987625
987625
المنوعات

«ملتقى المترجمين العمانيين الثالث 2018» يناقش تطور قطاع الترجمة في السلطنة

19 سبتمبر 2018
19 سبتمبر 2018

بـ 15 ورقة عمل في نسخته الثالثة -

كتبت: خلود الفزارية -

ناقش «ملتقى المترجمين العمانيين الثالث 2018» صباح أمس علم الترجمة الآلية وتطبيقاته العملية، والبرامج المساعدة في الترجمة، والتسويق الإلكتروني لخدمات الترجمة، وأفضل الممارسات في هذا المجال، بالإضافة إلى استضافة مبادرات ترجمة الكتب من مؤسسات مختلفة في السلطنة.

جاء ذلك ضمن فعاليات الملتقى الذي نظمته شركة تنمية نفط عمان تحت شعار «المترجم في العصر الرقمي» في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض، برعاية معالي محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية، وحضور سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام، وعدد من المختصين في مجال الترجمة وأكثر من 350 مشاركا من مختلف المؤسسات.

وألقى عبد الأمير بن عبد الحسين العجمي المدير التنفيذي للشؤون الخارجية والقيمة المضافة كلمة الملتقى، حيث أشار إلى أن العالـم على مشارف الاحتفال باليوم العالـمي للترجمة الذي يصادف الثلاثين من سبــتــمــبــر من كل عام، واليوم يجدر بكم معشر المترجمين في السلطنة أن تفخروا جميعا بيومكم هذا، وبإضافة اسم السلطنة إلى خارطة التـرجمة العالـمية، مضيفا: لعلكم تشاطرونني الرأي بأن الأوان قد آن لنعيد التفكير في مدى دقة العبارة التي تقول: «نــتــرجم، لأن التـرجمة وسيلـة للتواصل الـحـضاري»، صحيح أن التـرجمة نشأت لهذا الهدف، ولا تزال قائمة بهذا الدور، غير أن عالــم الاقتصاد اليوم يشهد بأن التـرجمة أضـحـت صناعة اقتصاديـة مستـقـلــة، لــها مقــوماتها وقوانينها التي تراعي مبادئ العرض والطلب، بل ولـها تقنياتـها المتشعبة التي تعزز من سرعة الأداء وجودة النتائـج، بــما يــحــقق أكبر قدر من الرضا للزبون.

اهتمام عماني

وأوضح العجمي: نحن في السلطنة اليوم أحوج ما نكون إلى تنويع مصادر الدخل، وإلى الحد من الاعــتـماد الـمــفرط على النفط والغاز، وإلى تشجيع الشباب على تدشين مشاريعهم التجاريـــة الخاصة، كل في مجال تخصصه، ونـحن نتبـــنى هذه الدعوة إلى الـتــنويع الاقــتصادي رغم أننا المنتج الأكبر للنفط في البلاد، إلا أنـــنا ندرك أن استدامة اقتصاد السلطنة تستدعي رفده بـمصادر دخل متجددة، قــوامـها الشباب، وعــمادها القطاع الخاص، وعليه فاهتــمامــنا بــهذا الـملتـــقى نابع أساسا من رؤيــتــنا بــأن «يشار إليــنا بالبــنان بما لدينا من مواهب بشرية مـتـمــيــزة، وما نحــقـقه من فوائد لعمان وأهـلـــها وذوي الشأن».

وأكد العجمي: عندما عقدنا ملتـــقى الــمــتـرجمين العــــمانـــيـين الأول في عام 2016، كان لديـنا خمسة متحدثين، ونحو سبعين مشاركا، وفي الـملتـــقى الثاني استضفنا سبعة متحدثين حضر لهم قرابة 250 مشاركا، أما اليوم فلدينا خـمسة عشر متحدثا، وأكثر من 400 مشارك حسبما يظهر من إحصائيتنا. وهذا بلا شك يكشف عن تـــنامي الاهتـــمام بالترجمة، وتصدرها الـمــشهد الثـقافـــي في البلاد، آمــلين أن يكتسب هذا الـحدث صيتا مضاعفا في دوراته القادمة يتجاوز حدود السلطنة، منوها بأن جميع الـمـتحدثين، سواء في ملتـــقى اليوم أو الملتقيين السابقين، هم شباب عمانيون تأسست تـجربــتـهم الأكاديـمية في الـمـؤسسات الـعـمانــية، وصقلت مـهاراتـهم في السوق الـعـمانيــة، وهذا بـحد ذاته جدير بأن ينـــقــل الـمـترجــم العماني من مجــرد مستـمـع للمعلومة إلى صانـع للمعرفة أو مشارك في صنعــها، فــهذه الـمـنصة ستؤهــلـه اليوم ليــكون الباحث والمحاضر والـمـؤلف غدا.

سوق تنافسي

من جانبه أشار صالح بن سالم العلوي رئيس قسم خدمات الترجمة بشركة تنمية نفط عمان إلى أن تقنيات الترجمة أثبتت أنها مصدر قوة للمترجمين في سوق تتزايد فيه المنافسة وأن أوراق العمل التي قدمت خلال الملتقى عرضت مزيجا من النظريات والدراسات التي توضح كيف يمكن للعصر الرقمي أن يخدم مجال الترجمة.

وأشار إلى أن الملتقى يسعى إلى تمكين المترجمين العمانيين الشباب وإتاحة الفرصة لهم لمشاركة المعرفة والاتصال والتواصل مع المترجمين الآخرين مبينا أن الملتقى عمل كمنبر لعرض المبادرات التطوعية في مجال الترجمة التي يقودها مترجمون عمانيون شباب.

أوراق العمل

تمحور موضوع الملتقى حول «المترجم في العصر الرقمي» حيث طرحت 15 ورقة عمل في أربع جلسات نقاشية تطرقت إلى مواضيع مختلفة متصلة بالترجمة فضلا عن إقامة حلقة عمل تطبيقية حول أداة إلكترونية للمساعدة في الترجمة تستخدمها الشركة.

وتضمن الملتقى في جلسته الأولى علم الترجمة الآلية وتطبيقاته العملية ناقشت ورقتي عمل هي تاريخ علم الترجمة الآلية قدمها يعقوب المفرجي، ومنصات الترجمة الآلية وتطبيقاتها الإلكترونية قدمها محمد الحبسي، ونموذجين عمليين عن السترجة العمانية لمنار الصلتية، وترجمة موقع ويكيبيديا، لهند الحراصية، وعهود العامرية.

كما ناقشت الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان البرامج المساعدة في الترجمة ورقة عمل تضمنت إطلالة على ذواكر الترجمة لأيمن العويسي، مع نموذجين عمليين عن برنامج الميمو (MemoQ)، قدم النموذج الربحي بدر القصابي، والنموذج غير الربحي آلاء الخليلية.

فيما تناولت الجلسة الثالثة موضوع التسويق الإلكتروني لخدمات الترجمة، وناقشت موضوع توظيف المنصات الإلكترونية في تسويق خدمات الترجمة، وقدمها عبدالله المعني، كما استعرض عبدالرحمن الجلنداني نموذجا عمليا لمشروع مترجمكم.

واختتمت فعاليات الملتقى بجلسة نقاشية تناولت مبادرات ترجمة الكتب في السلطنة ناقشت العديد من المبادرات في هذا المجال، وهي مبادرة اللجنة الوطنية للشباب وقدمها عبدالرحمن الخزيمي، ومبادرة النادي الثقافي قدمتها أزهار الحارثية، ومبادرة كتاب وفكرة قدمتها نادية البوسعيدية، ومبادرة جماعة اللغة الإنجليزية والترجمة بجامعة السلطان قابوس وقدمها هيثم المقبالي، ومبادرة مكتبة البطريق لصاحبها فهد السعيدي.

مبادرات تطوعية

وركز المؤتمر على المبادرات التطوعية في مجال الترجمة ضمن أوراق العمل كمنبر لعرض المبادرات التي يقودها مترجمون عمانيون شباب، وشملت هذه المشاريع مشروع «مترجمكم» الحائز على الجوائز الذي قدمه عبد الرحمن الجلنداني، طالب في كلية التجارة والعلوم السياسية في جامعة السلطان قابوس؛ ومبادرة «كتاب وفكرة» طرحتها مجموعة من الشباب العماني الذين يترجمون ملخصات لأحدث الكتب العلمية المنشورة في جميع أنحاء العالم؛ ومبادرة الترجمة المرئية «السترجة العمانية» التي استعرضتها منار السلطية، وهي التي تهتم بترجمة العروض المرئية عن عمان إلى اللغة الإنجليزية ونشرها.

الجدير بالذكر أن شركة تنمية نفط عمان أصدرت في ستينيات القرن الماضي أول نشرة ثنائية اللغة في البلاد، بعنوان «أخبار شركتنا»، في حين تصدر الآن مجلتان دوريتان هما الفحل والمنهل بالعربية والإنجليزية، فضلا عن عدد من الإصدارات الأخرى التي توزع داخليا، وعمدت الشركة دائما إلى إصدار كافة منشوراتها باللغتين، ففي حين تستخدم الإنجليزية على نطاق واسع في تسيير شؤون العمل تظل العربية عاملا أساسيا في التواصل مع ذوي الشأن بأنشطة الشركة سواء داخل نطاقها أو خارجه على مستوى البلاد عموما.

ويتمتع فريق الترجمة بالشركة بخبرة وافرة تمتد لأكثر من 40 عاما، تكللت بإصدار نحو 10 كتب ومنشورات مترجمة في مواضيع تتعلق بالنفط والغاز وغير ذلك؛ ما جعل الفريق يحظى بسمعة مرموقة في السلطنة والمنطقة الخليجية، ومن أبرز إصداراته قاموس النفط والغاز الذي صدرت طبعته الأولى في 2006 ثم الثانية في 2014، بالإضافة إلى مسرد مصطلحات الصحة والسلامة والبيئة الذي صدر في 2016.