عمان اليوم

ندوة بصلالة تناقش إحياء الأعراف العمانية والواجبات الاجتماعية للوظيفة الدينية

12 سبتمبر 2018
12 سبتمبر 2018

دعت للحفاظ على مقدّرات الوطن ومكتسباته -

صلالة - أحمد المعشني -

نظمت المديرية العامة للأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة ظفار بقاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس بصلالة ندوة عن مشروع إحياء الأعراف العمانية بحضور الشيخ أحمد بن محمد الخطيب رئيس لجنة التوفيق والمصالحة بولاية صلالة ويوسف بن محمد البلوشي مستشار وزير الأوقاف وجميع الكوادر الدينية من أئمة المساجد ووعاظ ومرشدات دينيات وموجهات. بداية الندوة تحدث الدكتور إبراهيم شعيب زيدان أستاذ العلوم الدينية بجامعة ظفار ومدرس الأديان والمذاهب بكلية الدعوة بجامعة الأزهر عن مكانة الشرعية للوظيفة الدينية في نصوص الوحي. أما المحور الثاني تحدث فيه الشيخ عبد الله بن علي الشحري أمام وخطيب بمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم حيث تناول فيه موضوع القيمة الاجتماعية للوظيفة الدينية مشيرا إلى أن مفهوم العبادة في فلسفة التربية الإسلامية تتقاطع مع ثلاثة مظاهر المظهر الشعائري المتعلق بالنسك وثمرته التوازن النفسي والمظهر الاجتماعي وموضوعه الثقافة والقيم والعادات والتقاليد وثمرته العمل التطبيقي وثالثا المظهر الكوني وموضوعه العلوم الطبيعية التي من خلالها يظهر الإعجاز والإبداع في الخلق وثمرته القناعة العقلية وبين ان أي أمة لا تملك هذه النظرة الشمولية في تفسير العبادة فإنها قد تصاب بأزمة حضارية. ثم وضح الشيخ عبدالله الشحري بالأمثلة التطبيقية من سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام كيف ان هذه المظاهر التعبدية كانت حاضرة في شخصية الرسول وبالتالي انعكست في الأمة تاريخا وشخصية والتحدي الْيَوْمَ هو في تنشئة الأجيال على هذه المضامين القيمية التي أمر بها الدين وقبلتها الفطرة وعايشتها الشخصية العمانية بإرثها الأخلاقي والثقافي المتميز.

والمحور الثالث والأخير تحدث الدكتور محمد بن عقيل بن محيي الدين من محكمة القضاء الإداري بصلالة عن الواجبات الاجتماعية للوظيفة الدينية في التشريعات الإدارية العمانية حيث قال: تأتي أهمية المشاركة في الواجبات الدينية لتحقيق مقاصد الشريعة، وتزكية النفوس، ومشاركة ضرورية لتعمير المجتمعات والأوطان في نسق تضامني اجتماعي، لحفظ مصالح الأمة، سداً للثغرات، وحفظاً لكيانها، وإعلاء لكلمتها، وتلبية لحاجات الناس؛ فكان الواجب الاجتماعي إذا قامت به هذه الفئة المباركة بوجه سليم وفكر مستنير، أدى إلى تحقيق مقصد الشريعة وولاة الأمر ولأهمية هذه الواجبات في واقعنا المعاصر ومستقبله جاء مشروع الأعراف العمانية ليحافظ على مقدرات الوطن وأبنائه بتكليف موظفي الوظائف الدينية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية للقيام بمشاركة الناس مشاركة اجتماعية، لما فيه من حفظ لمستقبل أبنائنا ووطننا الحبيب عمان؛ وذلك لأن بعضاً من المجتمعات تعاني من تخلف مأساوي في تحقيق مقاصد الشرع، ومصالحهم العامة، الأمر الذي استدعى إلى تعبئة طاقات أبنائنا وتحريكها تحريكا إيجابيا يتوافق مع الأعراف الطيبة لمجتمعنا العماني. وإنّ شحذ الهمم إنما يتم عبر الفهم الصحيح لواجبات الدين، لتنظيم سير الحياة في المجتمع والنهوض بالحياة العامة وتفعيلا لأشكال التدين الصحيح والفكر السليم؛ حتى لا يترك المجال لغيرهم ممن لا كفاءة لديهم للنهوض بالمجتمع فيؤدي ذلك إلى مالا يحمد عقباه؛ ولذلك فإن التكامل بين أبناء الوطن، والذي هو أصلاً فرض على الفرد وأولي الأمر في إطار الأمة، أصبح الآن ضرورة استراتيجية، وسلاحاً فعالاً للدفاع عن العقيدة والفكر السليم، ومواجهة للمحاولات الخبيثة المستمرة التي قد يتعرضون لها. وأضاف الدكتور محمد بأنه لا تنتهي المسؤولية في الواجبات الاجتماعية الدينية على موظفي الوظائف الدينية وحسب، بل هناك امتدادات لهذه الواجبات، تقتضي من المجتمع ممثلة في مؤسساته المختلفة تقديم العون والمساندة؛ وتحمل المسؤولية الاجتماعية، لأجل القيام بهذه الواجبات الاجتماعية الدينية، ويتأتى ذلك من خلال حمل القائمين بالواجبات الاجتماعية الدينية وإعانتهم للقيام بها على النحو الأمثل، كالتشجيع، والمساهمة في الإعداد، والنصح، والنقد، والمحاسبة، وإحداث كيانات الضبط والضغط ومؤسساتهما.. وهذه الوسائل تتجدد بتجدد الزمان، الأمر الذي يستدعي الاجتهاد الدائم والسعي المستمر لتحديث هذه المؤسسات، ورفع مستواها وجدواها، والأخذ بتجارب الآخرين في هذا المجال، كل ذلك تحقيقاً لمقاصد الشارع وولاة الأمر من سنِّ الواجبات الاجتماعية وحمل القادرين على القيام بها نحو تحقيق المصلحة العامة للمجتمع. من جانبه أكد أنور بن عبد الله باعمر المدير المساعد لدائرة الوعظ وشؤون الأئمة أن هذه الندوة تأتي ضمن مشروع الأعراف العمانية في الوظائف الدينية الذي أطلقته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ويستهدف شاغلي الوظائف الدينية من الوعاظ وأئمة المساجد والمرشدات الدينيات ومعلمات القرآن الكريم. وقد أدار الندوة الإعلامي سعود بن محمد الخالدي. في نهاية الندوة قام يوسف بن محمد البلوشي مستشار وزير الأوقاف بتكريم فضيلة الشيخ أحمد بن محمد الخطيب رئيس لجنة التوفيق والمصالحة بصلالة راعي الندوة وتكريم المحاضرين.