Untitled-1
Untitled-1
المنوعات

حوار النيل والفرات .. تجارب نحّاتين من العراق ومصر

04 سبتمبر 2018
04 سبتمبر 2018

عمّان- «العمانية»: يشمل معرضا يحتضنه جاليري الأورفلي بعنوان «حوار النيل والفرات»، على أعمال لفنانين من العراق ومصر، تؤشر إلى أن النحت الذي ظهر مع بداية الحضارة الإنسانية لا يزال بخير. في أعماله، يقدم النحات العراقي نشأت الألوسي أعمالاً تجمع بين البساطة في التشكيل والعمق في المعنى، حيث التركز الشديد على حركة الخطوط الخارجية للمنحوتة، مع طاقة تعبيرية شعورية عالية تأتي من تلك الحركة الثابتة للمنحوتة وهي في حالة الالتفاف على الذات تارة والانطواء تارة أخرى. وما يزيد هذا التأثير هو اعتماد البرونز بلونه المتماوج بين الصلابة والقتامة وبين الإشراق والليونة.

واختار النحات أنس الألوسي من شكل الجسد البشري أو الحيواني موضوعاً لأعماله، ليعبّر عن مجموعة من الأفكار الإنسانية التي تتعلق بفلسفة الوجود وقيم المحبة والتسامح بين البشر.

أما النحات المصري محمد الفيومي فيقدم أعمالاً تستلهم المرأة المصرية «المناضلة»؛ كبائعات البسطات التجارية في الأسواق، معبّراً بذلك عن تقديره لهذا النموذج النسائي الصلب والقادر على تحدي ظروف الحياة الصعبة. وهذه المرأة لدى الفيومي تبدو ممتلئة الجسد في إشارة إلى القوة والتحدي.

وتظهر المرأة كموضوع أيضاً في أعمال النحات المصري أحمد عبد التواب الذي يقدم منحوتات تمثل حركة الجسد المنطلق بحرية وليونة. وينفتح هذا النحات بتجربته على الموروثات النحتية في مصر القديمة، ويعبّر عن قوة المرأة الفرعونية التي كانت تشارك الرجل وتقف إلى جواره بلا تمييز بينهما في الأدوار والمسؤوليات. كما تظهر المرأة العصرية في أعماله وهي تركب في سفينة أو تقود دراجة أو ترقص الباليه. ويتميز أسلوب عبد التواب بقدرته على بناء مغاير للأشكال الهندسية المتعارف عليها ليقوم بتفكيكها وإعادة تركيبها ضمن منظور بصري جديد. أما النحات العراقي معتصم الكبيسي، فيتخذ منهجاً مبتعداً عن موضوع المرأة وتمثلاتها، ليعبّر عن مفاهيم الدكتاتورية وجدلية الصراعات ومعاناة المهاجرين من أوطانهم.. وغالباً ما تجسّد أعماله المنفَّذة بالبرونز هيئة الدكتاتور وإن كان بوضعيات مختلفة، فمرة يقف فوق دبابة حرب، وأخرى يقف وعلى كتفه غراب ينذر بالشؤم أحياناً يجلس فوق الكرسي حيث جسده السمين يملأ المقعد. وتتسم أعمال الكبيسي بالتميز من حيث قدرته على الجمع بين مهارة التشريح لأبعاد الجسم البشري واختيار مفردات لمنحوتاته التي تحمل الأفكار التي يريد إيصالها للجمهور بقوة ووضوح.