994582
994582
العرب والعالم

عاصفة روسية - أوكرانية على بحر آزوف

26 سبتمبر 2018
26 سبتمبر 2018

ماريوبول (أوكرانيا) - (أ ف ب): ما زالت رافعات مرفأ ماريوبول الأوكراني التي تشرف على بحر متلألئ تحت أشعة الشمس الساطعة، متوقفة عن العمل: فالقسم الأكبر من نشاطها قد أصيب بالشلل بسبب ما تصفه كييف بأنه حصار روسي لبحر آزوف.

فهذا البحر الصغير يقع في منطقة بالغة التوتر، بين شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا في 2014 وشرق أوكرانيا، الذي يشهد نزاعاً مع الانفصاليين الموالين لروسيا. وتأخذ أزمة جديدة مزيدا من الأبعاد، اذ تتهم كييف والبلدان الغربية روسيا بأنها «تعرقل» عن سابق تصور وتصميم مرور السفن التجارية عبر مضيق كيرتش، الطريق البحري الوحيد إلى بحر أزوف.

وقال سيرغي كوستيركو، عامل الرصيف، مشيرا إلى رصيف ماريوبول الرئيسي الفارغ، «لم أر شيئًا كهذا منذ أن بدأت العمل هنا» قبل 23 عاما، وأضاف أن «سفن الشحن أصبحت نادرة للغاية في مينائنا».

وتنتقد أوكرانيا محاولة من موسكو لخنق موانئها، البالغة الأهمية لصادرات إنتاجها من المعادن، وبالتالي التحضير لهجوم على ماريوبول، المدينة الأخيرة التي تسيطر عليها كييف في الشرق. وقال الرئيس بترو بوروشنكو في يوليو إن موسكو تسعى إلى «إقفال المرافئ الأوكرانية على بحر ازوف، وزيادة حدة التوتر وشن هجوم عسكري على ماريوبول -لا يمكن استبعاد ذلك-». وفي أواخر اغسطس، انتقدت واشنطن «مضايقة حركة النقل الدولي» التي قالت إنها تؤثر على «مئات السفن التجارية». وفي بداية سبتمبر، اتهمت ممثلية الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا موسكو أيضا بـ «عرقلة وتأخير مرور» سفن الشحن.

وتلقي موسكو المسؤولية على كييف، وأكدت المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا أن «عمليات المراقبة التي تقوم بها روسيا تهدف حصرا إلى ضمان أمنها»، وأضافت «رأينا عمليا ما يستطيع أن يقوم به العناصر المتطرفون الأوكرانيون». وقد ظهرت الصعوبات لدى بناء موسكو جسرا مثيرا للاحتجاج الشديد يبلغ طوله 19 كلم في مضيق كيرتش يربط القرم التي ضمتها روسيا.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال أولكساندر أوليينكي، مدير مرفأ ماريوبول إن تثبيت أقواسه في 2017 قد أدى فعلا إلى «قطع الطريق أمام بعض السفن، وهي كبيرة جدا فلا تستطيع المرور من تحته».

وهذه السنة، بدأ حراس الحدود الروس بتوقيف سفن لإجراء عمليات مراقبة وتفتيش، كما يعلنون رسميا.

وأعرب اوليينكي عن اسفه بالقول أن «عمليات المراقبة والتفتيش تستغرق ثلاث او اربع ساعات، لكن الانتظار يمكن أن يستمر خمسة أيام» في مقابل «عشر ساعات حدا أقصى» في السابق.

ويلحق هذا التأخير خسائر كبيرة بأصحاب السفن والمرافئ التي تخسر زبائنها. وقال أوليينكي: إن كل يوم انتظار يكلف مالكي سفينة شحن «من 5000 الى 15000 دولار»، وأضاف «سيقول لنا أصحاب السفن في أحد الأيام: كفى، هذا لم يعد يهمنا».

وفي الأشهر السبعة الأولى من السنة الجارية، تراجعت عائدات مرفأي ماريوبول وبرديانسك بمعدل الربع تقريبا، بالمقارنة مع الفترة نفسها في 2017، كما ذكرت وسائل الإعلام. وترتفع حدة التوتر بما في ذلك على الصعيد العسكري في المياه غير العميقة لبحر آزوف التي تحيط بجنوب منطقة دونباس الجنوبية الأوكرانية حيث أودى الصراع المسلح مع الانفصاليين الموالين لروسيا بحياة أكثر من 10 آلاف شخص خلال أربع سنوات.

وتتهم كييف والغرب روسيا بدعم الانفصاليين عسكريا، وهذا ما تنفيه موسكو، على رغم الأدلة الكثيرة التي تفيد عكس ذلك. ففي مايو وحده، نقلت موسكو خمسا من سفنها العسكرية من بحر قزوين إلى بحر ازوف «فمنحت بذلك نفسها قدرة هجومية جديدة»، كما جاء في نشرة لمركز جايمستاون فاونديشن في الشهر نفسه.

وفي يوليو، أكدت كييف أن حوالي أربعين من الزوارق العسكرية الروسية باتت في بحر ازوف.

وقال الموفد الأمريكي الخاص كورت فولكر في كييف أخيرا إن «وجود القوات المسلحة الروسية بات استفزازيا وعدوانيا». ورداً على ذلك، قامت أوكرانيا في سبتمبر بنقل عربتي مدفعية مدرعتين إلى ميناء بيرديانسك، وقال سفيرها في الولايات المتحدة إنها تتفاوض مع واشنطن للحصول على اثنين من زوارق الدوريات من صنف إيسلاند. والاحد، دخلت سفينتان أوكرانيتان بحر أزوف عبر مضيق كيرتش إلى برديانسك، المرفأ الذي يفترض ان يصبح، كما يقول الرئيس بترو بوروشنكو «قاعدة جديدة للقوات البحرية الأوكرانية».