الاقتصادية

إدراج عقد عُمان/دبي كعقد تداول مقابل عقود آجلة لنفط خام برنت

05 سبتمبر 2018
05 سبتمبر 2018

اتجاه قوي للعمل على استقرار السعر عند 80 دولارا -

نفط عمان عند 76.25 دولار للبرميل وبرنت يهبط فـي العقود الآجلة الى 77.80 دولار -

سنغافورة – دبي - لندن( العمانية - رويترز) - انخفضت أسعار النفط امس مع وصول عاصفة مدارية إلى الساحل الأمريكي المطل على خليج المكسيك مصحوبة برياح عاتية وأمطار غزيرة، لكن تأثيرها على الإنتاج لم يكن قويا مثلما كان متوقعا في البداية. بلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 69.31 دولار للبرميل، منخفضا 56 سنتا أو 0.8 بالمائة عن التسوية السابقة. وتراجع خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 37 سنتا أو 0.5 بالمائة إلى 77.80 دولار للبرميل.

كانت الأسعار قفزت الجلسة السابقة مع إغلاق العشرات من منصات النفط والغاز الأمريكية في خليج المكسيك تحسبا لأي أضرار من العاصفة المدارية جوردون. غير أن العاصفة غيرت اتجاهها نحو الشرق امس مما قلل من مخاطرها على المنتجين في الجانب الغربي من الخليج. وقال ستيفن إينس رئيس التداول لمنطقة آسيا والمحيط الهادي لدى أواندا للسمسرة في العقود الآجلة إن آفاق أسعار الخام ما زالت تشير لصعودها، وهو ما يرجع في جزء كبير منه إلى العقوبات الأمريكية التي تستهدف قطاع النفط الإيراني ويبدأ سريانها في نوفمبر. وأضاف”في ظل توقع تأثر ما يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميا بالعقوبات الأمريكية على إيران، يمكن توقع ارتفاع الأسعار في الأسابيع القادمة.

و بلغ سعر نفط عُمان تسليم شهر نوفمبر القادم(25ر76) دولار أمريكي.أفادت بورصة دبي للطاقة أن سعر نفط عُمان شهد انخفض امس بحوالي دولارًا أمريكيًا واحدًا و(4) سنتات مقارنة بسعر الثلاثاء حيث بلغ (29ر77) دولار أمريكي. تجدر الإشارة إلى أن معدل سعر النفط العُماني تسليم شهر سبتمبر الجاري بلغ (17ر73) دولار أمريكي منخفضًا بمقدار (44) سنتًا مقارنة بسعر تسليم شهر أغسطس الماضي.

إطلاق ثمانية عقود خام

أعلنت بورصة دبي للطاقة ، أول بورصةٍ دوليةٍ في منطقة الشرق الأوسط لعقود الطاقة الآجلة والسلع، عن إدراج ثمانية عقود خام ومنتجات نفطية جديدة، وذلك بعد موافقة السلطة الرقابية.

ومن بين المنتجات الجديدة التي تقدمها بورصة دبي للطاقة عقد متوسط سعري العقد الآجل لخام نفط عُمان من بورصة دبي للطاقة وخام دبي من بلاتس، والذي يساعد الزبائن في عملية التحوط عند شراء النفط الخام السعودي، إذ تُعد المملكة العربية السعودية أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم. وقد أعلنت شركة أرامكو السعودية مؤخراً عن تغيير آلية احتساب سعر البيع الرسمي لديها اعتباراً من 1 أكتوبر 2018، والذي سيحسب المتوسط الشهري لخام عمان وبلاتس دبي، الأمر الذي يوفر مقياساً يجمع بين أهم معيارين للتسعير في آسيا.

وبهدف تعزيز آلية تحوط النفط الخام الجديدة، ستقوم بورصة دبي للطاقة أيضاً بإدراج عقد عُمان/دبي كعقد تداول مقابل عقود آجلة لنفط خام برنت ومنتجات نفط مكرر من آسيا. وستزيد العقود الجديدة من فرص استكشاف أسعار النفط الخام وإدارة المخاطر في الأسواق الآسيوية إلى جانب العقود الحالية والتي تشمل عقد خام عمان الرائد وعقود دبي وبرنت/دبي الآجلة.

وتعليقاً على ذلك، قال أحمد شرف، رئيس مجلس إدارة بورصة دبي للطاقة:تُعد العقود الجديدة الخطوة التالية من مرحلة التطور الطبيعية لبورصة دبي للطاقة والمنتجات المتداولة فيها عبر الأسواق الآسيوية، وستساعد الزبائن على التحوط حول الأسعار الفعلية للنفط الخام ومنتجاته”.

أوبك وإحداث التوازن

و قالت مصادر في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وقطاع النفط إن السعودية تريد أن يبقى سعر الخام بين 70 و80 دولارا للبرميل في الوقت الحالي مع سعي المملكة، أكبر مصدر للخام في العالم، لإحداث توازن بين تعظيم الإيرادات وكبح الأسعار حتى إجراء انتخابات الكونجرس الأمريكي. وبعد إعلان خطط إدراج شركة أرامكو في 2016، بدأت المملكة الدفع باتجاه ارتفاع أسعار الخام لأسباب منها المساعدة على تعظيم قيمة الشركة المملوكة للدولة قبل الطرح العام الأولي الذي كان مقررا في الأصل في 2018.

لكن ذلك تغير في أبريل عندما ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علنا على الرياض لكبح أسعار الخام، رغبة في وقف ارتفاع تكلفة الوقود في الولايات المتحدة قبل انتخابات التجديد النصفي بالكونجرس في نوفمبر.وقالت المصادر إنه برغم تعليق خطة الطرح العام الأولي لأرامكو، لا تزال السعودية ترغب في إبقاء أسعار النفط مرتفعة قدر الإمكان دون مضايقة واشنطن. وتريد السعودية السيولة لتمويل سلسلة من المشروعات الاقتصادية.ولا تستهدف أوبك أو السعودية سعرا رسميا محددا للخام ومن المستبعد تبني سعر رسمي لنفط المنظمة.

وقال مصدر لرويترز ”يريد السعوديون سعر النفط عند حوالي 80 دولارا ولا يريدون للسعر أن ينزل دون 70 دولارا. يريدون إدارة السوق بهذه الطريقة“. وأضاف ”إنهم يريدون السيولة. لديهم خطط وإصلاحات والآن تأجل الطرح العام الأولي. لكنهم لا يريدون أن يتحدث أحد آخر عن أسعار النفط الآن. هذا كله بسبب ترامب“. ويطرح تحديد سعر مستهدف غير رسمي بين 70 و80 دولارا للبرميل احتمال قيام المملكة بتعديلات دورية على إنتاجها للتأثير على سعر الخام مع استجابة السوق لعوامل أخرى تؤثر على العرض والطلب في العالم.

وذكر المصدر الذي يتابع سياسة الإنتاج السعودية أنه عندما كان خام برنت يتجه صوب 80 دولارا للبرميل، أبلغت المملكة السوق عن زيادة في إنتاجها الشهر الماضي في وقت مبكر عن الموعد الذي عادة ما تكشف فيه عن مثل تلك المعلومات.وقال المصدر ”سينشر السعوديون على الأرجح بعض الإشارات الإضافية بهدف كبح الأسعار في ضوء ما وصل إليه السعر“.

أوبك.. للخلف در

والطموح في سعر بين 70 و80 دولارا للبرميل مشابه لهدف منتجين آخرين في منظمة أوبك. فالجزائر، على سبيل المثال، تقول إنها تعتبر 75 دولارا للبرميل سعرا عادلا.وقال مندوب لدى أوبك من خارج دول الخليج ”الجميع يتحدثون عن مثل هذه الأرقام“.

وتتحرك أسعار خام القياس العالمي مزيج برنت بين 70 و80 دولارا للبرميل منذ العاشر من أبريل. وبعد أن بلغت 70.30 دولار للبرميل في 15 أغسطس ، ارتفعت أسعار النفط بشكر مطرد لتلامس 79.72 دولار للبرميل امس الاول.

وفي وقت سابق من العام الجاري، كانت الرياض تأمل في أن ترى أسعار النفط فوق 80 دولارا للبرميل وكانت مستعدة للاستمرار في اتفاق خفض إنتاج النفط حتى نهاية عام 2018، لكنها تراجعت بعدما دعا ترامب أوبك في أبريل إلى زيادة الإنتاج. والرياض حليف مقرب لواشنطن منذ أمد بعيد. لكن منذ أن تولى ترامب منصب الرئيس في عام 2017، صارت السعودية أكثر حساسية تجاه طلبات الولايات المتحدة وصار البلدان ينسقان سياساتهما بشكل أوثق مما كان عليه الحال في ظل إدارة سلف ترامب.

ففي يونيو على سبيل المثال، اتفقت أوبك مع روسيا ومنتجين آخرين حلفاء على زيادة الإنتاج اعتبارا من يوليو وتعهدت المملكة بزيادة ”محسوبة“ في الإمدادات. وأبلغت مصادر في قطاع النفط السعودي السوق آنذاك بإنتاج قياسي تخطط أرامكو من خلاله لضخ ما يتراوح بين 10.6 و10.8 مليون برميل يوميا في يونيو وما يصل إلى 11 مليون برميل يوميا في يوليو، وهو أعلى مستوى على الإطلاق.وفي النهاية، بلغ إنتاج السعودية في يونيو 10.488 مليون برميل يوميا وانخفض في يوليو إلى 10.29 مليون برميل يوميا.

مهمة صعبة

وجاءت خطة زيادة الإنتاج إلى مستويات قياسية بشكل أساسي تحت ضغط مخاوف من صدمة مفاجئة في المعروض بعد أن قال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن تسعى لخفض إيرادات النفط الإيرانية إلى صفر، وفقا لما ذكرته المصادر. لكن المصادر قالت إن واشنطن أوضحت منذ ذلك الحين أنها ستدرس استثناءات من العقوبات المفروضة على إيران وأضافت أن المخاوف بشأن حرب تجارية بين واشنطن وبكين تهدد بإلحاق الضرر بالمعروض من الخام في المستقبل. وذكر مصدر في قطاع النفط أن خطط إنتاج المملكة من الخام جرى وضعها بما يتوافق مع احتياجات الزبائن وإن الطلب على النفط لم يتحقق كما كان متوقعا.

وقال المصدر ”يمكننا أن نزيد الإنتاج إلى ما يصل إلى 11 (مليون برميل يوميا) أو حتى إلى 12، لكن أين سيذهب وقتها؟ لا يمكننا أن ندفع بالنفط في السوق“.

وفي تقرير لشهر أغسطس ، قال معهد أكسفورد لدراسات الطاقة إن السعودية تحاول إدارة أسعار برنت في نطاق ضيق للغاية يتراوح بين 70 و80 دولارا للبرميل وإن هذه ليست بالمهمة السهلة.وقال المعهد إن الاستراتيجية تتمثل بشكل أساسي في وضع سقف للخام في ظل مخاوف بشأن تأثير ارتفاع الأسعار على الطلب مع تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، وفي إيجاد أرضية تمثل حدا أدنى للأسعار من أجل الحفاظ على الإيرادات واستقرار السوق.ويعكس هذا تطلعات السعودية للأسعار منذ عقد مضى عندما حددت المملكة السعر العادل عند 75 دولارا للبرميل. وظل هذا الوضع قائما لبضع سنوات قبل أن يتلاشى بعد أن ارتفعت الأسعار لمستويات أعلى من ذلك بكثير.

الكويت تستعد للنفط الثقيل

وفي الكويت قال عماد سلطان نائب الرئيس التنفيذي للتخطيط والتجارة في شركة نفط الكويت إن الشركة تستهدف الوصول لطاقة إنتاجية قدرها 200 ألف برميل من النفط الخفيف يوميا في أكتوبر. وأشار إلى أن الشركة صدرت خمسة ملايين برميل من النفط الخفيف الممتاز منذ يوليو الماضي، وستبدأ تشغيل مشروع النفط الثقيل بالرتقة الجنوبية في يناير المقبل.

وقال سلطان إن إنتاج النفط الثقيل سيبدأ في مايو المقبل وسيصل إلى 60 ألف برميل يوميا في نهاية عام 2019، مضيفا أن الشركة تعتزم توقيع عقد الحفر البحري في ديسمبر المقبل.من جهة أخرى، قال سلطان إن إنتاج الشركة الحالي من الغاز الحر بلغ 450 مليون قدم مكعبة يوميا وسيصل إلى 500 مليون خلال شهر.