صحافة

الحياة الجديدة: ترامب وحقوق الفلسطينيين المضيعة

07 سبتمبر 2018
07 سبتمبر 2018

في زاوية مقالات وآراء كتب يحيى رباح مقالاً بعنوان: متى تبدأ معركة عزل ترامب في أمريكا؟، جاء فيه:

دونالد ترامب لا يصلح، توسع كثيرا في معاركه ضد العالم، وضد القانون الدولي والإنساني، وضد الشرعية الدولية، وضد مصالح الأصدقاء والخصوم على حد سواء، ومخاوفه من الإزاحة والسقوط ليست دون أساس، وقد بدأ بنهج مستفز داخل إدارته التي لم تنه بعد نصف دورتها الأولى، بإفقاد هذه الإدارة كل من له رأي، أو رؤية أو تجربة عميقة، وملأ إدارته بمن لا يستطيعون إلا التصفيق العاجز لسياساته وقراراته ومفاجآته التي ليس فيها عمق أو فائدة أو نظرة واسعة، وهي التي تهدد مكانة أمريكا ومصداقية أمريكا والثقة التي كانت كبيرة بأمريكا لكنها تتراجع إلى القرب من الصفر، ولعل أخطر حلقات فقدان المعرفة الحقيقية بالتاريخ التي نفذها دونالد ترامب كانت من نصيب القضية الفلسطينية والقيادة الشرعية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المناضل العظيم، ابتداء من ارتباك الوعي لديه بالجذور والأساسات الحصينة لعدالة هذه القضية الفلسطينية، وجهله الذي يكاد يصبح مثيرا للسخرية بقدرة هذا الشعب على المطاولة في الصراع، والصمود الأسطوري، والشجاعة في دفع الثمن مهما كان عاليا، وكل ذلك عبر خطايا لا تغتفر ارتكبها ترامب منذ إعلان القدس، ومنذ نقل سفارته “البؤرة الاستيطانية” لتكون بمستوى ديفيد فريدمان، ثم سقطته المجلجلة بقرار محاربة “الأونروا”، وقطع الالتزامات المالية كافة لضرب حقوق اللاجئين بل وإنكار وجودهم، وكأن اللاجئين ليسوا حقيقة كبرى موجودين على امتداد المنافي القريبة والبعيدة، وكأنهم ليسوا سوى فكرة بلهاء وغبية من أفكار ترامب يشطبها متى يشاء. نحن في أوج المعركة، وأعضاء إدارة ترامب الذين اختارهم ليبدو وسطهم الشخص الوحيد ذو الأفكار الغريبة مثل صهره جارد كوشنر ومثل مستشاره غرينبلات، وبقية معاونيه الذين لقوا خيبات كبيرة في الملفات الأخرى التي فتحها ولم يتمكن من إغلاق أي منها، سواء ما يختص بالملف النووي الإيراني، وهو اتفاق دولي ليس فقط أمريكيا، أو الحرب التجارية مع أوروبا والصين ومناطق أخرى، أو ملف العلاقات مع كوريا الشمالية أو تركيا شريكته المهمة في الناتو أو غير ذلك.

الاستنتاج البسيط أن ترامب يتجاهل العالم ومصالحه ورؤاه بل إنه يتجاوز الخطوط الحمراء حتى داخل أمريكا نفسها. هناك إشارات كثيرة إلى أن القوى والمؤسسات في أمريكا ليست جميعها راضية عن سلوك هذا الرئيس الذي همه الأول عرض توقيعه أمام الكاميرات مهما كانت نتائجه كارثية.