978026
978026
المنوعات

شبكة التلفريك في لاباز تحبط الركاب بسبب ارتفاع أسعار التذاكر والفساد

08 سبتمبر 2018
08 سبتمبر 2018

لاباز «د.ب.أ»: تتيح الرحلة باستخدام التلفريك الذي يربط بين العاصمة البوليفية لاباز ومدينة إل ألتو الصغيرة المجاورة، التمتع بمناظر طبيعية خلابة لجبل إيليماني المهيب والذي تكسوه الثلوج. وثمة منظر آخر رائع يمكن رؤيته من خط التلفريك الذي ينطلق على ارتفاع نحو أربعة آلاف متر فوق سطح البحر، وهو المنازل المشيدة من القرميد الأحمر وكذلك ناطحات السحاب التي تبدو كنباتات انبثقت من جانبي مرتفعات إل ألتو شامخة باتجاه السهل الذي تقع عليه مدينة إل ألتو.

ويحبس الزوار الذين يسافرون على متن عربات الكابل أنفاسهم عند مشاهدة سلسلة الجبال البعيدة والتي تبدو وكأنها تلامس السحاب. ولكن الأمر يبدو مختلفا بالنسبة لسكان العاصمة، فهذا الخط من العربات المسمى «مي تلفريكو» والذي تكلف تنفيذه 800 مليون دولار، والممتد لمسافة 35 كيلومترا، تحول إلى مشروع يثير الإحباط في نفوس الركاب، بعد أن كان يوصف عند تدشينه عام 2014 بأنه أحد أول عشرة أنظمة للمواصلات داخل المدن بعربات الكابل في العالم.

ويستخدم عدد قليل من الركاب فقط عربات المشروع الذي يتكون من سبعة خطوط، ويرجع السبب في ذلك إلى ارتفاع سعر تذاكر الرحلات، وذلك وفقا لما قاله المحلل الاقتصادي فرانز رافاييل باريوس لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).

كما ألقت الشبهات بحدوث عمليات فساد بظلالها السلبية على نظام عربات الكابل، والذي يستعد لإضافة ثلاثة خطوط أخرى لزيادة قدراته الاستيعابية، على الرغم من أن المنتقدين يقولون إنه ليست هناك حاجة إليها.

وتشير بيانات مجلس المدينة إلى زيادة عدد المركبات في لاباز سواء كانت خاصة أو مملوكة لنظام المواصلات العامة، ليصل إلى 407621 مركبة مقارنة بنحو 280 ألفا خلال الأعوام الستة الماضية. وتعاني العاصمة التي يبلغ عدد سكانها قرابة 800 ألف نسمة من الازدحام الشديد لحركة المرور، وكان من المتوقع أن يكون نظام الانتقال بعربات الكابل مكونا مهما من الحل، كما حدث في بعض مدن أمريكا اللاتينية.

ويمكن للعربة الواحدة أن تحمل ما يصل إلى عشرة ركاب، ونقلت هذه الشبكة حتى الآن 135 مليون راكب، وذلك وفقا لما يقوله سيزار دوكويلر رئيس شركة «مي تلفريكو» التي تشغلها. ويتجه اثنان من الخطوط السبعة من إل ألتو الكائنة على ارتفاع 4100 متر فوق سطح البحر، إلى لاباز مقر الحكومة البوليفية إلى جانب مدينة سوكري الكائنة على ارتفاع 3640 مترا فوق سطح البحر. ومع ذلك أدى ارتفاع التكلفة نسبيا لرحلات التلفريك إلى إثناء كثير من المستخدمين المستقبليين عن ركوبها.

ويبلغ سعر التذكرة 3 بوليفيانوس (40ر0 سنتا)، وهو سعر يزيد عن تكلفة ركوب الميني باص التي تبلغ 2 بوليفيانوس. وتلقى عربات شركة «مي تلفريكو» إقبالا بين سكان إل ألتو، حيث توفر لهم كثيرا من الوقت عند التوجه إلى أعمالهم في المنطقة الجنوبية من لاباز.

وعلى الرغم من الافتقار النسبي للإقبال عليه، فإنه من المقرر أن تنضم لنظام عربات الكابل ثلاثة خطوط إضافية بحلول العام المقبل، مما أثار موجة من الانتقادات لارتفاع التكلفة، ومن المتوقع أن ترتفع التكلفة الإجمالية لتوسيع نظام عربات الكابل لتصل إلى مليار دولار، بما يمثل أربعة أمثال الموازنة العامة لمدينة لاباز، على حد تصريح عمدة العاصمة لويس ريفيلا لصحيفة «باجينا سيتي» اليومية.

وأضاف العمدة إنه كان يمكن باستخدام هذا المبلغ الكبير «حل مشكلة المواصلات في المنطقة السكنية من لاباز، عن طريق بناء كباري وجسور وشراء حافلات عامة». كما أثار قرار توسيع نظام عربات الكابل الشكوك في حدوث صفقات يشوبها الفساد بين الحكومة وشركة «مي تلفريكو» التي تحصل على مبالغ غير معروفة في شكل دعم حكومي.

بينما قال المحلل الاقتصادي باريوس «في الأصل كان نظام عربات الكابل حلا عمليا لمشكلات المواصلات العامة في لاباز، غير أنه في الآونة الأخيرة كانت هناك ضرورة سياسية تدعو للاستمرار في دفع الأموال لذات الشركة لتوسيع خطوطها بدون أن يكون ثمة مبرر لذلك». ولوثت الشكوك بوجود فساد مشروع «مي تلفريكو» بسبب الدور الذي لعبته شركة كوتيان، التي شيدت محطات لنظام عربات الكابل وهي من إنتاج شركة «دوبلماير» النمساوية.

ومن المعروف أن كارلوس جيل راميريز رئيس شركة كوتيان تربطه علاقة وثيقة بالرئيس البوليفي إيفو موراليس، كما أنه يمتلك شركات إعلامية في فنزويلا، التي تؤيد بوليفيا نظامها اليساري.

ويرى السيناتور البوليفي المعارض أوسكار أورتيز أنه لم يكن اختيار شركة كوتيان للقيام بأعمال هندسية لنظام عربات الكابل في لاباز هو نتيجة منافسة حرة.

ولم تعلق أي من شركتي «مي تلفريكو» أو كوتيان على المزاعم بحدوث عمليات فساد. غير أنه بينما أدت الشكوك بوقوع فساد إلى تلويث سمعة مشروع التلفريك بين مواطني بوليفيا، فإن السياح يواصلون ركوبه فوق المدينة للاستمتاع بالمشاهد الخلابة.