978036
978036
المنوعات

لغز وحش بحيرة «لوخ نيس» في إسكتلندا بين الحقيقة والأسطورة

08 سبتمبر 2018
08 سبتمبر 2018

درومنادروتشيت (إسكتلندا) «د.ب.أ»: - حتى مع كونها امرأة عجوز، لا تزال ألدي ماكاي تبدو منفعلة بشكل واضح عندما تروي قصة ما شاهدته في بحيرة لوخ نيس في عام 1933. وفي مقابلة بعد عقود، تذكرت كيف أنها صرخت في زوجها: «توقف، الوحش!».

وكان رجل الدين جريجوري بوزي يتحدث بنفس العاطفة عندما يروي تجربته مع نيسي، والتي زعم أنها حدثت في عام 1971 عندما كان في البحيرة مع صديق. وقال: «رأينا هذا العنق العظيم يخرج من الماء.... ونحن لم نكن قد شربنا الويسكي».

وادعى الآلاف من الأشخاص أنهم شهدوا وحش بحيرة لوخ نيس. ويمكن الاطلاع على بعض روايات شهود العيان، بما في ذلك ماكاي وبوزي، في مركز لوخ نيس في قرية درومنادروتشيت، بالقرب من إينفيرنيس.

تقع درومنادروتشيت على شواطئ البحيرة الغامضة، والتي يبلغ عمقها حوالي 230 مترا، وهي باردة ومظلمة للغاية. وحولت المناظر في نيسي التي تم الإبلاغ عنها منذ الثلاثينات من القرن الماضي رقعة المياه إلى منطقة جذب سياحي شهيرة.

يقول سائق الحافلة الذي نقل للتو آخر مجموعة من الزوار إلى البحيرة: «الناس يأتون من جميع أنحاء العالم - الصين واليابان وإيطاليا وإيرلندا وألمانيا والكثير من الأمريكيين». وكتبت كلمات «دورية الوحش» على ظهر قميصه.

ويمزح سكوتسمان قائلا «هذه قرية صغيرة، ولكن لدينا خمس حانات». ويقول لمجموعة السياح «لتفكروا في الأمر - إذا رأيتم نيسي وحدث شيء ما، فلن يكون هناك الكثير من المساعدة».

تحتوي إسكتلندا نحو عشرة آلاف بحيرة تعرف محليا باسم «لوخ». ويشاع أن العديد منها يؤوي الأشباح والوحوش، ولكن أي منها لم يسبب ضجة تقارب تلك التي أحدثتها نيسي. تم الإبلاغ عن مشاهدة الوحش للمرة الأولى قبل 1500 عام تقريبا، وزادت مرات مشاهدته مع إنشاء الطرق في المنطقة في ثلاثينات القرن العشرين.

هل يمكن أن يكون الكثير من الناس على خطأ؟ إحدى النظريات هي أن نيسي يمكن أن تكون نوعا قديما من الزواحف - وهو شيئ يشبه» البليزوصورات « برقبة طويلة وزعانف - نجح في البقاء وتكاثر في المياه المعزولة.

لكن الباحثين الجادين رفضوا هذه النظرية قائلين إن البحيرة صغيرة جدا ولن تحتوي على ما يكفي من الغذاء للحفاظ على نوع كامل.

والاحتمال الآخر هو أن نيسي يمكن أن يكون ثعبانا ضخما أو بعض الأنواع الأخرى من الأسماك - أو حتى الفقمة. ولا يزال آخرون يقولون إنه يمكن أن يكون نتاجا لأوهام بصرية تسببها أنماط الموجات والسراب على البحيرة التي يبلغ طولها 40 كيلومترا وعرضها 5ر1 كيلومتر.

وقد تم رفض العديد من الصور التي تدعي أنها تظهر الوحش باعتبارها مزيفة أو تبين أنها قد أسيئ تفسيرها. يمكن أن يبدو شيء غير ضار مثل البط أو طيور النورس مختلفا تماما مع زاوية الكاميرا الصحيحة. ويقول أحد العاملين في مركز لوخ نيس: «هذا لا يكفي بعض الناس. في كل عام، يكون لدينا على الأقل شخصان يشرعان في بحث خاص عن نيسي. عادة ما يتوجهون إلى الجانب الآخر من البحيرة. إنه أكثر هدوءا هناك، وهناك بعض النقاط العميقة بشكل خاص».

واقترح بعض الناس حتى اجراء صعبا مثل تسميم البحيرة بأكملها وانتظار رؤية ما سيطفو على السطح.

غير أن عالم الحفريات القديمة البريطاني نيل كلارك له نظريته الخاصة، فهو يعتقد أن نيسي ما هو الا فيل سيرك مفقود يبحث عن مكان للاستحمام. في الثلاثينات من القرن العشرين، توقفت العديد من جماعات السيرك المتنقلة في المنطقة المحيطة ببحيرة لوخ نيس، كما كتب كلارك في مقال لجريدة الجمعية الجيولوجية بالجامعة المفتوحة. ويقول كلارك انه إذا كان الفيل يسبح في البحيرة، فسيكون المتفرجون قادرين على رؤية الجذع وجزء من ظهره فقط.

وعلى سبيل الدعاية التسويقية، عرض أحد مديري السيرك مكافأة لكل من استطاع الإمساك بالوحش، وفقا لما يقوله الباحث في جامعة جلاسجو.

هل كان لديه سبب معين للتأكد من أنه لن يمسك أحد بالمخلوق؟ يقول كلارك: «كان لديه بالفعل وحش بحيرة لوخ نيس في سيركه». في الآونة الأخيرة، قضى العالم الهاوي أدريان شاين سنوات في البحث عن المخلوقات المراوغة، حيث قام بتمشيط البحيرة بأسطول من القوارب ذات المحركات وأجهزة السونار. لكنه لم يجد أي أثر لنيسي.

في كثير من الأحيان، فإن ما يبدو في البداية على أنه دليل ملموس، غالبا ما يتبين أنه مجرد خدعة. على سبيل المثال، عندما اكتشفت صحيفة ديلي ميل سلسلة من آثار الأقدام الغامضة حول البحيرة في التسعينيات، تبين أنها لقدم فرس النهر جافة - والتي كانت تستخدم عادة لتثبيت المظلات الشمسية في ذلك الوقت.

ومع ذلك، لا يزال هناك باحثون جادون يحاولون حل اللغز. وأخذ باحثون من نيوزيلندا مؤخراً عينات من المياه من 300 موقع مختلف من البحيرة ويخططون لاختبارها بحثا عن آثار الحمض النووي.

ولا يؤمن مدير المشروع نيل جيميل بوجود وحش بحيرة لوخ نيس. لكنه يقف وراء المشروع بكل قوته. ويقول «لقد تمت الإشارة إلى أسماك كبيرة مثل سمك السلور وسمك الحفش كتفسيرات محتملة لأسطورة الوحش، وهذه أفكار يمكننا اختبارها بشكل جيد».

وأضاف «عندما يتحرك أي حيوان خلال موطنه الطبيعي، فإنه يترك خلفه آثار الحمض النووي – مثل الحراشف والريش والفراء والبراز والبول. ويمكن التقاط هذا الحمض النووي، وترتيبه بالتسلسل، ومن ثم استخدامه لتحديد الأنواع».

ويقول إن المشروع هو أكثر من مجرد مطاردة وحش. انه يهدف إلى التعرف على أنواع جديدة - لا سيما البكتيريا.

ولكن أي شخص يريد دليلا على وجود نيسي يجب أن ينتظر بعض الوقت. وتقول متحدثة باسم جامعة أوتاجو «لن تنشر نتائج الدراسة قبل يناير 2019». حتى ذلك الحين، سيكون على نظريات المؤامرة أن تفعل فعلها.