985911
985911
العرب والعالم

جنوب شرق الولايات المتحدة لا يزال مهددا بالفيضانات بعد الإعصار «فلورنس»

17 سبتمبر 2018
17 سبتمبر 2018

جرف مناطق زراعية في الفلبين وهونج كونج تشهد عملية تنظيف كبرى -

غريفتون - (الولايات المتحدة) - هونج كونج: لا يزال المسعفون وقوات الأمن في حال استنفار و«لعدة أيام» في جنوب شرق الولايات المتحدة بسبب ارتفاع مستوى المياه بعد مرور الإعصار فلورنس الذي أوقع 15 قتيلا منذ الجمعة.

وحذر مدير الوكالة الفيدرالية لأجهزة الطوارئ بروك لونج من أن الأحوال الجوية السيئة لم تنته بعد في وسط وغرب كارولاينا الشمالية وولاية فرجينيا. وقال لشبكة «سي ان ان» إن هذا «الوضع سيستمر لعدة أيام بعد». وأضاف لونج «نتوقع أضرارا جسيمة»، موضحا ان السدود مهددة بسبب ارتفاع مستوى المياه.

وأعيد تصنيف فلورنس إلى منخفض استوائي الاحد، «قبل أن يشتد مجددا مع تحوله إلى إعصار غير مداري اليوم وغدا « بحسب آخر نشرة للمركز الوطني للأعاصير.

وحذرت الأجهزة الوطنية للأرصاد من «أمطار قوية أثناء اليومين القادمين» مع «كخاطر عالية لحدوث انزلاقات أرضية» في غرب كارولاينا الشمالية وجنوب شرق فرجينيا إضافة إلى «فيضانات مفاجئة كارثية وتشكل تهديدا للحياة البشرية» في بعض أجزاء من كارولاينا الشمالية والجنوبية.

وشدّد حاكم كارولاينا الشمالية روي كوبر على إمكان حصول فيضانات في مناطق تكون عادة خارج نطاق الخطر. وصرح كوبر في مؤتمر صحفي متوجها الى السكان «استعدوا للتوجه إلى أماكن آمنة إذا طلب منكم ذلك»، مشيرا الى إيواء 15 ألف شخص في 150 ملجأ أقيمت في كل أنحاء الولاية. وطلبت السلطات من السكان في مناطق مهددة التوجه إلى مراكز إيواء جديدة.

أما حاكم ولاية كارولاينا الجنوبية هنري ماكماستر فقال في مؤتمر صحفي «نريد تفادي المآسي»، مضيفا «إذا كنتم في منطقة معرّضة فلا بد من الرحيل». وأضاف ماكماستر أن أجهزة الإغاثة أسعفت أكثر من 900 شخص من الفيضانات بينما لا يزال نحو 700 ألف منزل من دون كهرباء.

وأشاد الرئيس دونالد ترامب على تويتر بـ«المنقذين وقوات الأمن الذين يعملون بجدّ» لمساعدة السكان. وأضاف «سيسرعون وتيرة العمل مع انحسار المياه». وكانت مناطق بأكملها في جنوب شرق الولايات المتحدة لا تزال مغمورة بالمياه مع انقطاع الطرقات وفيضان الأنهر. وأكدت السلطات في كارولاينا الشمالية سقوط عشرة قتلى بينما الحصيلة في كارولاينا الجنوبية خمس ضحايا.

في غضون ذلك ، شهدت هونج كونج أمس عملية تنظيف كبرى لإزالة الأشجار والحطام من الشوارع غداة مرور إعصار (مانغخوت) المدمر الذي أوقع ايضا عشرات القتلى في أرخبيل الفلبين وأدى إلى إجلاء ملايين الأشخاص في الصين.

وكان أرخبيل الفلبين في جنوب شرق آسيا الذي يتعرض بانتظام لأعاصير عنيفة، الأكثر تضررا من هبوب هذه العاصفة القوية.

وأعلنت فرق الإنقاذ أن الحصيلة ارتفعت إلى 65 قتيلا بعد انتشال المزيد من الجثث من موقع شهد انزلاق تربة هائلاً في مدينة ايتوغون على جزيرة لوزون في شمال الفلبين. وجرف هذا الانزلاق خصوصا مأوى للطوارئ استخدمه عمال مناجم وأسرهم. وانتشل المنقذون 11 جثة من تحت الأنقاض وقدروا عدد المفقودين بـ 40. وتفتش الأسر وعناصر الإنقاذ بين الأنقاض مستخدمين أدوات بسيطة وأيديهم على أمل العثور على ناجين.

وقال رئيس بلدية ايتوغون فيكتوريو بالاندان «نعتقد أن 99% ممن كانوا هنا قد توفوا». وبحسب المتحدث باسم الشرطة الوطنية بينينو دورانا فان اكثر من 155 ألف شخص ما زالوا في مراكز إيواء بعد يومين من مرور الإعصار.

والعاصفة التي اعتبرت الأقوى التي يشهدها العالم منذ بداية 2018، جرفت مناطق زراعية في شمال لوزون وذلك قبل شهر واحد من جمع المحاصيل. وهذه المناطق توفر في الأوقات العادية قسما مهما من إنتاج الأرز والذرة في الفلبين لكن محاصيلها غرقت هذا العام تحت المياه الموحلة.

وبعد أن دمرت شمال الفلبين، عبرت العاصفة بحر الصين الجنوبي ومر مركز العاصفة على بعد مائة كلم من جنوب هونج كونج وكان أقرب إلى ماكاو قبل أن تصل العاصفة اليابسة عصر الأحد في جنوب الصين. وأبلغ عن وفاة أربعة أشخاص في مقاطعة غواندونغ.

وقالت السلطات انها أجلت اكثر من ثلاثة ملايين شخص في جنوب الصين وأمرت عشرات آلاف من مراكب الصيد بالعودة إلى الموانئ قبل وصول الإعصار الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام لقب «ملكة العواصف».

وفي هونج كونج وصفت الحكومة المحلية الأضرار بانها «خطيرة وكبيرة». وأصيب اكثر من 300 شخص بجروح لدى مرور إعصار مانغخوت الذي كان أدى إلى إعلان أعلى درجات الإنذار.

وحال هدوء الرياح مساء امس الاول تحركت أجهزة الحماية المدنية بكثافة لتبدأ تنظيف الطرقات. ودوت في كل مكان من المدينة أصوات آلات قص أغصان الأشجار. وتكثفت عملية التنظيف الكبرى صباح امس، في حين واجه العمال صعوبات في الوصول إلى مراكز عملهم عبر شوارع يغطيها الحطام والوحل في بعض الأحيان.

ولم تتحرك معظم الحافلات صباح أمس في حين ما زالت حركة المترو والقطارات تشهد اضطرابا بسبب تضرر خطوط الضغط العالي. كما سيستمر غلق المدارس.