oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

التطور التقني يفتح آفاقا واسعة ومتعددة

08 سبتمبر 2018
08 سبتمبر 2018

ليس من المبالغة في شيء القول بأن التطور الكبير والمتواصل في التقنية والابتكارات ، التي اقتحمت مختلف المجالات ، وعلى نحو كان يصعب تصوره ، يطرح في الواقع تحديا وفرصا في الوقت ذاته . فسرعة التقدم والابتكارات وتعددها وتنوعها يتطلب في الحقيقة الكثير من الإمكانيات من أجل مواكبتها والتفاعل معها ، وهو ما يشكل تحديا بحكم الحاجة للكثير من الإمكانيات العلمية والتقنية والكوادر البشرية المتخصصة والقادرة على القيام بذلك . غير أن الجانب الآخر يحمل الكثير من الفرص والفوائد التي تترتب على النجاح في استخدام وتوظيف هذه التقنيات والابتكارات ، ليس فقط لحل مشكلات محددة ، اقتصادية وإنتاجية في هذا القطاع أو ذاك ، ولكن أيضا للإسهام في تحقيق استفادة أكبر من الموارد المتاحة ، وفي تحقيق حياة أفضل للمواطن في حاضره ومستقبله .

وفي هذا الإطار فإن هناك الكثير من الأمثلة والتطبيقات العملية ، الباعثة على الاعتزاز بأبنائنا وكوادرنا العمانية المؤهلة والمدربة على أرفع المستويات ، والتي تسعى إلى تقديم حلول عملية لمشكلات قائمة وابتكار منتجات تعتمد بشكل أكبر على موارد متاحة في البيئة العمانية ، وهو أمر طالما دعا إليه وحث عليه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه - أبناءه من الشباب والدارسين .

وبينما قام مجلس البحث العلمي بتكريم مشاريع التخرج الفائزة في برنامج تحويل مشاريع التخرج إلى شركات ناشئة في قطاع الاتصالات ونظم المعلومات ، وهو ما يفتح المجال أمام المزيد من الإجادة والابتكار من جانب أبنائنا وبناتنا في مختلف المجالات ، فإنه تم قبل أيام التوقيع على مذكرة تفاهم بين ديوان البلاط السلطاني والصندوق العماني للتكنولوجيا من أجل استخدام تكنولوجيا الطائرات ذاتية التحليق والذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات تحليل البيانات والتصوير والمسح الجوي للكشف المبكر ومعالجة الأمراض والأوبئة للمزارع المخصصة لمشروع المليون نخلة ، وتنفذه شركتان عمانيتان . وبالنظر إلى أن الصندوق العماني للتكنولوجيا يستثمر ويشجع الأفكار والمشروعات الرائدة في القطاع التقني ، فإن النجاح في استخدام تقنية الطائرات ذاتية التحليق والذكاء الاصطناعي لخدمة مشروع المليون نخلة ، يفتح بالتأكيد آفاقا واعدة لاستخدام هذه التقنية في المجالات الزراعية داخل السلطنة وخارجها أيضا ، بكل ما يترتب على ذلك من مردود اقتصادي واجتماعي لصالح المزارع والاقتصاد العماني .

من جانب آخر فإن مما له أهمية ودلالة عميقة أن السلطنة ، ومن خلال «شركة تنمية نفط عمان» ، تقوم بجهود علمية حثيثة من أجل استخدام التقنيات الحديثة في مجال الإنتاج المعزز للنفط ، وفي مجال الحفر الأفقى ، وفي مجال استخدام الطاقة الشمسية في تشغيل حقول إنتاج النفط ، وفي مجال أبحاث الطاقة المتجددة ، وهي تعتمد بشكل أساسي على كوادرها الوطنية المؤهلة والمدربة على أعلى المستويات . وبينما تم افتتاح المركز التقني الجديد « سولارايز » وهو مشروع مشترك بين شركة تنمية نفط عمان وشركة «جلاس بوينت سولار» المتخصصة في استخدام الطاقة الشمسية في إنتاج النفط ، وهو ما يشكل إضافة مهمة في مجال الاستفادة من الجو المشمس للسلطنة وبتقنيات متطورة يتسع نطاق استخدامها ، فإن مؤتمر ومعرض النفط الثقيل العالمي ، الذي اختتم الأربعاء الماضي في مسقط والذي شارك فيه نحو ثلاثة آلاف من الخبراء والمتخصصين في مجال الصناعات النفطية ، ألقى الكثير من الضوء سواء على الدور المتزايد الأهمية للتقنية في مجال استغلال النفط الثقيل ، أو في الإسهام العماني الملموس في هذا المجال ، وهو ما سيكون له نتائجه الإيجابية في الفترة القادمة .