987790
987790
العرب والعالم

عودة آلاف النازحين إلى منازلهم في إدلب بعد الاتفاق الروسي - التركي

19 سبتمبر 2018
19 سبتمبر 2018

موسكو تنتقد دي مسيتورا وتدعوه لعدم التأثير على المسار السياسي -

دمشق -عمان - بسام جميدة - وكالات -

عاد آلاف النازحين إلى منازلهم في محافظة إدلب ومحيطها خلال أقل من 48 ساعة على إعلان الاتفاق الروسي التركي الذي من شأنه تجنيب المنطقة عملية عسكرية لقوات الجيش الحكومي السوري، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان «المعارض».

وتسبب التصعيد بنزوح أكثر من 30 ألف شخص قبل أن يعود الهدوء ليسيطر مجدداً على المحافظة ويفسح المجال أمام المفاوضات الروسية التركية.

وانتهت المفاوضات بإعلان الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان الاثنين اتفاقاً لإنشاء منطقة منزوعة السلاح على طول خط التماس بين قوات الجيش السوري والفصائل بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومتراً.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «استفاد النازحون من فترة الهدوء التي رافقت المفاوضات الروسية التركية ليبدأ عدد منهم بالعودة قبل أن تزداد الوتيرة مع إعلان الاتفاق».

وأشار عبد الرحمن إلى أن «نحو سبعة آلاف نازح عادوا إلى بلداتهم وقراهم منذ إعلان الاتفاق الروسي التركي، وخصوصاً في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وريف حماة الشمالي». وتقع بعض القرى والبلدات التي عاد إليها سكانها، وفق عبد الرحمن، في المنطقة المنزوعة السلاح.

إلى ذلك ، أفاد المرصد أمس بأن عدة فصائل مسلحة رفضت الاتفاق .

وقال المرصد ، إن «كلا من فصائل حراس الدين وأنصار التوحيد وأنصار الدين وأنصار الله وتجمع الفرقان وجند القوقاز رفقة فصائل أخرى عاملة ضمن هيئة تحرير الشام، رفضت الانسحاب من خطوط التماس مع قوات النظامية الممتدة من جسر الشغور إلى ريف إدلب الشرقي مروراً بريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي الشرقي».

وأضاف أن «هذه الفصائل أبدت استعدادها لمجابهة أي طرف يسعى لسحب سلاحها وإجبارها على الانسحاب من نقاطها الواقعة ، بل على النقيض من ذلك ستبقى على نقاطها للقتال».

وشهدت جبهات محافظتي إدلب وحماة لليوم الثاني على التوالي هدوء تاما على جميع المحاور حيث لم يتم تسجيل أي عمليات عسكرية بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة.

وقالت قائد ميداني يقاتل إلى جانب القوات الحكومية لـوكالة الأنباء الألمانية :«لم تشهد جميع الجبهات الممتدة من ريف حماة الشمالي الى جبهات ريف إدلب الغربي أي عمليات عسكرية على الإطلاق منذ صباح يوم الأحد الماضي وحتى الآن ، رغم بقاء كل تلك القوات في مراكز تجمعها ، ولم يصدر أي قرار من قيادة الجيش السوري بالتحرك والانتقال من تلك الجبهات».

وأكد القائد على « عدم تنفيذ الطيران الحربي السوري والروسي اي طلعات في تلك المناطق».

الى ذلك تبادلت القوات الحكومية ومسلحي المعارضة الاتهامات حول خرق الاتفاق بريف حلب الشمالي.

وقالت مصدر في المعارضة السورية :«دارت اشتباكات بين فصائل المعارضة والقوات الحكومية بعد منتصف الليل بالرشاشات الثقيلة على جبهات رتيان وبيانون وحيان وتل مصيبين والملاح بريف حلب الشمالي وسط قصف مدفعي استهدف أماكن الاشتباكات». وقالت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية إن «الجيش يستهدف بمدفعيته تحركات للمسلحين في المنصورة والراشدين ورتيان وبيانون في ريفي حلب الشمالي والغربي».

ورحب علي الزعتري، المنسق المقيم للشؤون الإنسانية والتنموية للأمم المتحدة في الجمهورية العربية السورية، «بأن يتيح الاتفاق انسياب المساعدات الإنسانية وحقن دماء المدنيين». وأكد الزعتري في بيان استعداد منظمات الأمم المتحدة العاملة في سوريا «لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لمدينة إدلب وريفها».

وفي غضون ذلك، تعتزم روسيا وتركيا تسليم الأمم المتحدة مذكرة رئيسي البلدين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان حول الوضع في محافظة إدلب، لاعتمادها وثيقة رسمية من قبل مجلس الأمن.

وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، في اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع في سوريا إننا «سنعمل مع شركائنا الأتراك على نقل هذه الوثيقة لتوزيعها كوثيقة رسمية في مجلس الأمن».

وشنّ نيبينزيا، هجوما لاذعا على مبعوث المنظمة لسوريا ستيفان دي مسيتورا ودعاه لعدم التأثير على توجه المسار السياسي في سوريا، بل طالبه بتسهيله.

وقال نيبينزيا في جلسة عقدها مجلس الأمن المناقشة الوضع في سوريا «أريد أن أقول لستيفان، أنه لا يجدر به استخدام منصة مجلس الأمن من أجل الضغط على الدول الضامنة (روسيا، تركيا، وإيران)، لأن هذه الدول تسهم أكثر من أي دول أخرى موجودة في هذه القاعة بعملية التسوية السياسية في سوريا».

وأعلن دي ميستورا في جلسة مجلس الأمن أن الشهر المقبل سيكون حاسماً للأزمة السورية، وأكد تمسكه بقرارات مجلس الأمن للتوصل إلى تسوية سياسية في سوريا».

وتابع نيبينزيا «عليك أن تعمل على تسهيل العملية السياسية في سوريا وليس توجيهها أو قيادتها، لأن القرارات بشأن سوريا يجب أن يتخذها السوريون بأنفسهم، حسب منطوق القرار الدولي 2254 الخاص بتسوية الأزمة السورية».

وتبنى مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2254 بالإجماع وذلك بتاريخ 18 ديسمبر 2015 حيث دعا القرار الى دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار ويطلب من الأمم المتحدة أن تجمع بين الطرفين للدخول في مفاوضات رسمية في أوائل يناير2016، يتم استثناء مجموعات تعتبر «إرهابية»، بما في ذلك تنظيم داعش وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، في غضون 18 شهراً.وأن يتم التحول السياسي بقيادة سورية.

وأبلغ دي ميستورا أعضاء مجلس الأمن في هذه الجلسة، بالجهود التي يبذلها لتشكيل اللجنة الدستورية الخاصة بصياغة دستور سوري جديد، وتطورات الوضع في هذا البلد.

وأضاف نيبينزيا «ندعو كل الذين لا نية لديهم بمساعدة الشعب السوري على تخطي أزمته الراهنة بالوسائل السياسية، أن يساعدوه على ذلك، أو على الأقل أن لا يعرقلوا مساعي الدول الضامنة لمسار أستانا في هذا الاتجاه».

كما دعا نيبينزيا «دول الشرق الأوسط، والمجتمع الدولي عامة، للمساهمة في تنفيذ القرارات التي اتخذها مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي انعقد في مدينة سوتشي وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالأزمة السورية».

من جانبه قال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، الدكتور بشار الجعفري، أن عدوان إسرائيل الأخير على سوريا، ماهو إلا استكمال لسياساتها العدوانية ومحاولاتها تقديم دعم معنوي للجماعات الإرهابية، فيما أشار إلى أن سوريا ترحب بأي مبادرة تحقن دماء السوريين.

وأضاف الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم حول الوضع بسوريا ان «نستغرب عدم تطرق دي ميسورا ولوكوك في إحاطتيهما للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا». وطالب الجعفري مجلس الأمن «باتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمساءلة إسرائيل عن إرهابها وجرائمها التي تشكل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي».

وأوضح الجعفري أن «وزير خارجية فرنسا الأسبق رولان دوما أقر في عام 2013 بأن مسؤولين بريطانيين اعترفوا له أن بلادهم كانت تخطط مع شركاء آخرين لاستهداف سوريا قبل عامين على بدء الحرب الإرهابية عليها بواسطة مجموعات إرهابية».

وأشار الجعفري الى أن «سوريا مستمرة بالعمل لتحقيق الحل السياسي للأزمة عبر حوار سوري سوري بقيادة سورية دون تدخل خارجي على أن تتصدر مكافحة الإرهاب الأولوية في كل مراحل وتطورات العملية السياسية».

وبين الجعفري  ان «سوريا ترحب بأي مبادرة تحقن دماء السوريين وتسهم في إعادة الأمان إلى أي بقعة ضربها الإرهاب وهي ماضية في حربها على الإرهاب حتى تحرير آخر شبر من أراضيها سواء بالعمليات العسكرية أو المصالحات».

وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة ستتخذ قرارا قريبا بشأن وجود قواتها في سوريا، بعد القضاء على تنظيم «داعش».

ونقلت وكالة سبوتينك الروسية عن ترامب، قوله خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس البولندي أنجي دودا في «لقد قمنا بعمل هائل في سوريا ومنطقة القضاء على داعش، وهذا هو سبب وجودنا هناك، نحن قريبون جدا من الانتهاء من هذا العمل، ثم سنقرر عن ما الذي سنفعله»، مؤكدا: «سنتخذ القرار بسرعة».

وفي سياق آخر، عثرت الجهات المختصة على مستشفى بتجهيزات كاملة وكميات كبيرة من الأدوية وأجهزة ومعدات طبية أجنبية حديثة ومواد طبية وأدوية إسرائيلية وأمريكية وفرنسية المنشأ من مخلفات الإرهابيين في قرية بريقة خلال استكمال عمليات تمشيط قرى وبلدات ريف القنيطرة الجنوبي.