالو لكن المسؤولين قالوا إن الأمواج كانت وصلت بالفعل وقت صدور الإنذار.وتسبب الزلزال وأمواج المد في انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات حول بالو. وحتى اليوم كانت السلطات ما زالت تواجه صعوبات في تنسيق جهود الإنقاذ.

وقال نوجروهو إن شدة الزلزال كانت أعلى بكثير في بلدة دونجالا الأقرب لمركزه مضيفا أنهم يتوقعون أن يكون الضرر هناك أعلى بكثير لكنهم ما زالوا عاجزين عن الاتصال بالبلدة.ويعيش أكثر من 600 ألف شخص في بالو ودونجالا.وقال وزير الأمن الإندونيسي ويرانتو لمحطة (تي.في.ون) التلفزيونية إن الجيش بدأ إرسال طائرات تحمل مواد إغاثة من العاصمة جاكرتا.ومن المقرر أن يزور الرئيس جوكو ويدودو مراكز الإيواء في بالو اليوم.

وتعد إندونيسيا احدى أكثر دول العالم تعرضاً للزلازل فالأرخبيل المؤلف من آلاف الجزر يقع على خط «حزام النار» في المحيط الهادئ الذي يشهد حركة زلزالية وبركانية.وخلال هذا الصيف، أوقعت زلازل 555 قتيلا في جزيرة لومبوك السياحية وفي سومباوا المجاورة.وأصيب نحو 1500 شخص بجروح فيما نزح 400 ألف من منازلهم التي دمرت.

وتعرضت إندونيسيا لسلسلة من الزلازل المدمرة خلال السنين الأخيرة. ففي 2004، أسفر تسونامي أعقب زلزالا تحت البحر بقوة 9,3 درجة قبالة سومطرة غرب إندونيسيا عن 220 الف قتيل في البلدان المطلة على المحيط الهندي، بينهم 168 الفا في إندونيسيا.

في 2010 قتل نحو 430 شخصا عندما تسبب زلزال بقوة 7.8 درجة بمد بحري ضرب منطقة مينتاوي المعزولة قبالة ساحل سومطرة.

وفي عام 2006، ضرب زلزال قوته 6.3 درجة اقليم جاوا المكتظ بالسكان ما تسبب في مقتل 6 آلاف شخص وإصابة 38 ألفا آخرين. ودمر الزلزال 157 ألف منزل ما تسبب في تشريد 420 ألف شخص.