الرنين.. يعلن بداية العام الدراسي في روسيا

المجلس الأعلى للاتحاد السوفييتي: الأول من سبتمبر من كل عام يوم المعرفة الرسمي -

ترجمة - ثريا الحوسنية -

بداية شهر سبتمبر، ليست مجرد بداية لفصل الخريف، بل هي أيضا بداية لعامٍ دراسيٍ جديد.

في شهر أغسطس في روسيا يعود طلاب المدارس من المخيمات الصيفية أو من رحلاتهم الريفية إلى منازل أجدادهم، ويبدأون مع أولياء أمورهم في الاستعداد للسنة الدراسية الجديدة.

في أيام الصيف الأخيرة، وفي أشهر مكان في العاصمة موسكو وتحديدا في ساحة لوبيانكا، في متجر الأطفال الأكثر شهرة في روسيا بأكملها، تجد الأمهات والأطفال وهم في خضم الاستعدادات الأخيرة للعام الدراسي الجديد من شراء المستلزمات المدرسية، وكل ما من شأنه أن يكون معينا للطلاب في سنتهم الأولى. وبحلول الأول من سبتمبر يكون الطلاب على أتم الاستعداد لبدء عامهم الدراسي الجديد بحقائب مدرسية وأحذية جديدة وأقلام رصاص مبرية وباقات زهور فواحة.

يوم المعرفة

يبدأ العام الدراسي في روسيا في (يوم المعرفة) وهو الأول من سبتمبر من كل عام، وفي الأصل كان الأول من شهر سبتمبر هو يوم عمل اعتيادي لأولياء الأمور ويوم دراسي معتاد للطلاب، يبدأ بطابور صباحي طويل وينتهي بالدروس والحصص المعتادة، ولكن في 1 سبتمبر منذ عام 1984 أعلن المجلس الأعلى للاتحاد السوفييتي أن يكون الأول من سبتمبر من كل عام هو يوم المعرفة الرسمي، وبلا شك فإن هذا اليوم يعد واحدا من بين الأحداث الأكثر أهمية في حياة كل شخص روسي، ومن ذكريات طفولته التي لا ينساها؛ فهذا اليوم بالنسبة للطلاب وأولياء أمورهم يرتبط باحتفال بهيج ويوم مميز.

بالونات في السماء

يبدأ الاحتفال بعد أن يقف جميع طلاب الصف الأول في المقدمة ومن خلفهم طلاب الصفوف الأخرى وأولياء الأمور في فناء المدرسة، ويستمعون إلى خطاب مدير المدرسة الذي يهنئهم ببداية العام الدراسي الجديد، ويلقي بعض المعلمين بعض الكلمات على مسامع الجمهور من ترحيب وتهنئة وتشجيع بالمثابرة، وأحيانا يحضر الاحتفال بعض الأعضاء من الإدارة المحلية في كل منطقة ويلقون كلمة بهذه المناسبة، ثم تبدأ برامج الحفل مع الأغاني الوطنية المنوعة والرقصات الشعبية المختلفة ومسرحيات الأطفال، وينتهي الاحتفال بإرسال البالونات الملونة إلى السماء، ويمكن أن يختلف برنامج الاحتفال من مدرسة إلى أخرى اختلافا كثيرا، ويبقى الحدث المشترك بين جميع المدارس هو الجرس الأول.

تقاليد

الزهور والشرائط البيضاء هي جزء لا يتجزأ من الاحتفال بيوم المعرفة، حيث تُعطى باقات الزهور عادة لمعلمي الصف الأول، أما الشرائط البيضاء فيثبتها الطلاب على ملابسهم والطالبات يربطنها على شعرهن.

ومن تقاليد هذا اليوم أيضا أنه في نهاية الحفل تجلس فتاة من الصف الأول على أكتاف طالب في سنته المدرسية الأخيرة، بعد ذلك تُعطى هذه الفتاة الصغيرة جرسا وتقوم بقرعه بصوت عالٍ أثناء حملها أمام حشد من المشاهدين. ويبدأ العام الدراسي الجديد رسميا برنين هذا الجرس، ويعطي هذا الحدث يوم المعرفة اسمه الثاني وهو يوم الجرس الأول.

وبعد أن ينتهي الحفل يقوم طلاب الصف الأول المتميزون بتوزيع باقات الزهور على معلميهم، وهو أمر يتذكره الطلاب ومعلميهم مدى الحياة.

أبيات من الشعر

ويقوم بعض معلمي الصف الأول بإرسال بطاقات تهنئة بمناسبة العام الدراسي إلى الطلاب قبل يوم المعرفة بأسبوع أو أكثر، ويدعونهم للمشاركة في فعاليات الاحتفال بهذا اليوم، وغالبا ما يستجيب الطلاب ويتفاعلون معهم وذلك بإلقاء بعض أبيات من الشعر أو التغني بأغنية وطنية على مسامع الجمهور في يوم الاحتفال.

قاعدة عامة

يبدأ يوم المعرفة في بعض مدارس روسيا باحتفال كبير تليه أحداث مختلفة يتم فيها إعطاء اهتمام خاص لطلاب الصف الأول، حيث يجتمع المعلمون بالطلاب في فصولهم ويأخذ كل طالب مقعده في الصف ويتعرف إلى باقي زملائه، كما يتعرف أولياء الأمور إلى معلمي أبنائهم وبعدها يتجولون قليلا في المبنى المدرسي لمعرفة ما تحويه المدرسة من مرافق وخدمات للطلاب.

وكقاعدة عامة، فإن يوم المعرفة ليس يومًا دراسيًا كاملاً، ويمكن للأطفال العودة إلى منازلهم بمجرد انتهاء الاحتفال بهذه المناسبة.